قبل سنوات خلت كان ملك الراي الشاب خالد ذا حظوة لدى صناع القرار في الجزائر، إذ كانت تربطه علاقة خاصة بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة وكبار رجالات الدولة.
ورغم علاقته المعروفة وقتها بصنّاع القرار في المغرب والملك المغربي محمد السادس شخصياً، إلا أن ذلك لم يؤثر على حظوته في الجزائر، إذ كانت توكل له أهم الحفلات في البلاد ويحظى بالتكريمات والتشريفات الرسمية، لدرجة أنه حصل على عفو خاص من الخدمة العسكرية بتدخل مباشر من بوتفليقة.
ولم يكن للعلاقات المتوترة على الدوام بين الجزائر والمغرب، تأثير كبير على المجال الفني، بحيث تعوّد الفنانون الجزائريون على إحياء الحفلات في المغرب، وعلى رأسهم الشاب خالد والشاب مامي وفضيل، كما كان الفنانون في المغرب مرحباً بهم دوماً في الجزائر، على غرار عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي ولطيفة رأفت وغيرهم.
لكن الأزمة الأخيرة بين البلدين التي وصلت إلى حد القطيعة والتلويح بالقوة، لم تترك أي مجال إلا أثرت فيه، وبلا شك فإن أكبر الخاسرين من هذه الأزمة هو الشاب خالد.
وهران تدير ظهرها
قالت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" إن اللجنة المنظمة لألعاب البحر المتوسط تلقت تعليمات بعدم إشراك الشاب خالد في حفلي افتتاح واختتام الألعاب، رغم تنظيم هذه الأخيرة في المدينة التي وُلد وتربى وغنى لها ملك الراي.
وتوقع الجمهور الجزائري أن يكون خالد أول مدعو للمشاركة في حفلي افتتاح واختتام ألعاب وهران بالنظر إلى الشهرة العالمية التي منحها إياها من خلال أغانيه عن حواريها وأزقتها طيلة مشواره الفني.
وأكثر من ذلك، لم يذكر خالد ولم يشَر إليه بتاتاً في أحد ألواح حفل الافتتاح التي تحدثت عن أبرز فناني المدينة ورواد طابع الرأي فيها.
الملح على الجرح
ما زاد من الطين بلة هو تعمد المنظمين دعوة خصم خالد اللدود ومنافسه الشرس على زعامة الراي الشاب مامي للغناء في حفل اختتام ألعاب البحر الأبيض المتوسط في مسقط رأس خالد بوهران.
وأدى مامي في الحفل أغنية واحدة وهي الأغنية الشهيرة "بلادي هي الجزائر"، وكأنها رسالة موجهة إلى خالد الذي تعود مؤخراً أن يغني للمغرب.
ورغم أن مامي توارى عن الأنظار لسنوات طويلة وفقد بريقه الفني، كما خسر الكثير من شعبيته بعد أن ظهر في تجمع شعبي سنة 2019 داعماً ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، أسقطها فيما بعد الحراك الشعبي، إلا أن المنظمين أصروا على أن يكون نجم حفل اختتام ألعاب وهران.
هل مُنع من دخول الجزائر؟
تداولت الكثير من المواقع والصحف مؤخراً أخباراً تتحدث عن منع ملك الراي من دخول الجزائر لأسباب سياسية.
وما نفخ في هذه الأخبار عدم حضور ملك الراي جنازة والدته التي توفيت في السابع من يونيو/حزيران الماضي.
لكن مصادر "عربي بوست" نفت هذه الأخبار جملة وتفصيلاً، وأكدت أن خالد يمكنه دخول الجزائر والخروج منها كما يشاء.
جدير بالذكر أن خالد كان قد نشر صورة له من الجزائر أمام قبر والدته بوهران بعد وفاتها بأيام قليلة.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”