لماذا تُصعِّد نقابة الموسيقيين ضد مطربي المهرجانات؟ خطة لخفض الأجور قبل رأس السنة، وآل الشيخ يتدخل

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/07 الساعة 13:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/07 الساعة 13:57 بتوقيت غرينتش
هاني شاكر

حرب دائرة بين نقابة الموسيقيين المصرية وبعض مطربي المهرجانات الشعبية، وعلامات استفهام حول تصعيد النقابة المفاجئ ضد مطربي المهرجانات، لماذا تُصعد فجأة وكيف حلت الخلاف أيضاً بشكل سريع؟ 

منذ أسبوعين أصدرت النقابة بياناً أعلنت فيه منع 20 مؤدي مهرجان وفرقة من الغناء لحين تصحيح أوضاعهم واجتيازهم الاختبارات أمام لجنة من النقابة، وشملت الأسماء حالات غريبة مثل "أولاد سليم" الذين توقفوا عن الغناء منذ 6 سنوات، وكذلك عادل شكل وهو أحد جماهير فريق الاتحاد السكندري المعروفين على السوشيال ميديا وليس له علاقة بالغناء، وبعض الأسماء التي لا تقدم حفلات ولها أغانٍ على اليوتيوب فقط، فما الذي يحدث داخل النقابة؟ ولماذا انقلبت على مطربي المهرجانات؟

قرار كل عام

القرارات التي اتخذتها نقابة المهن الموسيقية جاءت متوافقة مع إجراءات تتخذها كل عام، ففي نفس هذا الوقت من كل عام تقريباً تصدر النقابة قراراً مشابهاً بمنع مطربي المهرجانات.

مصادر نقابية أكدت لـ"عربي بوست" أن الأمر وما فيه أن موسم رأس السنة هام جداً بالنسبة لأصحاب أماكن الحفلات في الفنادق والنوادي الليلية، لذلك يلجأ هؤلاء للنقابة كل عام من أجل السيطرة على طلبات هؤلاء المطربين، والذين يصبحون الهدف رقم 1 لكل الأماكن في هذا الموسم، فيغالون في أسعارها بشكل مبالغ فيه، لذلك تقوم النقابة بإيقافهم فتقوم تلك الأماكن بالتعاقد معهم بحجة حل الأمر بينها وبين النقابة في مقابل أن يحصل المطرب على ربع ما يحصل عليه حينما يكون لديه تصريح رسمي بالغناء.

والأمثلة على هذا الأمر كثيرة وحدثت في السنوات السابقة، ولم يصدر وقتها أي رد رسمي من النقابة، وفي حالة وصول مندوب النقابة لمكان حفل به شخص موقوف يتم حل الأمر ودياً مقابل مبلغ من المال والتكتم على الأمر.

تقنين الأوضاع بشكل رسمي

"عربي بوست" تواصل مع مصدر داخل نقابة الموسيقيين لسؤاله حول الأمر، والذي أكد بدوره أن الأمر لا يوجد به أي شيء غريب، فالنقابة لم تخطئ في أي قرار وكل ما تفعله هو أنها طلبت من المطربين تقنين أوضاعهم حتى يحصلوا على تصريح للغناء أو يصبحوا أعضاء، ولم تتخذ منهم موقفاً، كما يروج البعض.

وأضاف المصدر أن بعض هؤلاء المطربين لديهم مشاكل، فمثلاً لا يمكن أن يصبح أحدهم عضو نقابة بدون أن يكون لديه شهادة تعليمية، فالنقيب هاني شاكر حاول حل هذا الأمر وطلب منهم الحصول على شهادات محو أمية، ولكنهم رفضوا، كما أن بعضهم لديه مشكلة في أوراق الجيش ولم يقدمها، وغيرهم لم يمر من اختبارات اللجنة، ومع ذلك لا يريدون معالجة تلك الأمور ويريدون الغناء مقابل أنهم يدفعون أموالاً للنقابة، لكن الأمور لا تمشي بهذه الطريقة.

أما بالنسبة لمشكلة حسن شاكوش ولماذا كان القرار ضده شديداً؟ فأكد المصدر أن حسن شاكوش حينما اشتبك مع فرقة رضا البحراوي أهان شعبة الإيقاعيين وسبهم، وقال: "اللي شغال طبَّال بنته بتبقى……." وقال ألفاظاً سيئة، وهو ما جعل عقوبته شديدة ووصلت لمنعه من الغناء خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يكون حسن شاكوش طرفاً في مشكلة، ولكن بشكل عام النقابة لا تتخذ موقفاً من أي شخص.

