رغم أن الجمهور لم يعرفه سوى مؤخراً، إلا أنه استطاع ترك بصمة كبيرة بشخصيته الفنية في كل عمل قدمه، ليثير الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية بعد إجرائه عملية جراحية لبتر ساقه.
إنه الفنان شريف دسوقي، الذي التقينا به في حوار خاص لموقع "عربي بوست" ليوضح لنا الكثير من التفاصيل عن أزمته الصحية الأخيرة، وما تعلمه من تلك المحنة الصعبة، وعن تطورات حالته الصحية والأعمال الفنية التي يستعد للمشاركة بها.
إلى الحوار بالكامل:
في البداية نقول لك حمد لله على سلامتك ونتمنى لك دوام الصحة والعافية، نريد أن تخبرنا عن تطورات حالتك الصحية؟
في الحقيقة حالتي الصحية في تحسن مستمر، وأخضع الآن إلى جلسات التأهيل النفسي والعلاج الطبيعي، وبعد ذلك سأقوم بتركيب طرف صناعي كي أستطيع العودة إلى جمهوري وحياتي في أقرب وقت ممكن.
أشكر كل من دعمني وساندني في تلك المحنة الصعبة التي مررت بها ويكفيني من قاموا بالدعاء لي والاطمئنان على حالتي الصحية أولاً بأول.
هناك بعض الانتقادات التي وُجهت لك خلال أزمتك الصحية، والبعض قالوا إنك تستغل الظروف الصحية التي مررت بها لكسب عطف الجمهور، ما ردك على ذلك؟
لا يهمني الاتهامات التي توجه لي ويكفيني ظروفي الصحية والنفسية السيئة التي مررت بها، وأهتم كثيراً لمن يهمهم أمري وقاموا بالسؤال عني والدعاء لي.
مَن أكثر الناس الذين دعموك في أزمتك الصحية؟
لا أريد أن أتذكر شخصاً وأنسى شخصاً آخر؛ لأن من دعمني كُثر، وليس شخصاً أو اثنين.
لكن على رأس الداعمين كان الرئيس عبدالفتاح السيسي والنقيب أشرف زكي والشركة المتحدة التي تولت علاجي بالكامل، وزملائي في مسلسل "100 وش" الذين أعتبرهم أكثر من إخوة، أبرزهم الفنان آسر ياسين ومصطفى درويش وإسلام إبراهيم وحسن أبوالروس، والعديد من الفنانين الذين أود أن أشكرهم من كل قلبي.
ما أكثر شيء تعلمته من المحنة التي مررت بها؟
أنا أعتبرها منحة أكثر ما هي محنة؛ لأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه واختبر صبره وقوة إيمانه بالقضاء والقدر، لذلك أشكر الله على تلك المنحة.
أكثر ما تعلمته هو ألا شيء يدوم وكل شيء زائل إلا حب الناس وتقديرهم؛ لذلك أتمنى من الله أن يرزقني حب الناس دائماً وأبداً، وأشكر الله في كل لحظة على اختباره وحبه لي.
هل فقدت الأمل في العودة إلى حياتك الفنية في لحظة معينة أثناء رحلة علاجك؟
بالطبع تأتي على الإنسان لحظات يشعر فيها ببعض اليأس وفقدان الأمل خاصة مع الظروف الصحية الصعبة التي مررت بها، فليس سهلاً على الإنسان أن يفقد جزءاً من جسده، لكن الإيمان بالله وحب الناس ودعواتهم المستمرة كي أتعافى وأعود مرة أخرى إلى عملي جعلني أتغلب على اليأس وأشعر بالتصالح مع نفسي ومع الواقع وأتقبل قدري بنفس راضية.
ما هو أول عمل ستعود به إلى جمهورك بعد التعافي؟
سأعود بالجزء الثاني من مسلسل "100 وش"، ومن المفترض- حسب السيناريو- أن أكون في الحلقات الأولى من المسلسل، وسأقوم بتصوير الجزء الثاني من فيلم "وقفة رجالة" بالتزامن مع تصوير "100 وش".
ما السر وراء اعتذارك عن دورك في مسلسل "القاهرة كابول"؟
في الحقيقة ترددت الكثير من الأقاويل والشائعات، ولكن الحقيقة هي أنه بعد أن ذهبت للتصوير لمدة يومين عرفت حينها أنني مصاب بمرض السكري بشكل مفاجئ، وكنت أصل إلى موقع التصوير منهكاً وفي حالة صحية سيئة فخرجت عني شائعات أنني أذهب إلى موقع التصوير وأنا مخمور، لهذا قررت الاعتذار عن الدور فوراً والتركيز على عمل واحد وهو مسلسل "نجيب زاهي زركش"، وكان دوري فيه يحتاج إلى الكثير من الجهد.
هل ندمت على الاعتذار عن "القاهرة كابول"؟
أنا لا أندم على شيء لم يكتبه الله لي، وطالما اعتذرت عنه فهو لم يكُن من نصيبي؛ لذلك لم أندم، وطوال حياتي لا أعرف الندم على شيء لم يكتب لي.
ما الذي جعلك تتحمس للمشاركة في مسلسل "نجيب زاهي زركش"؟
تحمست للمشاركة منذ أن عرفت اسم الشخصية التي أقدمها وهي شخصية "بورنيطة"، إذ شعرت أن النص والسيناريو والدور سيكون كل منها مختلفاً عما قدمت من قبل.
وتفاجأت عندما عرفت أن كاتب العمل هو الأستاذ عبدالرحيم كمال، بالإضافة إلى أن المشاركة في عمل واحد مع الفنان الكبير "يحيى الفخراني" فخر وشرف كبيران.
ألم تخشَ أن تكره الناس الشخصية التي قدمتها في "نجيب زاهي زركش"؟
بالطبع لا، فهو دور جيد والدور الجيد يدفع الفنان للإيمان به، واستطعت أن أترك بصمة لدى الجمهور وأجعل المشاهدين يحبونني ويكرهونني في نفس الوقت، وهي معادلة صعبة للغاية ويبذل الممثل جهداً كبيراً لتحقيقها.