نفت خبيرة الأسلحة المعتمدة في فيلم "راست" علمها بوجود "رصاص حي" في المسدس الذي أدى إلى مقتل مصورة سينمائية خلال تصوير هذا العمل من بطولة أليك بالدوين، فيما كشفت مصادر مطلعة على مجريات التصوير أن بعض أعضاء الفريق العامل على الفيلم استخدموا المسدس لإطلاق رصاص حي على قوارير بيرة قبل ساعات من الحادثة.
ولا تزال الشابة هانا ريد (24 عاماً) هي محور التحقيقات في الحادث المميت الذي صدم هوليوود، لأنها هي المسؤولة عن التأكد من أمن السلاح الذي كان يفترض أن يستخدمه بالدوين في مشهد يتضمن معركة بالأسلحة النارية.
ليس لها علم بتاتاً
من جانبها، قالت خبيرة الأسلحة المعتمدة في فيلم "راست" إنها لم تكن بتاتاً على دراية بوجود "رصاص حي" في المسدس الذي أدى إلى مقتل المصورة السينمائية.
وما كانت تلك الحادثة لتقع "لولا إدخال ذخائر حية" في المسدس المستخدم في موقع التصوير، على ما قال محامو هانا غوتييريز ريد، نافين أي مسؤولية لموكلتهم في وفاة هالينا هاتشينز، الأسبوع الماضي، في ولاية نيو مكسيكو في جنوب غرب الولايات المتحدة، قائلين: "ليس لهانا أدنى فكرة عن مصدر هذه الذخائر الحية"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
فيما كشف موقع "ذي راب"، المتخصص في أخبار المشاهير، نقلاً عن مصادر مطلعة على مجريات التصوير، أن بعض أعضاء الفريق العامل على الفيلم استخدموا المسدس لإطلاق رصاص حي على قوارير بيرة قبل ساعات من الحادثة.
وفي مواقع تصوير الأفلام، يكون خبراء السلاح مسؤولين عن الأسلحة المستخدمة في مشاهد إطلاق النار، وعليهم التأكد باستمرار من أنها لا تشكل خطراً على الفريق، كذلك يجب أن تُسحب الأسلحة النارية من التدوال عندما لا تكون هناك حاجة إليها.
ولم تر هانا غوتييريز ريد (24 عاماً) "أي أحد يطلق رصاصاً حياً من هذه الأسلحة، وما كانت لتسمح بذلك"، وفق ما جاء في بيان مكتب المحاماة "جايسن بولز"، مع التأكيد على أن "الأسلحة كانت تُحفظ في مكان آمن مقفل كل ليلة وخلال الاستراحات".
ترفض الاتهامات
وكشفت الخبيرة التي ليس في رصيدها سوى فيلم طويل واحد قبل "راست" أنه "تمت الاستعانة بخدماتها للإشراف على موقعين في سياق تصوير هذا الفيلم، ما صعب عملها".
قالت ريد إنها طلبت من طاقم الإنتاج أن يمهلها مزيداً من الوقت لإعداد الأسلحة والتحضير لمشاهد إطلاق النار، لكن طلباتها جوبهت بالرفض.
فيما قال وكلاء الدفاع إن "موقع التصوير بات محفوفاً بالمخاطر بسبب عدة عوامل، من بينها التخلف عن إقامة اجتماعات أمنية، وليس ذلك من مسؤوليات هانا".
من جانبه، قال أدان مندوزا، قائد شرطة مقاطعة سانتا في، المشرف على التحقيق "أظن أن جواً من الاستهتار كان سائداً بموقع التصوير هذا، وأن ثمة أسئلة يتعين على القطاع (السينما)، وربما الولاية (نيو مكسيكو) البحث عن إجابات عنها".
وخلال تلك الحادثة، أصيبت هالينا هاتشينز برصاصة في الصدر، أطلقها أليك بالدوين من سلاح استُخدم في فيلم "راست"، وفق تقرير التحقيق الأولي، ونُقلت بالمروحية إلى مستشفى في نيو مكسيكو، حيث أُعلنت وفاتها. أما المخرج جويل سوزا، الذي أصيب في الكتف في تلك الحادثة، فهو في طور التعافي.
محور التحقيقات
ولا تزال هانا ريد هي محور التحقيقات في الحادث المميت، إذ قالت صحيفة "نيويورك بوست"، نقلاً عن أحد المصادر إن هانا كانت "مهملة وعديمة الخبرة فيما يتعلق بالبنادق، كما كانت تلوح بها بين الحين والآخر، خاصة أنها أقدمت عدة مرات على حمل السلاح بطريقة غير آمنة".
بحسب الصحيفة ذاتها، تدرّبت الشابة هانا على يد والدها، وهو متخصص في "الرماية السريعة" وشخصية مشهورة في هوليوود، وحصلت هانا على عملها الأول في الإشراف على الأسلحة، خلال الشهر الماضي، في موقع تصوير فيلم آخر من نوع "الويسترن"، وبطولة الممثل نيكولاس كيج.
كانت هانا قد صرحت خلال لقاء أجرته مع برنامج البودكاست Voices of the West، الشهر الماضي، قائلة: "لقد كنت متوترة حقاً في البداية، وكنت على وشك التراجع عن الأمر برمته، لأنني لم أكن متيقنة مما إذا كنت مستعدة حقاً، لكن بمجرد الشروع في الأمر سار بسلاسة حقاً، لقد كانت طريقة مثيرة لبدء ما آمل في أن يكون حياة مهنية طويلة ورائعة حقاً".
يشار إلى أن فيلم "راست" تدور أحداثه في ثمانينيات القرن التاسع عشر، من بطولة النجوم بالدوين، وجنسن أكليس (أمريكي)، وترافيس فيميل (أسترالي).