ست سنوات مرت على حصول الأردنية نداء شرارة على لقب The Voice، حققت فيها الكثير من النجاحات على المستوى الغنائي والإنساني، فهي فنانة تؤمن بوجود رسالة للفنان في الحياة، ولا بد له أن يؤديها، لأنه مثال يحتذى به، وهو ما انعكس على شخصيتها المرحة اللطيفة التي تجعلها تدخل قلبك سريعاً.
نداء تقول في حوارها مع "عربي بوست" إنها ستعتزل في وقت ما لأن حياتها الشخصية أهم من الغناء، وإنها تحب الكتابة أكثر من الغناء، وتستعد لدخول عالم الكتابة كروائية، وهذا الأمر سيكون مناسباً أكثر لها بعد الزواج عندما تؤسس أسرة، خاصة أنها "بيتوتية" في المقام الأول.
تتحدث أيضاً نداء عن أحدث أعمالها الفنية، فهي تحضر لثلاث أغنيات جديدة بثلاث لهجات عربية مختلفة، وتتحدث عن كتابها الأول "في روحي نداء"، كما تتحدث عن علاقتها بالتمثيل وعروض التمثيل التي وصلتها.
صرحتِ بأنك ترفضين الزواج من شخص يعمل بالوسط الفني لعدم انشغاله عنكِ، وهو ما جعل البعض ينتقدك، لأنك تعملين بنفس الوسط، ما ردّك على تلك الانتقادات؟
في البداية أقول إن الإنسان لا يعرف أين يوجد نصيبه ولا متى سيأتيه، وأنا مازلت مصممة على رأيي بأني لا أريد الزواج من الوسط الفني، على الرغم من انتقاد البعض لي؛ لأن الحياة لن تستقيم بين اثنين مشغولين عن بعضهما البعض، وردّي على تلك الانتقادات أنني في الغالب أكون في منزلي لو لم يكن لدي عمل، أنا أنشغل فقط وقت العمل، ولست منغمسة في الفن بشكل كامل، ولو تزوجت شخصاً من الوسط الفني فسوف يكون مشغولاً عني طوال الوقت.
معنى ذلك أن نداء شرارة "بيتوتية"؟
هذا حقيقي، فإذا لم يكن لدي عمل أكون طوال الوقت في البيت مع عائلتي وأشقائي، وبالطبع يكون لدي وقت أكون مشغولة فيه كثيراً، ولكن هذا لن يكون طوال الوقت، وبالتأكيد لو كان الشخص الذي سيرتبط بي لديه عمل وبه قيود، فحتى لا أصبح أنانية أُفضّل أن يكون هذا الشخص من خارج الوسط الفني.
وهذا على الرغم من أن البعض يقول إنه من الأفضل أن يكون من داخل الوسط الفني ليتفهم طبيعة عملي، ولكن أنا لدي شروط صعبة، فهو حتى إن كان من خارج الوسط فلا بد أن يكون متفهماً لطبيعة عملي، وفي النهاية هذه ستكون مرحلة وتنتهي، لا أشعر بأنني سأكمل كثيراً في الغناء.
كلامك يعني أنك ستعتزلين الغناء بعد وقت من الزواج؟
لم أعطِ لنفسي وقتاً محدداً لاعتزالي الغناء، ولكني أشعر بأنه مرحلة في حياتي، ولن أجعل تلك المرحلة تلتهم عمري كله، فأنا أريد أن أستقر وأعيش حياة هادئة، وهذا لا يستقيم مع الفن لأنه يسرق الهدوء.
مؤخراً طرحتِ كتاب "في روحي نداء" إهداء لروح شقيقك، حدِّيثنا عن تلك التجربة؟
هذا الكتاب يحكي عن كل المشاعر التي نشعر بها في حياتنا ونريد أن نعبر عنها ولكننا لا نستطيع، وهذا الكتاب أهديته لروح شقيقي، رحمه الله، وهو كتاب متنوع فيه نثر وشعر ومقتطفات، وليس قصة كاملة أو رواية، ولكن فيما بعد أنوي كتابة روايات، ولكن بعد أن يأخذ هذا الكتاب وقته في الأسواق.
