أطلت الملكة إليزابيث الثانية من شرفة قصر باكنغهام، وسط تصفيق آلاف الأشخاص، مع انطلاق اليوم الأول من الاحتفالات باليوبيل البلاتيني، ذكرى مرور 70 عاماً على اعتلائها العرش، لتصبح أول ملكة في العالم تصل إلى هذه المدة القياسية.
وقد خرجت الملكة إلى شرفة قصر باكينغهام مرتديةً اللون الأزرق، وهي تستند إلى عصا؛ وكان برفقتها دوك كنت من الحرس الأسكتلندي، إحدى وحدات النخبة في الحرس الملكي البريطاني.
الاحتفالات ستستمر 4 أيام متتالية، وقد بدأت الخميس 2 يونيو/حزيران 2022، بالعرض العسكري Trooping the Color، وهو تقليدٌ سنوي اعتادت أن تحتفل به بريطانيا منذ القرن الثامن عشر.
فما هو احتفال Trooping the Color؟
هو احتفالٌ بعيد ميلاد الملك/الملكة؛ يشارك فيه أكثر من 1400 جندي و200 حصان و400 موسيقيّ، ويشهد عروضاً عسكرية من رجال الحرس وسلاح الجو الملكي، كما يُشارك فيه أعضاء العائلة المالكة البريطانية.
يحتشد المواطنون على جانبي الشوارع التي يمرّ بها الموكب الملكي حاملين أعلام البلاد، فيما تخرج الملكة من القصر لتتلقى التحية الملكية ثم تستعرض بنفسها حرس الشرف، ومن ثم يعود الموكب إلى قصر باكنغهام مرة أخرى.
تحضر العائلة المالكة على ظهور الخيل أو العربات، ويُختتم العرض مع العائلة المالكة من شرفة القصر، لمشاهدة سلاح الجو الملكي الذي يقوم بعرضٍ جويّ.
هناك أيضاً تحية ملكية بإطلاق ثلاثة مدافع في منتصف النهار، إضافة إلى 41 طلقة بساحة "هايد بارك" الشهيرة، و21 طلقة أخرى في ساحة Green Park، وكذلك 62 طلقة نارية أمام برج لندن.
تم الاحتفال بـTrooping the Color، للمرة الأولى في عهد الملك تشارلز الثاني عام 1748، إلا أن العرض أصبح جزءاً رسمياً من التقويم البريطاني بعد قرنٍ من الزمان.
ومع قدوم الملك إدوارد السابع، الذي حكم من عام 1901 إلى 1910، أقِرّ طقس الاحتفال بعيد ميلاده مرّتين بالعام. فهو من مواليد نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ليس أفضل شهرٍ للاحتفال في الهواء الطلق، لذلك قرر نقل الاحتفال إلى مايو/أيار أو يونيو/حزيران؛ نظراً إلى اعتدال الطقس في هذا التوقيت.
عندما تُوّجت الملكة إليزابيث الثانية على عرش بريطانيا اختارت أن تحتفل بعيدها في الثاني من يونيو/حزيران كلّ عام؛ وكان هذا هو اليوم الذي اختاره والدها، الملك جورج السادس، للاحتفال بعيد ميلاده الرسمي.
لكن في العام 1959، قرّرت الملكة أن يُعقد عيد ميلادها الرسمي بعد يومين، أي في يوم السبت الثاني من شهر يونيو/حزيران، واستمر على هذا النحو منذ ذلك الحين.
تفاصيل مثيرة في عيد ميلاد الملكة إليزابيث
عادةً ما يتميّز احتفال Trooping the Color بظهور العائلة المالكة، جنباً إلى جنب مع الملكة إليزابيث، من الشرفة في قصر باكنغهام. لكن الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل غابا بشكلٍ ملحوظ عن شرفة القصر هذا العام، إلى جانب الأمير أندرو -نجل الملكة- الذي واجه دعوى قانونية بارتكاب اعتداءٍ جنسي.