جبهة "الصيت ولا الغِنى"

هذا كان الرد الرسمي، وهو أمر صحيح وقانوني، ولكن إضافة لما ذكره المصدر، هناك أسباب أخرى توصل إليها "عربي بوست" من خلال مصدر آخر، فهناك خطة ممنهجة للقضاء على هذه الفئة "مطربي المهرجانات" وهناك تدخُّل من تركي آل الشيخ لمحاولة حل الأمر، فماذا يدور في الكواليس؟

حسب مصادر داخل النقابة، فإن هناك فئة داخل النقابة ذاتها ترى أن ما يحدث يجعل اسم النقابة حاضراً في الأحداث، أهدافهم ليست مادية لكن منها معنوي، فنقابة الموسيقيين لم تكن معروفة بشكل كبير في مصر إلا لدى المختصين، أما الآن فأعضاؤها ونقيبها ضيوف على برامج التوك شو يومياً، وهؤلاء هم من أصدروا القرار الأخير.

عقوبة حسن شاكوش وثورة سعيد آرتست

من الكواليس أيضاً علمنا أن عقوبة حسن شاكوش كانت إيقافاً لمدة شهر، مثل رضا البحراوي، بالإضافة لـ300 ألف جنيه غرامة، ولكن ثورة سعيد آرتست، الطبال الشهير وعضو النقابة، هي ما تسبب في اتخاذ قرار عنيف ضد شاكوش.

سعيد آرتست قام بجمع كل الطبالين من شعبة الإيقاعات وهددوا أعضاء النقابة بتصعيد الأمر بسبب سب حسن شاكوش للطبالين وما قاله في حقهم وحق بناتهم، لذلك تم تعديل العقوبة.

مطرب المهرجانات حسن شاكوش

كانت الأمور تسير بشكل طبيعي حتى أيام مرت قبل أن يتدخل تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة السعودية للترفيه، ومحاولاته لحل الأمر.

فبعد أن اتهم هاني شاكر المطرب عمر كمال بأنه أهان مصر وقام بتحويله للتحقيق بسبب تغييره لكلمات أغنية مهرجان "بنت الجيران" في السعودية وتصريحه بأنه كان يغني على أرض طاهرة ولا يصح معها غناء الكلمات الأصلية، خرج هاني شاكر ليؤكد أن عمر كمال أهان الدولة وقام بتحويله للتحقيق.

تدخلات تركي آل الشيخ تقلب الموازين

هذا قبل أن يخرج عمر بنفسه بعد التحقيق ليؤكد أن النقيب شكره وقال له أنت واجهة لمصر، ولكن التغيير المفاجئ في رأي النقيب ليس غريباً، خاصة أنه سيغني في موسم الرياض، وبالطبع كل ما رتب لهذا الأمر هو تركي آل الشيخ الذي تعاقد مع النقيب لتقديم حفل مقابل تسهيلات أخرى، لذلك كان تغيير رأيه غير مفاجئ.

لدرجة أن عمر كمال هو ما قام بتحديد موعد التحقيق معه وليس النقابة، والأغرب أكثر أن موعد التحقيق كان يوم جمعة، وهو يوم إجازة ولا يوجد به أعضاء في النقابة، ولكن الجميع حضر بعد تفاهمات حدثت بين تركي وهاني شاكر الذي طلب من الأعضاء الذين أجروا التحقيق بالنزول وإجراء التحقيق وإنهاء الأمر بشكل ودي.

ويأتي تدخل تركي في الأمر بسبب رغبته في الاستعانة بهؤلاء المطربين في حفلات موسم الرياض وحفلات تالية داخل السعودية، وقد طلبوا منه التدخل لدى النقابة وهو ما حدث، بالإضافة إلى أنه لا يريد إحضارهم للسعودية وهم لديهم مشاكل في مصر.

لذلك يتضح من كل ما سبق أن الموضوع لا يعتمد على خيط واحد، ولكن عدة خيوط تلاقت في النهاية على هدف واحد، لولا ظهور تركي آل الشيخ في النهاية، ولكن الأمر لم ينتهِ ويبدو أن له فصولاً أخرى ستتضح خلال الفترة القادمة.

بداية المشكلة ترجع إلى أن هؤلاء المؤدين "مطربي المهرجانات"، بدأوا في التعالي على بعض الأشخاص المهمين المسؤولين عن أماكن إحياء الأفراح والحفلات، وهي أساس عمل هؤلاء المطربين، وأكثر الأماكن التي تطلبهم والتي يكون زبائنها دائماً من أبناء الطبقة الأرستقراطية القوية المتشعبة النفوذ، وأصبحوا يغالون في طلباتهم المادية وإلا سيكون الأمر نتيجته رفض إحياء الحفل، مما سبب غضباً كبيراً لأصحاب النفوذ وأصدروا أوامر لهاني شاكر بالقضاء على هؤلاء الأشخاص، وبالفعل بدأت النقابة في اتخاذ إجراءاتها للقضاء على تلك الفئة من المطربين.. والقرار ليس نهائياً

تحميل المزيد