تخططين لاعتزال الغناء بعد الزواج وتريدين الكتابة، فهل هذه هي الخطة البديلة لكِ؟ وهل الكتابة مناسبة أكثر وتتماشى مع ظروف حياتك بعد الزواج؟
أعتقد أن الكتابة هي التي ستستمر معي، ومن الممكن أن أكون أحضر لهذا الأمر من الآن، لأني أحب الكتابة بشدة منذ صغري، ومن طفولتي وأنا أقول أنا كاتبة تغني ولست مغنية تكتب، وكتاب "في روحي نداء" كان تحدياً بالنسبة لي لكي أعبر عن المشاعر التي أشعر بها، وهو ليس أفضل شيء عندي، ولكنه عبارة عن تفريغ لكل المشاعر التي شعرت بها من حب وفرح وحزن، وعبرت عنها في ذلك الكتاب، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
ننتقل إلى منطقة أخرى من حياتك، تحاربين العنف ضد المرأة، وتدعمين ذوي القدرات الخاصة، هل تعتبرين تلك الأعمال الإنسانية جزءاً من رسالتك كفنانة أم أنها تصرف شخصي؟
أنا دائماً أقول إن الفنان لا بد أن يكون صاحب رسالة، فالفنان يتحدث من مكان مسموع أكثر وله جمهور كبير، وأحياناً تكون هناك أشياء نريد أن نعبر عنها بالكلام فلا تصل بشكل جيد، ويكون البديل أن يتحدث الفنان نفسه عنها، وأنا كفنانة كتبت ولحنت للعنف ضد المرأة، وتحدثت عن زواج القاصرات في حملة في الأردن، وسعيدة أنني أوظّف صوتي في أشياء تفيد المجتمع وتزيد من وعيه.
خرجت شائعات بأنك قمتِ بعملية تجميل في أنفكِ ولكنك نفيتي الأمر، فهل أنت ضد عمليات التجميل؟
أنا لست ضد عمليات التجميل بشكل عام، ولكنني لست محتاجة إليها، لا أحب أن أغير في شكلي، وكل شخص له قناعاته، فغيري يحب التجميل وأنا لا، أنا أحب شكلي ومقتنعة به تماماً، وكثيراً ما يطالبني أصدقائي بعمل عملية تجميل في أنفي ولكني أرفض، أنا أحب شكلي هكذا، وأريد أن أعيش طيلة حياتي بهذا الشكل، والحمد لله شكلي لا يسبب لي أي أذى، والله لا يخلق شيئاً غير جميل، ولكن هناك بعض الناس لديهم مشاكل في أنفهم مثلاً تسبب لهم عقدة أو أزمة، وهم أحرار في تغيير شكلهم، أو حتى بسبب مشاكل في التنفس والأنف، وقتها يكون الأمر ضرورياً.
ست سنوات مرت منذ حصولك على لقب The Voice، هل حققتِ ما كنتِ تطمحين إليه أم أنكِ تأخرتِ في مشوارك؟
الحمد لله، فأنا أشعر أنني حصلت على فرص كثيرة جيدة، وحصلت على أشياء جيدة، واستطعت أن أجتهد وأصل لهذا المكان الذي أنا فيه حالياً، بالتأكيد لم يكن الأمر سهلاً، وأنا أشعر أن صوتي يستحق أكثر من ذلك، ولم أحقق ما أطمح إليه، وأقول دائماً إنني مازلت في بداية الطريق، ولكن ما أحرص على فعله هو أن أجتهد وأزيد من قدراتي وخبراتي، ليس من أجل إثبات شيء للناس، ولكن لكي أثبت لنفسي أن صوتي الذي أحبه يستحق أن يصل إلى مكان أبعد من ذلك.
تحضّرين لثلاث أغنيات جديدة باللهجات المصرية والخليجية واللبنانية، فما تفاصيلها؟
بالفعل أحضّر لثلاث أغنيات جديدة حالياً، الأغنية الأولى خليجية من كلمات إيهاب غيث وألحان محمود أنور، اسمها "أحب اسمي"، والأغنية الثانية باللهجة المصرية، ولن أتحدث عن تفاصيلها وسأتركها مفاجأة للجمهور؛ لأنها من كلماتي وألحاني، أما الأغنية الثالثة فهي لبنانية، تعاونت فيها مع كتاب وملحنين من الوطن العربي، وأتمنى أن تنال الأغنيات إعجاب الجمهور.
هل تفكرين في خوض تجربة التمثيل؟
وصلني عدد من العروض، ولكني رفضتها، وحالياً ليس لدي عروض، فأنا غير مهتمة بالتمثيل لأنه مرهق، أنا كسولة جداً، وأهرب من أي تصوير، والتمثيل متعب جداً، الله يكون في عون الممثلين.