وقع اختيار صناع مسرحية "كازينو بديعة" على الفنان والمخرج طارق الإبياري لإخراج هذا العمل الضخم؛ حيث يعمل المخرج الشاب حالياً على البروفات الخاصة بالعمل الذي يظهر فيه أيضاً كممثل، وهي المسرحية التي ستقدم على مسرح المباركيه في كايرو فستيفال بالقاهرة.
"عربي بوست" قابل المخرج والفنان طارق الإبياري للحديث عن المسرحية الضخمة التي كتبها والده المؤلف أحمد الإبياري، والذي كشف لنا عن كواليس العمل وكيف ظهر للنور، وتفاصيل المسرحية الكبيرة وكيفية تعامله مع الفنانين المشاركين في بطولة المسرحية.
كما يتحدث عن طبيعة العمل واختلافه عن مسرحية بديعة مصابني التي ستقدم في نفس الوقت وتقدمها الفنانة بشرى، كما يكشف عن عمل جديد يعود به للسينما بعد غياب.. كل ذلك في السطور التالية.
في البداية حدثنا عن مسرحية"كازينو بديعة" وكيف جاءت فكرة العرض؟
"كازينو بديعة" هو حلم كان يراود والدي أحمد الإبياري منذ 50 عاماً حينما كان يذهب إلى كازينو بديعة مع جدي أبو السعود الإبياري ويرى ما يدور فيه ويسمع حكاياته، وفي مرحلة تالية كان يقرأ الأعمال التي يقدمها جدي في هذا المكان على مدار 17 عاماً.
وفي عام 2009 عندما كان يحضر لمسلسل "أبو ضحكة جنان"، الذي يحكي السيرة الذاتية لإسماعيل ياسين، وجد أن هذا الكازينو كان محطة مهمة جداً في تاريخ الفن المصري وأخرج الكثير من النجوم منهم إسماعيل ياسين.
فبدأ يفكر في هذا المكان وكواليسه وتقديم عمل مسرحي يدور في هذا العالم، فقام بمراجعة كل التفاصيل التي مرت عليه أثناء التحضير لمسلسل إسماعيل ياسين وبدأ يسترجع حكاوي والده عن المكان، ومنذ عامين انتهى من الرؤية الخاصة به كمؤلف وكتب نص العمل كاملاً، والمسرحية بها شجن وضحك وأغانٍ واستعراضات وكل شيء.
هل ترشيحك لإخراج هذا العمل الضخم حمّلك عبئاً أكبر، خاصة أن العمل حلم كبير بالنسبة لوالدك المؤلف أحمد الإبياري؟
بالتأكيد، شعرت بعبء كبير ومسؤولية مضاعفة لأنه كما ذكرت هذا كان حلماً يراود والدي وأريد أن أحققه له بالشكل الذي يتمناه والذي أتمنى من الله أن يخرج بالشكل الذي أراده ونكون عند حسن ظنه.
فهو كان يحدثني دائماً عن العمل وهو يكتبه من سنوات ويحكي لي مشاهده بالتفصيل وكيف يريد أن يراها على المسرح، وقد انتهى والدي من المسرحية وأدخلها للرقابة منذ سنة وشهرين وبعدها تحمّست "سي سينما" لإنتاج المسرحية.
وعندما رشحوني لإخراجها سعدت بشدة وشعرت بمسؤولية كبيرة لأن المسرحية ضخمة وبها عمل كبير، وأتمنى من الله أن يعينني عليه، والأهم أنه حلم يراود والدي منذ سنوات طويلة.
أنت لست مخرج المسرحية فقط ولكنك أيضاً ضمن فريق التمثيل، ألا يعتبر التمثيل والإخراج في نفس العمل أمراً مرهقاً؟
بالتأكيد، عندما تكون مخرجاً للعمل وفي نفس الوقت تقدم فيه أحد الأدوار فهو أمر مرهق جداً ولكنه في نفس الوقت ممتع جداً، وأنا أحاول أن أعمل على الإخراج والتمثيل في نفس اليوم قدر استطاعتي حتى لا أكون مقصراً في أحدهما على حساب الآخر.
المسرحية تضم مجموعة كبيرة من النجوم، ألم تجد صعوبة في السيطرة على اللوكيشن؟
لا إطلاقاً، لن أواجه أي صعوبات طالما أحترمهم إنسانياً وفنياً، وفي المقابل سيحترمونني، لأنه لابد أن تفهم الفنانين الذين تتعامل معهم وتذاكرهم جيداً وتحترمهم، والفنان عندما يشعر باحترامك له تكون هناك ثقة ويبادل المخرج نفس الشعور.
