تصدّر فيلم Elvis، الذي يتناول سيرة ملك الروك أند رول إلفيس بريسلي شباك التذاكر في أمريكا الشمالية، في الأسبوع الأول على بداية عرضه، بإيراداتٍ تخطّت الـ31 مليون دولار أمريكي.
ووفقاً لشركة Exhibitor Relations المتخصّصة، فقد وصلت إيرادات Elvis إلى 31.1 مليون دولار، وتمكن بالتالي من تخطّي فيلم Top Gun Maverick (بطولة توم كروز) بفارقٍ ضئيل، الذي وصلت إيراداته إلى 29.6 مليون دولار.
الفيلم من إخراج الأسترالي باز لورمان -الذي أخرج The Great Gatsby وMoulin Rouge- حقّق 30.5 مليون دولار بين الجمعة والأحد فقط، وهو ضعف متوسط إيرادات أفلام السير الذاتية الموسيقية السابقة، بحسب الخبير ديفيد غروس من شركة Franchise Entertainment Research.
وأضاف جروس أن اختيار النجم الصاعد أوستن بتلر لتأدية شخصية إلفيس بريسلي، إلى جانب مشاركة النجم توم هانكس بدور مدير أعمال بريسلي السيّئ السمعة، الكولونيل توم، شكّل رهاناً محفوفاً بالمخاطر، لكن الفيلم لقي استحساناً واسعاً بين صفوف النقاد والجمهور على حدّ سواء.
أوستن بتلر قدّم أغنيات إلفيس بريسلي بصوته
فيلم Elvis لا يروي سيرة إلفيس بريسلي كاملةً، بل يركّز على علاقته الشائكة بمدير أعماله توم باركر، خلال مرحلة صعوده إلى عالم النجومية، وكيف سيطر على كلّ جوانب حياته.
وكان المخرج باز لورمان كشف أن بطل العمل أوستن بتلر وضع صوته على كل أغنيات إلفيس بريسلي، المقدّمة في الفيلم، من خلال منشورٍ عبر حسابه الخاص على إنستغرام.
فقد نشر لورمان مقطعاً مصوّراً من المراحل التحضيرية الأولى للكاستينغ، في 10 يونيو/حزيران الجاري، يظهر فيه بتلر وهو يعزف على الغيتار ويغني Trouble بصوته. وكتب لورمان معلّقاً:
"الكثير منكم لا يزال يسأل: هل هو غناء أوستن؟ أشعر أني لم أكن واضحاً بما يكفي في إخباركم أن أوستن يقدّم كل أغنيات إلفيس الشاب في الفيلم، سامحوني. وأعتقد أنكم قد تجدون هذا الاختبار المبكر جداً من العام 2019 رائعاً، حيث يقوم أوستن مع الشباب بالتمرين على الأغنية خلال اختبار الكاميرات".
حضّر الممثل الأمريكي أوستن بتلر سنتين لدور إلفيس بريسلي، شاهد كل الفيديوهات المُتاحة عنه، وسمع أغنياته مراراً وتكراراً، حتى حفظ كلّ تفصيلةٍ ونوتة موسيقية، كرّر الأمر مع مقابلاته حتى يحفظ خامة صوته ومخارج حروفه.
ولم يكتفِ بذلك، بل تدرّب على الكاراتيه أيضاً، لأن إلفيس بريسلي مشهور بلياقته العالية على المسرح. وفي حديثٍ إلى وكالة AP، قال بتلر: "تدرّبتُ على الكاراتيه بشكلٍ يومي مع مدرّبٍ خاص. كنا ندرس إلفيس وتحرّكاته، ثم ندرس كل الأشخاص الذين ألهموه".
وتابع بتلر: "حفظنا رقصه وتعلّمتُ الـTap Dancing والـSwing Dancing، كما تعلّمتُ الحركة والرقص بشكلٍ عام حتى أتمكّن من مجاراة الشخصية. لقد فعلنا الكثير".
وكان للتمرين الصوتي حصّة كبيرة أيضاً، فقد تمرّن الممثل الأمريكي على إتقان لهجة بريسلي ومخارج حروفه وصوته مع مدرّبٍ خاص، كما تمرّن على ممارسة الغناء من دون توقف، وذلك من خلال تمارين يومية صباحية تهدف إلى توسيع مساحة صوته.
