تعد أميرة موناكو شارلين، أحد أكثر الشخصيات الأوروبية سحراً وغموضاً في الوقت نفسه. استطاعت أن تأسر اهتمام الصحافة العالمية في شتى محطات حياتها؛ وصولاً إلى الفصل الأخير الذي شهد ابتعادها عن أولادها لسبب لم يقنع عشاق خبايا البلاط الأميري.
وبينما بررت الأميرة سبب غيابها، كانت الصحف الشعبية الأوروبية، بما في ذلك المجلة الألمانية Bunte و Paris Match الفرنسية، تتعمق في الأحاديث التي تفيد بأن انفصال شارلين عن أمير أحلامها ألبرت الثاني أعمق بكثير مما يعترف به القصر.
فمن هي الأميرة شارلين، وما الذي يدفع أماً للابتعاد عن أولادها؟
في فيديو نشرته وسيلة إعلامية في مسقط رأسها جنوب إفريقيا، قالت الأميرة شارلين إنها غير قادرة على العودة إلى موناكو؛ حيث زوجها الأمير ألبرت وولداها بسبب التهاب حاد في الجيوب الأنفية.
صحف عديدة نقلت عن مصادرة مقربة من القصر أن غياب الأميرة عن عائلتها الملكية منذ ما يعود إلى شهر يناير/كانون الثاني من العام 2021، علماً أن عائلتها سافرت إليها مرة واحدة طوال هذه الفترة، حسب ما نشره موقع Fox News.
وقالت الأميرة في الفيديو إنها متشوقة جداً لرؤية ولديها وزوجها، بينما ظهر زوجها في أولمبياد طوكيو، مثيراً تكهنات أكبر بحصول خلافات بين الزوجين قد تكون سبب هذا البعد الطويل، علماً أن الأميرة شارلين بطلة أولمبية سابقة.
وقالت الأميرة إنها لا تستطيع الطيران على علو مرتفع وإلا ستصاب أذنها بضرر بالغ وأنها بانتظار تعافيها الكامل بحلول أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وتم تصوير الفيديو في منطقة برية تحيط بها الأشجار، علماً أنها تخصص وقتها لدعم قضايا بيئية وجمعيات تعنى بحماية الحيوانات المعرضة للانقراض مثل فرس النهر وغيره.
وقالت إنها إفريقية في صميمها وإنها فخورة جداً بجذورها.
الأميرة شارلين البطلة الأولمبية
والأميرة شارلين من مواليد العام 1978 في زيمبابوي، انتقلت لاحقاً إلى جنوب إفريقيا؛ حيث حصلت على الجنسية وبدأت حياتها المهنية في السباحة.
مثلت بلدها في أولمبياد عام 2000 في أستراليا، ليحقق فريقها المركز الخامس.
ثم التقت الأمير ألبرت الثاني في مسابقة للسباحة في موناكو بالصدفة، لتبدأ بينهما قصة حب خطفت أنظار الصحافة الأوروبية، نظراً لأن الأمير نفسه هو ابن الممثلة باريس كيلي من والده الأمير رانبير الثالث.
وانتهت قصة حبهما بزفاف أسطوري عام 2011، لتنجب منه التوأم غابرييلا وولي العهد جاك عام 2014.
ومنذ تقاعد شارلين وهي منكبة على الأعمال الخيرية التي تعنى بالرياضة ومكافحة مرض الإيدز والأطفال المحرومين عبر المؤسسة الخيرية التي أسستها باسمها.
لكن القصة الرومانسية لا تخلو من الشائعات التي واكبت قصة الحب بين الأمير والسبّاحة الماهرة منذ لحظة زفافهما؛ إذ سرت شائعات قبل الزفاف بأنها ترددت وحاولت الفرار حسب ما نشرت وقتها صحيفة Daily Mail، وهو ما لم يتم تأكيده أو نفيه قط.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2020، صدمت الأميرة شارلين رعايا الإمارة الأوروبية بحلق شعر رأسها قصيراً على طريقة نجوم موسيقى الروك؛ الأمر الذي عرضها لانتقادات، بينما اعتبره آخرون إشارة لعلاقة الزوجين المتهاوية خلف الكواليس.
استمر ظهور الزوجين العام في المحافل المحلية والدولية في منظر العائلة السعيدة، إلى أن تناقلت المجلات والصحف أخبار دعوى قانونية من قبل 3 أولاد غير شرعيين للأمير، إحداها كانت في سنوات زواجهما الأولى.
وتبين أنها ابنة سيدة برازيلية أنجبتها في عام 2005، أي في الفترة التي كان الزوجان يتواعدان، كما طالب طفلان آخران بإجراء فحص حمض نووي لإثبات نسبهما، علماً أنهما ولدا في أوائل التسعينات والألفية الثانية.
وكانت الأميرة شارلين قالت في أكثر من تصريح إعلامي إنها تقف إلى جانب زوجها في كل مشاكله، وإنها تسانده في كل قراراته، إلا أن سفرها إلى جنوب إفريقيا لمدة طويلة بدون أولادها أشعل التكهنات حول الاضطرابات والفضائح التي عكرت صفو "سعادتها للأبد".
لكن هذه التصريحات المساندة لم تمنع متابعي قصة حياتها المثيرة من رصد كل تحرك وتطور في علاقة الزوجين.
ونقلت المجلات والصحف عن مصادر داخل القصر أنها حاولت الفرار أكثر من مرة، وأن الأمير اتفق معها على أن يحقق رغبتها بالطلاق مع تسوية وُصفت بالـ"كريمة" بعد أن تنجب له الوريث الشرعي، وهو ما تحقق، بينما يرصد الجميع الخطوة المقبلة التي ستتخذها الأميرة "الهاربة".