وجميع من يعملون في المسرحية يعملون بحماس وتفانٍ كبير، ولم أشعر بأي تقصير ناحية أيٍ منهم، بالعكس جميعهم يعملون جيداً ويريدون خروج العمل بأفضل شكل ممكن؛ لدرجة أن بعضهم يأتي من السفر على البروفات، على الرغم من مطالبتي لهم بأخذ راحة لمدة يوم ولكنهم يرفضون، ويطلبون مني استئناف البروفات سريعاً.
مسرحية "كازينو بديعة" ضخمة وبها الكثير من الاستعراضات، فكيف استعددت لهذا العمل ؟
المذاكرة طوال الوقت هي الحل، فأنا الحمد لله دخلت معهد السينما بعدما درست المسرح في الجامعة الأمريكية، وأحضر حالياً الماجستير في الإخراج، وهناك تعلمت كيف أقوم بعمل بحث وهذا الأمر أفادني جداً في المسرح، وتعلمت كيفية الحصول على الأشياء المهمة، فنحصل على ما ينفعنا في عملنا ويحقق رؤيتنا في العمل ويحقق الشعور الذي نريد الوصول له من خلال عمل المؤلف، لأننا دائماً نسابق الزمن وليس لدينا الوقت الكافي.
تتواجد كل عام أو عامين بعمل مسرحي، فهل تحرص على التواجد فيه أكثر من السينما والدراما؟
المسرح ممتع وله روح مختلفة ولي فيه ذكريات جميلة، ومثلما يقول والدي إن المسرح مثل الـ GYM للفنان، فعندما ينزل الفنان للمسرح ويعمل بشكل مستمر ويأتي له دور في السينما أو التليفزيون يكون في لياقة فنية كبيرة أكثر مما لو كان جالساً في المنزل ولا يقدم مسرحاً، فكل يوم يمر عليه يكون يعمل ويتمرن لذلك عندما يأتي له عمل يكون نشيطاً أكثر، وأنا أحب المسرح وأحب التفاعل مع الجمهور بشكل مباشر.
معنى ذلك أنك تفضل المسرح على السينما والدراما؟
لا بالعكس أنا أحبها جميعاً، المسرح بالتأكيد له أهمية خاصة عندي فهو بيتي الذي أحب الذهاب إليه دائماً، ولكني أيضاً أحب السينما والتليفزيون بشكل كبير، وكلاً منها له مميزاته وله متعته الخاصة.
يتم تقديم مسرحية أخرى عن بديعة مصابني بطولة بشرى، فهل العملان سيؤثران على بعضهما بالسلب؟
لا أعتقد ذلك، فنحن لا نقدم سيرة ذاتية عن بديعة مصابني ولكننا نقدم عملاً عن الكازينو الخاص بها، فنستعرض الأعمال التي كانت تقدم في هذا الكازينو وكواليسها بدون التطرق إلى أمور شخصية عن الفنانين الموجودين وقتها.
وكما قلت مسبقاً من خلال الحكايات التي سمعها والدي من جدي كوّن عالماً من وحي خياله به الأتموسفير الخاص بهذا العالم. أحدثك عن العمل الذي نقدمه ولا أستطيع التحدث عن أعمال الآخرين الذين لهم كل الاحترام والتقدير والتحية وهم فوق رأسي، ولكني أحدثك عما أعرفه وأقدمه، وأتمنى التوفيق لنا جميعاً من قلبي.
ألا ترى أن الفنانين كانوا مقصرين في حق المسرح في السنوات السابقة؟
لا أبداً، فهذا الأمر دائماً ما كان يشبهه والدي بأنه دورة الحياة، وكان يقول إن هذه هي دورة المسرح، تأتي سنوات تجد كل النجوم يقدمون فيها أعمالاً مسرحية هامة، ثم تأتي بعدها سنوات لا يوجد فيها فنانون يقدمون أعمالاً مسرحية سوى واحد أو اثنين، وهكذا تدور الدائرة دائماً.
بالإضافة إلى الظروف الخارجة عن إرادتنا التي تدفع الفنانين للبعد عن المسرح، على سبيل المثال وباء كورونا الذي انتشر لسنوات وأثر على كل شيء، ولكن في الوقت الحالي هناك زخم في المسرح.
ولماذا أنت غائب عن السينما منذ سنوات؟
إن شاء الله أعود خلال الفترة القادمة من خلال فيلم "مطرح مطروح"، وبالرغم من ظهوري فيه كضيف شرف إلا أنني أحببت الدور جداً، وأنا متحمس جداً لهذا العمل وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور، لأنه دور مختلف تماماً وكنت أتمنى تقديمه.