قال موقع The Daily Beast الأمريكي، في تقرير نشره الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول 2021، إن فيلم "The Devil's Drivers" الوثائقي الجديد، لصانعَيه دانيال كارسنتي ومحمد أبو غوث، يسلط الضوء على العدوان الإسرائيلي على بلدة الشيخ جرّاح الذي وقع في مايو/أيار 2021، باعتباره واقعة ضمن أحداث الوضع الممتد على مدار ثماني سنوات الذي يرصده الفيلم، والمنطوي على ضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، الأمر الذي بات ممكناً بسبب الجدار الذي يقسم الأرض.
حيث يتناسب شريط العنوان مع الملاحظة المتكررة في الفيلم، على مر ثمانية أعوام قاسية، بأنه "لم يتغير أي شيء" على الأرض. ومن الصعب للغاية الجدال بشأن موضع الخلاف هذا في مواجهة حالة الجمود التي يصورها الفيلم، إذ يصور في البداية حديثي ولادة يصبحون أطفالاً صغاراً في نهاية الفيلم وهذا الحاجز لا يزال قائماً.
البدو الفلسطينيون
يشير عنوان الفيلم "سائقو الشيطان" إلى مجموعة من البدو الفلسطينيين، يعيشون في قرية "يطا" بالقرب من مدينة الخليل، يُهرّبون فلسطينيين من الضفة الغربية عبر ثغرة في الجدار الحاجز حتى يتمكنوا من كسب عيشهم.
كذلك يرصد الصناع طوال مدة الفيلم، سائقي الشيطان وهم ينقلون الركاب عبر الصحراء ويصورونهم مع عائلاتهم، مشيرين إلى حياتهم بصفتهم آباء شغوفين ورجالاً عاديين يتناسب دورهم مع حس المواطنة لديهم والشعور بالواجب تجاه المجتمع.
لقطات مشحونة
من الواضح أن الأصل الأساسي الذي يقوم عليه الفيلم هو اللقطات المشحونة الطبيعية المبهجة والغريبة التي التقطت أثناء رحلات قيادة السيارة عبر الصحراء. يعرف المشاهد المخاطر المرتقبة، إذ يبذل كارسنتي وأبو غيث كل الجهد لوصف نظام الاعتقال الذي ينتظر كل من يخرق القوانين.
كذلك يبدو أنه عمل ذو قيمة ومعنى، صناعة أفلام "شاملة" ليست رخيصة لمرة واحدة، لأنها تستند إلى وضع سياسي جرى رصده بذكاء. على سبيل المثال، على الطريق مع السائقين، نشاهد جيداً كيف تعامل القوات الإسرائيلية جميع المدنيين الفلسطينيين باعتبارهم مشتبهاً بهم، وكيف يعيش السائقون وأعوانهم في حالة تهديد دائم.
على طول الطريق، يكشف المخرجون عن بعض المشاهد التي لا تُنسى، مثل تجمُّع السائقين والركاب للاحتماء من حرارة الشمس الشديدة تحت ظل شجرتين في وسط قمة صخرية مقفرة. وثمة مشهد مميز آخر ينطوي على كوميديا جاك تأتي في قلب منطقة حرب، صُورت بشكل مثالي على أيدي مخرجَين يتمتعان بالذكاء ومُلمَّين بخصائص الشخصية.
في المقابل، وفي المشاهد العائلية التي التُقطت بشكل عشوائي في المنزل، يصور كارسنتي وأبو غيث أبطالهما على أنهم شخصيات مُحبة. تعمل المشاهد العائلية أيضاً بمثابة مؤشر ذكي للوقت، إذ توضح مدى جمود الوضع في ظل حالة اليأس.
يعد الفيلم بمنزلة وثيقة دامغة ونزيهة، في العام نفسه الذي أطلق فيه العرض الأول لفيلم Ahed's Knee في مهرجان كان، للكاتب ناداف لبيد، إضافة إلى الإطلاق العام لفيلم It Must Be Heaven لإيليا سليمان عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، حيث يصور التدمير وقمع الأفراد بلا هوادة، الذين يعيشون في منطقة حرب بحكم أمر الواقع.