قال موقع Al-Monitor الأمريكي، في تقرير نشره السبت 1 مايو/أيار 2021، إن العنف والضرب والابتزاز والاغتصاب هي السمات الأساسية للأعمال الدرامية في شهر رمضان، وذلك وفقاً للمجلس القومي للمرأة، التابع للحكومة المصرية.
إذ قالت سوزان القليني، عضوة المجلس ومُقرِّرة لجنته الإعلامية، في تصريحٍ يوم 19 أبريل/نيسان 2021، إن مشاهد الضرب يمكن أن تؤدِّي إلى محاكاة العنف، وأن تُصوَّر النساء على أنهنَّ ضعيفات يتعرَّضن لسوء المعاملة على الدوام. وقالت إن هذه الصورة لا تتماشى مع الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخيرة للمرأة المصرية.
قضايا المرأة في مصر
القليني قالت إنه "في حين أنه خطوةٌ إيجابية تسليط الضوء على هذه القضية التي تعيق تقدُّم وتطوُّر المجتمع- في إشارة إلى قضايا الضرب- فإنّ عرض مشاهد تتضمَّن عنفاً ضد المرأة يضرُّ بالقضية أكثر مِمَّا يخدمها". وأضافت: "هذا ينتهك أخلاقيات شؤون المرأة التي أصدرتها لجنة الإعلام بالمجلس والتي تسعى وتشجِّع على تقديم صور حقيقية وغير نمطية للمرأة المصرية في أسرتها ومجتمعها".
طالبت القليني جميع العاملين في مجال الدراما المصرية بعدم تضمين مشاهد للعنف يمكن التمليح إليها، مؤكِّدةً أن كلَّ فردٍ عليه مسؤولية اجتماعية لتمكين المرأة.
من ناحية أخرى قالت النائبة البرلمانية ميساء عطوة، إنه بينما تحاول بعض المسلسلات الرمضانية هذا العام أن يكون لها تأثيرٌ إيجابي، فإن العديد من الأعمال الدرامية تتضمَّن مشاهد عنفٍ ضد المرأة.
قالت عطوة في حديثها على الهاتف مع موقع Al-Monitor الأمريكي: "رغم أهمية تسليط الضوء على هذه القضايا لمكافحتها واجتثاثها، وهي التي تعرقل تطوُّر المجتمع، تزيد هذه المشاهد من معاناة المرأة". وأضافت أن "هذه المشاهد لا تعكس حقيقة واقع المرأة في ظلِّ حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي بذل الكثير، من أجل ضمان حقوق المرأة وتمكينها بمختلف المجالات".
عطوة أشارت كذلك إلى أن العنف ضد المرأة بجميع أشكاله قضيةٌ لها تاريخ طويل للغاية. وقالت إن الدولة المصرية تعمل على محاربة المشكلة، التي تقع على كاهل كلِّ المصريين، لوضع حدٍّ لجميع أشكال العنف والانتهاكات.
"اللي مالوش كبير"!
أما في مسلسل "اللي مالوش كبير"، الذي يتناول العنف ضد المرأة، تُجبَر الشخصية الرئيسية، التي تلعب دورها الفنانة ياسمين عبدالعزيز، من قِبَلِ والديها على الزواج برجلٍ يكبرها بعشرين عاماً ويسيء إليها.
فيما يضم مسلسل "ضل راجل" مجموعةً من الممثِّلين والممثِّلات من بينهم ياسر جلال ونرمين الفقي ونور، ويتضمَّن نوعين من العنف. يتحدَّث أحد المشاهد عن الإجهاض القسري، ويُظهِر ابنة شخصية ياسر جلال مصابةً في الشارع.
هناك مشهدٌ تتذكَّر فيه الطبيبة، التي تؤدي دورها الممثِّلة نور، ذكريات تعرُّضها للإيذاء من قِبَلِ زوجها؛ مِمَّا دفعها إلى طلب الطلاق لتجنُّب أن تعيش ما عاشته والدتها من سوء معاملة.
"نسل الأغراب"
أما في "نسل الأغراب"، فصفعت شخصيةٌ اسمها غفران، يؤديها الممثِّل أمير كرارة، زوجته جليلة، التي تؤدِّي دورها الفنانة مي عمر. ويُظهِر المسلسل أيضاً عنف النساء ضد النساء الأخريات، كما حدث عندما صفعت جليلة أخت زوجها بشكلٍ متكرِّرٍ وسبَّتها.
في حين تدور أحداث مسلسل "موسى"، من بطولة الممثِّل محمد رمضان، عام 1942، أثناء الحرب العالمية الثانية والاحتلال البريطاني لمصر، في قرية سوهاج.
في الحلقات الأولى، شقيقة شخصية رمضان، وهي شفيقة، وتؤدي دورها الممثِّلة هبة مجدي، يعود زوجها الأكبر منها سناً، والذي يجسِّد شخصيته الممثِّل حمدي الوزير، إلى المنزل كلَّ يومٍ في حالة سُكرٍ ويعتدي عليها. ولم تجرؤ على إخباره بحملها؛ خوفاً من أن يشك في أن الطفل ليس طفله ويطردها.
من ناحية أخرى فقد ندَّد النائب البرلماني أحمد مهني بتصوير المرأة في المسلسلات الرمضانية، خاصةً في "اللي مالوش كبير". وانتقد الحلقات الأولى، قائلاً إن المسلسل يشجِّع على العنف ضد المرأة.
كتب مهني أن "اللي مالوش كبير" أظهر صورةً سلبيةً للغاية عن النساء، خاصةً أفعالهن عندما لا يكون أزواجهن بجوارهن. لكنه أضاف في الوقت نفسه، أنه من الجيد أن يتناول المسلسل قضية العنف الأسري.