قالت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 19 أغسطس/آب 2021، إن باريس هيلتون، وريثة سلسلة فنادق هيلتون، وبمساعدة من شقيقتها نيكي، والمغنية ديمي لوفاتو، وكيم كارداشيان، استطاعت إطلاق برنامج Cooking With Paris على شاشة نتفليكس، والذي تقدم خلاله مجموعة "أطباق" منسقة مستلهمة مما تحبه من أطعمة وموضوعات وأماكن.
في المقابل يعارض النقاد بقوةٍ تقديم باريس برنامجاً عن الطعام؛ لكن التقرير ذهب إلى أن برنامج باريس هيلتون لن يكون من أجل تقديم الوصفات الغذائية للمليارديرة، بل العكس هو الصحيح، إذ إنها لا تستطيع الطبخ، ومع ذلك لم يمنع هذا مستخدمي الإنترنت من السخرية من مهاراتها المطبخية الضعيفة، والتساؤل عن جدوى تقديم برنامج طبخ لا يشمل وصفات مذهلة.
مشروع باريس الأخير
في سياق متصل، فليس من الإنصاف إصدار أحكام على البرنامج قبل خروجه للنور، خاصة إذا لم يتم إلقاء نظرة شاملة على ما سبقه. تستحضر أوج بداياتها، في العقد الأول من الألفية، ذكريات فتاة ببشرة برتقالية ترتدي تنانير قصيرة وتحمل حقائب يد ضخمة، وصوراً التقطها الباباراتزي وهي تتردد على النوادي مع كيم كارداشيان، ثم شقراء غبية تشق طريقها عبر أمريكا الوسطى مع نيكول ريتشي في برنامج "The Simple Life-الحياة البسيطة ". لكن حياة باريس، حتى عندما عُرِضَت على شاشة تلفزيون الواقع، كانت بعيدة كل البعد عن الكمال.
ففي عام 2020، أصدرت باريس فيلماً وثائقياً على يوتيوب بعنوان "This Is Paris-هذه باريس". ويتعمق الفيلم -الذي تظهر فيه بصوت أعمق وأكثر رصانة (بكل معنى الكلمة)- في طفولتها المتشبهة بالصبيان، ويتضمن حديثها عن مراهقتها الوحشية لأول مرة على الإطلاق، سواء أمام الكاميرا أو بعيداً عنها.
انزعاج الوالدين
دفع انزعاج والديها "الصارمَين والمحافظَين" من "إدمان" الابنة الحياةَ الليلية في نيويورك إلى إرسالها بعيداً إلى "برامج الحياة البرية" ومعسكرات "النمو العاطفي" عندما كانت مراهقة. لكنها هربت عدة مرات، وادعت أنَّ الرجال في المخيم "ضربوها بوحشية" أمام الأطفال الآخرين؛ عقاباً لها.
أسوأ ما كشف عنه الفيلم الوثائقي هو الواقعة التي جاء فيها رجلان إلى منزل طفولتها في الليل، ودون سابق إنذار، وأخذاها -وهي تصرخ- من سريرها، بينما كان والداها يشاهدانها في صمت ويبكيان.
ثم نُقِلَت إلى مدرسة Provo Canyon في ولاية يوتا، حيث تزعم أنها تلقت العلاج دون موافقتها (ودون تفسير)، وتعرضت للتقييد والتجريد من الملابس والإلقاء بالحبس الانفرادي لمدة 20 ساعة في كل مرة.
بينما ظهرت والدة باريس في الفيلم الوثائقي، إذ تقول باريس إنَّ علاقتهما الآن "أقرب من أي وقت مضى"، يفضل والدها البقاء بعيداً عن الكاميرا، كما لم يُعلِّق علناً على الفيلم.
في حين يعتبر تاريخ باريس هيلتون من بعض النواحي أعقد من تاريخ بريتني سبيرز على سبيل المثال، التي أعيد التدقيق في قصتها بالأشهر الأخيرة. ففي فيلم باريس الوثائقي، يتذكر أصدقاء مدرستها القدامى كيف كانت تشرح بإيجازٍ النظريات الاقتصادية بالفصل، وتشارك في تنظيف المباني المدرسية (بينما في برنامج "الحياة البسيطة"، قالت باريس إنها لا تعرف كيفية استخدام الممسحة).
مشروع الطهي
قد يجادل المرء بأنَّ باريس ينبغي لها استحضار بعض ذلك الذكاء والعمق إلى مشروع الطهي الخاص بها. وباستثناء إشارة موجزة إلى فيلمها الوثائقي في الحلقة التي ظهرت فيها ديمي لوفاتو -حين تشاركت هي وديمي لحظةً من التقدير المتبادل بصفتهما شخصيتين عامتين "كشفتا للعلن" تاريخاً شخصياً مؤلماً- فإنَّ البرنامج سخيف مثل المارشمللو الأزرق اللامع الذي قدمته مع الخبز المحمص الفرنسي المغطى بالرقائق. لكن كما سيخبر أي طاهٍ: التوازن هو كل شيء.
من المفهوم تماماً أنه بعد الكشف عن بعض أكثر اللحظات المؤلمة في حياتها -وأشياء لم تخبر عائلتها عنها قط- تعود باريس إلى صورتها الرمزية الأكثر تأقلماً مع الأضواء، وهي اللعب في مطبخها الذي يشبه منزل أحلام باربي. كما أنَّ الكشف عن بعض الأسرار لا يمكن أن يؤذي العلامة التجارية أيضاً.