بعد نحو خمس سنوات على فيلمه "حادث النيل هيلتون"، عاد المخرج طارق صالح (50 عاماً)، المولود في ستوكهولم لأم سويدية وأب مصري، بعمل تشويقي سياسي ديني، ينتقد أداء السلطات المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويغوص في عالم أبرز المؤسسات المعنية بالإسلام السني.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت السبت، 22 مايو/أيار 2022، إن الفيلم يذكّر برواية "اسم الوردة" للكاتب الإيطالي أومبيرتو إكو، التي تدور أحداثها في أحد الأديرة خلال العصور الوسطى، وتم اقتباس فيلم سينمائي منها.
حيث قال المخرج طارق صالح: "كنت أعيد قراءة هذا الكتاب عندما سألت نفسي: ماذا لو أخرجت قصة من هذا النوع، ولكن في سياق إسلامي؟".
أضاف صالح الذي يقدّم في فيلمه لمحة من الداخل عن جامعة الأزهر في القاهرة، التي تمثّل أهم مؤسسة متخصصة في العلوم الإسلامية السنّية "أعتقد أن الغرب لا يفهم أي شيء إطلاقاً عن الإسلام".
علاقة المخرج طارق صالح بمصر
على غرار "حادث النيل هيلتون" الذي صوّر في المغرب، لم يصوّر "صبي من الجنة" في مصر، بل في تركيا.
إذ أوضح المخرج طارق صالح: "لم أعد إلى مصر منذ تصوير حادث النيل هيلتون، عام 2015، عندما أمرتنا أجهزة الأمن المصرية بمغادرة مصر. منذ ذلك الحين أصبحت شخصاً غير مرغوب فيه سيتم توقيفه حتماً إذا وطئت قدمه الأراضي المصرية".
ثمة قدر كبير من السيرة الذاتية في هذا الفيلم الروائي وغير الوثائقي. وأوضح صالح أن جدّه "كما الشخصية الرئيسية" في الفيلم "من قرية صيادي سمك صغيرة، ودرس في جامعة الأزهر". وشدد على أن فيلمه "بمثابة رسالة حب إلى مصر"، و"تحية" إلى أجداده.
كما أكّد صالح الذي تعرّف إلى بلد والده وهو في العاشرة، أن لمصر مكانة خاصة في حياته. وقال "أحب المصريين ولغتهم… وهي كالموسيقى بالنسبة لي عندما أسمعها، مع أن مستواي في اللغة العربية كارثي!".
المسيرة المهنية لمخرج "صبي من الجنة"
لم يكن صالح دائماً مخرجاً، إذ بدأ حياته المهنية فنانَ شارع، ثم اتجه إلى الأفلام الوثائقية. وفي العام 2005 فاز الفيلم الوثائقي الذي أنتجه عن سجن غوانتانامو العسكري بجوائز في الولايات المتحدة وأوروبا.
ورداً على سؤال عن مسيرته كمخرج قال بجدية "أكره أن أكون مخرجاً". وأضاف المخرج طارق صالح: "لقد جئت من عالم الفن والرسم، وأحب أن أكون وحدي. أكره أن أكون مع 200 شخص في موقع تصوير، فهذا أمر يزعجني كثيراً مع أني أحب السينما".
كما أوضح أنه يرتاح أكثر إلى أن يكون "كاتباً". فعلى غرار هارلان كوبن وجون غريشام، اللذين يُعتبران من أبرز كتّاب الروايات البوليسية، يغذي صالح كل سيناريو يؤلفه بحبكات متشابكة ومعقدة. وقال "في كل مرة يُطلب مني التبسيط، وإلا فلن يفهم أحد".
بينما قال الممثل اللبناني المقيم في السويد، فارس فارس، الذي يؤدي دور ضابط الشرطة في "صبي من الجنة" لوكالة الأنباء الفرنسية: "طارق في نظري مخرج وكاتب سيناريو رائع، بالإضافة إلى كونه صديقي المفضل".