"لقد فعلتُ كل ما يلزم لإبقاء جسدي قادراً على الحركة"، قال أوستن بتلر، مشيراً إلى بعض الإصابات خلال مرحلة التحوّل إلى إلفيس بريسلي: "خضعتُ لإعادة التأهيل عدة مرات. خُلع كتفي في مرحلةٍ معيّنة، كما أُصيبت ركبتي خلال التمرينات".
وفي مقابلةٍ ضمن برنامج Kelly Clarkson Show، تحدث بتلر عن مراحل الكاستينغ قبل موافقة المخرج الأسترالي على منحه دور إلفيس، مُشيراً إلى أن الكاستينغ وحده استمرّ 5 أشهر!
وقال الممثل الشاب: "أرسلتُ شريطاً مصوّراً لي، وأنا أغني Unchained Melody، إلى المخرج في البداية، وكنتُ أغني فيه وأعزف على البيانو. راسلني وطلب مقابلتي، فطرتُ إلى نيويورك حيث التقينا وتحدثنا لـ3 ساعات متواصلة، انتهتْ بأن سألني إن كنتُ أرغب في قراءة بعض المشاهد من النصّ باليوم التالي".
وتابع أوستن بتلر: "بقينا على هذه الحال على مدى 5 أشهر، قبل أن يحين موعد اختبار التصوير. لم أخضع لأي اختبارٍ مماثل، وخلال الاختبار النهائي قرّر باز لورمان أن يغيّر كل المشاهد والأغنيات الثلاث التي تمرّنتُ عليها، وبدأ يصوّرني وأنا أتعلّم المشاهد وأحفظ الأغنيات".
وختم بتلر قائلاً: "أدركتُ لاحقاً أنه تعمّد فعل ذلك ليرى ردّة فعلي وما إذا كنتُ سأفقد عقلي أو أستسلم، ولأنه يحبّ أن يكون الممثل أمامه على طبيعته. وبعد أسبوع، استيقظتُ على اتصالٍ منه، ليسألني: "هل أنتَ جاهز للطيران أستاذ بريسلي"؟
توم هانكس بدورٍ استثنائي في فيلم Elvis
من جهته، شكّك توم هانكس في قراره لعب دور الكولونيل توم باركر، الذي كان المدير السيّئ السمعة لإلفيس بريسلي، بعدما أطلعه المخرج على صورته.
وعلى هامش مشاركته في "مهرجان كان" السينمائي، شهر مايو/أيار الفائت، ناقش الممثل الحائز جائزة الأوسكار سبب قراره بالموافقة على المشاركة في فيلم Elvis، وكيف أقنعه المخرج باز لورمان بذلك.
وقال النجم الأمريكي (65 عاماً): "لم أكن مهتماً بلعب دور رجلٍ سيّئ، لكن لورمان أقنعني عندما أخبرني بأهمية دور شخصية توم باركر في حياة إلفيس بريسلي. قال لي إن باركر كان يعد الشباب بتقديم شيءٍ لم يسبق لهم تجربته من قبل، ومن ثم إعطاؤهم إياه، ولكن بكلفة".
وقال توم هانكس: "عندما قال باز لورمان تلك الجملة، قلتُ له أنا رجلك الآن، من فضلك أرني صوةً له. وعندما أراني صورة باركر قلتُ في نفسي: يا إلهي ماذا فعلت"؟
احتاج هانكس إلى فريقٍ متخصّص بالماكياج لإعادة رسم ملامحه حتى تبدو قريبة من توم باركر، وقد جلس يومياً لساعاتٍ تحت أيدي خبراء التجميل. كما أنه ارتدى بدلةً تحت ملابسه في التصوير، حتى يبدو قريباً من وزن مدير أعمال إلفيس بريسلي. لم يكن باستطاعته زيادة وزنه، خوفاً من أي مضاعفاتٍ قد يتعرّض لها بسبب مرض السكّري.
فيلم Elvis حصد تصفيقاً متواصلاً طيلة 10 دقائق بعد عرضه في "مهرجان كان"، كما أنه حصل على مباركة عائلة ملك الروك آند رول، وتحديداً زوجته بريسيلا بريسلي وابنته ليزا. وقد بدأ عرضه في 24 يونيو/حزيران الجاري، في أمريكا الشمالية، على أن يُعرض تباعاً في كلّ دول العالم.