خطا الطبيب المصري الأسترالي دانيال نور طريقاً نحو دعم المهمّشين قدم من خلاله العديد من الجهود لخدمة المرضى خلال جائحة كورونا وحرص على الدعم النفسي والطبي لهم، حتى أعلن رئيس الوزراء الأسترالي عن اختياره شخصية العام على مستوى أستراليا في فئة الشباب.
أسس دانيال نور مشروعاً أطلق عليه Street Side Medics في أغسطس/آب 2020 بعد أن أدرك وجود ثغرة في الرعاية الصحية المقدمة للأشخاص غير القادرين ليقدم لهم خدمة طبية متنقلة غير هادفة للربح يقودها هو ويعالج المشردين.
ومن خلال 145 متطوعاً وأربع عيادات في جميع أنحاء نيو ساوث ويلز غيرت Street Side Medics حياة أكثر من 300 مريض كانوا يواجهون المرض في الشارع.
أجرينا لقاء مع الطبيب صاحب الجذور المصرية للتعرف أكثر على رحلته التي كرسها لمساعدة المستضعفين والمشردين في أستراليا.
من أين جاءت فكرة إنشاء عيادات متنقلة؟
خلال إحدى زياراتي إلى لندن بالتحديد قبل قرابة ثلاث سنوات ونصف، وبعد قضاء وقت مع الأصدقاء قررت أن أسير إلى المنزل، مررت على شوارع وأزقة وبعض المشردين وفجأة سقط أحد هؤلاء فسارعت لتقديم الخدمة الطبية له، وحاولت أن أنقله إلى أحد المستشفيات لكني فوجئت أنه خارج التأمين الصحي، الأمر أخذ من فكري كثيراً وكان السؤال يلح علي: لماذا لا يوجد نظام صحي يشمل المستضعفين؟
متى بدأت فعلياً في تنفيذ الفكرة؟
بالتحديد في أغسطس/آب 2020، حيث بدأت التحدث مع عدد من الأصدقاء من جنسيات مختلفة منهم مصريون، ولم يكن يبلغ عددنا نحو عشرة أشخاص، واتفقنا أن يكون اسم المشروع Street Side Medics.
كيف حصلت على المعدات والأجهزة الطبية؟
بعد أن اتفقنا على المشروع كان الأمر الأكثر تعقيداً هو الحصول على المعدات، لذا بدأنا بالاعتماد على التبرعات المادية أو العينية، إلا أن احتياجات العيادات كانت أكثر من قدرة الفريق، لذا كان الحل في نشر دعوات للتبرع عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وجدنا ترحيباً كبيراً من الشعب الأسترالي ووصل إلينا دعم من كافة المقاطعات واستطعنا بدلاً من تدشين سيارة واحدة في تدشين أربع سيارات.
ما هو نوع الخدمات الطبية التي يقدمها مشروع العيادات المتنقلة؟
تركيزنا الأساسي على المشردين، هؤلاء غير الموجودين في نظام التأمين الصحي. ومصابون بالعديد من الأمراض المختلفة من الأمراض المعدية وغير المعدية، مثل مرضى السكري واضطرابات الغدة الدرقية والتهاب الكبد سي وفيروس نقص المناعة البشرية وأمراض القلب والسرطان، وغيرها من الأمراض.
ما حجم الانتشار والخطة المستقبلية للمشروع؟
بالفعل وضعنا خطة طويلة الأمد تستهدف الوصول إلى أكثر المناطق فقرا في أستراليا التي تنقسم إلى ٦ مقاطعات مختلفة تختلف فيها الطبقات والشرائح المجتمعية، لذا نعتزم أن نزيد حجم المتطوعين الذي وصل بالفعل إلى ٢٥٠ متطوع وأن يتم تقسيمهم جغرافيا من أجل التأكد أن يشمل المشروع كافة الشرائح وأن يصل إلى أماكن لا تصل إليها الخدمة الطبية المقدمة من مشروع التأمين الصحي المعمول به في استراليا.
كيف استقبلت وعائلتك حصولك على جائزة شخصية العام؟
كان الأمر مفاجأ، لم أتوقع أن أحصد تلك الجائزة ولم تكن في الحسبان، فأنا تحركت من دافع إنساني بحت، لكن كلل الله المجهود بهذا النجاح، غمرتني السعادة ويكفيني أن أرى نظرة الفخر في عيون عائلتي التي تحملت الكثير من أجل أن أصبح ما أنا عليه اليوم.
هل توقعت أن يصل صدى نجاحك إلى مصر؟
في الحقيقة لا لم أتوقع ذلك، لكنني في أحد الأيام فوجئت بتلقي اتصال هاتفي من السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج لتهنئتي لحصولي على شخصية العام في أستراليا.. كان فخراً آخر وجائزة أخرى حصلت عليها.
هل من الممكن أن يتوسع المشروع ليصل إلى مصر؟
بالتأكيد لمَ لا، أنا مستعد لتقديم كافة الخبرات التي اكتسبتها في تجربتي في أستراليا وأنقلها إلى مصر، الأمر فقط يحتاج إلي دعم مؤسسي ويمكن تحقيقه على أرض الواقع.