وفي وقتٍ سابق من شهر مايو/أيار، قال متحدث باسم قصر باكنغهام لموقع Insider، إن الملكة إليزابيث ستكسر التقاليد من خلال حصر الحضور من الشرفة على أفراد العائلة المالكة الذين "يقومون حالياً بواجبات عامة رسمية نيابة عن الملكة".
دوق ودوقة ساسيكس تواجدا في قسم الـVIP لمشاهدة العرض، بعيداً عن الأنظار، من شباك مبنى آخر؛ في أول عودةٍ لهما معاً إلى بريطانيا، برفقة ولديهما، منذ رحيلهما المُدوّي إلى كاليفورنيا في العام 2020. وحضرا كذلك قداس الشكر في كاتدرائية القديس بولس، الذي أقيم اليوم الجمعة.
بدوره، ذكر موقع BBC أن هاري وميغان تهرّبا من أي مهرجانٍ للصور عند وصولهما إلى المطار، وقد تردّد أن الملكة أرسلت سيارتها لتقلّهما من مطارٍ خاص؛ كي تبقى كل تحركاتهما تحت السيطرة وكي لا يسرقا الأضواء.
بدلاً من الزي العسكري الاحتفالي التقليدي، ارتدى الأمير هاري بدلةً عادية في موكب عيد ميلاد الملكة. فبعد تجريده من تعييناته العسكرية الفخرية في فبراير/شباط 2021، لم يعد مسموحاً له بأن يرتدي زيّه العسكري.
وقد جُرّد الأمير هاري من تعييناته العسكرية، التي كانت جزءاً من اتفاقه مع ماركل على التنحي من العائلة المالكة. وكان هاري يحمل لقب النقيب العام لمُشاة البحرية الملكية، التي ورثها عن جدّه الأمير فيليب، وفقاً لصحيفة Daily Mail البريطانية.
ظهرت دوقة كامبريدج بثوبٍ عاجي من تصميم ألكسندر ماكوين؛ لكنها حرصت على تكريم الأميرة ديانا، من خلال ارتداء مجوهراتها، كعادتها في أكثر من مناسبةٍ رسمية.
وقد أنهت كيت إطلالتها بقبعة زرقاء داكنة مع حَواف بيضاء من فيليب تريسي، مع عقدٍ من الياقوت والألماس يتناسب مع أقراطها، وخاتم خطوبتها الأيقوني من الياقوت السيلاني عيار 12 قيراطاً، والذي يعود أيضاً إلى ديانا.
كانت الأقراط المرصعة بالياقوت والألماس قد تزيّنت بها الأميرة الراحلة في مناسبات مختلفة، وضمن ذلك احتفال Met Gala في العام 1995، عندما قامت بتنسيقها مع ملابس باللون الأزرق الداكن وقلادة من نوع Shoker من الياقوت نفسه واللؤلؤ.
وقبلها، كانت ارتدت ديانا تلك المجوهرات خلال الرقصة الأيقونية التي شاركتها مع جون ترافولتا في البيت الأبيض، وكذلك في رحلة إلى أوتاوا-كندا، إضافة إلى دار أوبرا ميونيخ خلال زيارةٍ رسمية لألمانيا.
كعادتها، ارتدت الملكة إليزابيث بروش لواء الحرس المرصّع بالألماس، والذي ترتديه سنوياً مع كل احتفال Trooping the Color.
ووفقاً لـHarper's Bazaar، فقد تسلّمت الملكة هذا الدبوس من جدّتها، الملكة ماري.يتميز البروش بشارات 5 جيوش بريطانية مع الكومنولث -الأسكتلنديين، الأيرلنديين، غرينادير، وكولدستريم الحرس. ونُقش على البروش العبارة اللاتينية Quinque juncta in uno، التي تُترجم إلى "خمسة مرتبطة كواحد".