لطالما كان الممثل الأمريكي ويل سميث مثيراً للجدل، ابتداءً بقصص الخيانة الزوجية التي لاحقته، ولاحقت كذلك زوجته جيدا سميث، وانتهاءً بـ"صفعة" الأوسكار الشهيرة التي كان ضحيتها الممثل الكوميدي كريس روك.
أما آخر تصريحات ويل سميث، التي أثارت ضجة إعلامية؛ فقد كانت حول تعرض والدته للعنف من قبل والده، وشعوره بالذنب لأنه لم يكن قادراً على الدفاع عنها. فقد قال: "أشعر أنني جبان لأنني لم أدافع عن أمي عندما كان يعنفها أبي".
ويذكر أن علاقة ويل سميث بوالده لطالما كانت معقدة، وقد تحدث عنها في بعض لقاءاته التلفزيونية، كما ذكر بعض التفاصيل في كتاب مذكراته الذي نشره عام 2021.
وتحدث سميث في مذكراته عن تلك العلاقة المعقدة قائلاً: "كان والدي عنيفاً، لكنه كان أيضاً حاضراً في كل محطات حياتي، كان مدمناً للكحول، لكنه كان حاضراً في كل عرض أول لكل فيلم من أفلامي".
فوالده كان عنيفاً من جهة، وداعماً له من جهة أخرى، لذلك نشأ سميث وهو يحمل مشاعر متضاربة تجاه أبيه.
وعن حوادث العنف التي شهدها منزل عائلة سميث يقول ويل: "عندما كنت في التاسعة من عمري، شاهدت والدي يلكم أمي على رأسها بقوة، لدرجة أنها انهارت، رأيتها تبصق الدم. تلك اللحظة، ربما أكثر من أي لحظة أخرى في حياتي، حددت من أنا".
وتابع: "في كل ما قمت به منذ ذلك الحين، الجوائز والأوسمة، والأضواء والاهتمام، والشخصيات والضحكات، كانت هناك سلسلة خفية من الاعتذارات لأمي عن تقاعسي في ذلك اليوم، اعتذار عن فشلي في تلك اللحظة، فشلي في الوقوف في وجه والدي، اعتذار عن كوني كنت جباناً".
وقد تحدث سميث في وقت سابق أيضاً عن كونه حافظ على علاقة وثيقة بوالده رغم كل ذلك، لكن غضبه منه ظهر مرة واحدة فقط، يقول عن ذلك: "في إحدى الليالي، وبينما كنت أصطحب والدي من غرفة نومه إلى الحمام، ظهر ظلام في داخلي، عندما كنت طفلاً كنت أقول لنفسي دائماً إنني سوف أنتقم لأمي في يوم من الأيام، عندما أصبح كبيراً وقوياً بما فيه الكفاية، سوف أقتله (يقصد والده)".
في تلك اللحظة، يتذكر سميث الأفكار التي دارت برأسه بينما كان واقفاً هو ووالده المريض على رأس الدرج: "توقفت عند أعلى الدرج، يمكنني أن أدفعه إلى الأسفل، وأفلت من فعلتي بسهولة، لكن مع انحسار عقود من الألم والغضب والاستياء، هززت رأسي وتراجعت عن الفكرة، وأخذت والدي إلى الحمام".