تألقت الفنانة المغربية أسماء لمنور، الساطع نجمها بتفوّق في الوطن العربي، في أحدث اختياراتها الفنية "يديرها الحب"، من إنتاج شركة "روتانا". وقدمت فيديو كليب احتفت به بالزي المغربي، وبصانعته ومصممته، وأهدته للمرأة المغربية والعربية عموماً. العمل حقق في ظرف وجيز ما يقارب 9 ملايين مشاهدة، وأشاد به الجمهور.
في هذا الصدد كان لـ"عربي بوست" حوار خاص مع أسماء لمنور، الفنانة المعروفة بخامتها الصوتية وبحتها الخاصة، وشخصيتها الذكية التي خولت لها صعود أعلى المسارح والغناء مع أكبر الأسماء. وفيه تحدثت عن جديدها وأجابت عن أسئلة قد تتبادر إلى أذهان محبيها، كما أكدت تشبثها بثقافتها، موضحة: "أنا العربية الأمازيغية الإفريقية المتأثرة بكل ثقافة حاكت تاريخنا كمغاربة".
هنيئاً لكِ نجاح العمل الجديد "يديرها الحب"، وتصدّرك "التريند" المغربي عند طرحه، أغنيتك اليوم تقترب من 9 ملايين مشاهدة في ظرف قياسي.. ما قيمة الأرقام في حياتك كفنانة؟ وهل تعتبرين نفسك أحد الأرقام الصعبة؟
الأرقام لا تعنيني، ما يعنيني حقاً هو التقدير والمحبة؛ تقدير مجهودك عند بذله، والمحبة التي تصلك عندما تخلص وتحب أن تعطي من قلبك هو ما يسعد ويبهج الناس أو يدعو للتأمل على الأقل.
"يديرها الحب" عودة جديدة ومتجددة من أسماء للنهل من التراث المغربي (لازمة الأغنية والأزياء والرقصات..) لتقديم إبداع معاصر.. هل يتعلق الأمر بإيمان أكبر من طرف منتجي العمل بالثقافة المغربية، بما فيها اللهجة، أم هي أسماء لمنور التي عرفت كيف تنجح؟
أزعم أنني أعرف كيف أنهل من تراثي وكيف أحبه وأقدره قبل هذا وذاك. وأزعم، أيضاً، بعد كل سنين الكد والاجتهاد أنني أعرف كيف أنجح وهذا لا يعيب في شيء. لكن أتمنى دائماً التوفيق من الله في كل ما أفكر وأقوم به. وبلهجتنا المغربية الجميلة أقول: "لهلا يحشمنا".
ارتباطاً بما سبق، إلى أي حد تتحكم شركات الإنتاج الموسيقي الكبرى في اختيارات الفنانين، وتحديداً الفنانين المغاربة والمغاربيين عموماً؟
أنا منذ فترة مهمة أقوم بإنتاج ما أؤمن به وما أحسه وما يناسب مخيلتي الموسيقية. وسعيدة بمباركة شركتي لكل خطوة أقوم بها: فعلاقتي بشركة الإنتاج التي أنتمي لها هي علاقة تقدير واحترام لكيان و(دماغ) أسماء لمنور. والحمد لله أنا اليوم علامة فارقة بالنسبة لشركتي وفخورة بكل خطوة قدمتها.
عملك الفني الجديد يحتفي بمصممة الأزياء المغربية، هذا الدور الذي لعبته في "الكليب"، إلى أي حد يمكن لأسماء أن تكونه حقيقة؟
شكراً على طرحك سؤالاً يفتح لي مجال تقديم الشكر للمصمم/الستايليست المغربي الشاب أنس ياسين على عطائه ووجوده في مشواري. أما بالنسبة لدور المصممة فأنا مصممة أن أكون أنا، أسماء المغربية العربية الأمازيغية الإفريقية المتأثرة بكل ثقافة حاكت تاريخنا كمغاربة.
أيهما يشد أسماء أكثر هل القفطان المغربي في أصله، أم المعصرن المعتمد على قصات عالمية؟
على امتداد زعمي بمعرفة ما يناسبني على مستوى الهندام والأسلوب/الستايل، أؤمن بمقولة (أعطِ العيش لخبازه) وأنا أجيد اختيار خبازي ومصممي وغير ذلك.
من المعلوم أن تميز عمل/منجز ما رهين بتميز طاقمه ككل. فما هي أهم المعايير التي تبنين عليها اختياراتك للعناصر التي تشاركك صناعة أعمالك؟ وهل أنتِ معنية أكثر بالروابط الإنسانية، كما هو الشأن بالنسبة لعلاقتك بمدير أعمالك شقيقك ياسين لمنور؟
أحب أن أكون محاطة في عملي بأناس موهوبين، وحبذا لو كانوا مقربين (عائلة، أصدقاء…) وأستثمر في هكذا نوع من العلاقات كي تستمر لأنني أراها الأنسب، أكثر من وجود موهوبين في حياتي بدون رابط تقدير محبة وموهبة عظيمة فقط.
رأينا في الفيديو كليب كيف احتفيتِ وأنت مصممة الأزياء برفيقتك، إحدى المشتغلات معك، وساهمت في مفاجأتها بالخاتم وعرض الزواج من حبيبها، فهل ستفاجئ، قريباً، أسماء لمنور الإنسانة جمهورها بشيء مشابه يخصها؟ هل وجدت أسماء أخيراً الرجل المناسب بالمعايير التي تريحها؟ وما ملامح من ينبض له القلب اليوم؟
أنا فاجأت صديقتي في دوري في الكليب، وفي الحياة العادية أيضاً أستطيع أن ألعب هذا الدور. ولكن بالنسبة لي، فأنا إنسانة عقلانية ولا أحب المفاجآت. بالنسبة للرجل الذي أحلم به معاييري لا زالت عند عهدها.
حسب التصنيفات الدارجة، أسماء لمنور نجمة صف أول.. برأيك، هل لا تزال المقاييس المعتمدة في تصنيف الفنانين هي نفسها اليوم، في ظل حديث مواقع التواصل الاجتماعي وأرقام المتابعات والمشاهدات على اليوتيوب، التي قد يحققها أشخاص لا علاقة لهم بالفن أساساً؟
بالنسبة لي، لا يصح إلا الصحيح. فنان كلمة كبيرة ولا تخضع لا لمشاهدات ولا لـ"بوز" ولا لفرقعات وما شابه ذلك.
كنت حكماً في برنامج "الزمن الجميل"، وعن أغاني الزمن الجميل أود أن أعرف أليس ثمة ما يجذب أسماء لأغانٍ كلاسيكية جديدة خاصة بها خصوصاً أن ثمة إجماعاً على صوتك الطربي؟
ريبيرتوار الموسيقى في عالمنا ثري وغني. وقد طبعته مدارس في اللحن/ التأليف والعزف وفي الغناء والشعر، ولكن أفضل أن أترك بصمة لزمني، لهذا الزمن الذي أعيشه، وأعتقد أنني مدينة بتأريخه، ولو بعمل فني واحد يكون لي (علماً أنني أطمح لأكثر بكثير من عمل واحد).
وتبقى إعادة غناء تراثنا من المحيط للخليج مصدر استقرار.. وكأنك ترجع لأصلك لكي تنطلق بعد كل تجربة جديدة.
المتتبع لك يعرف أنك من عشاق فريق الرجاء البيضاوي الكروي وأكثر من ذلك، انخرطت فيه وأنت فنانة لها قاعدة جماهيرية واسعة. وعليه، قد يُطرح سؤال ألم تهتمي يوماً بالتعارض الذي قد يوجده ذلك بينك وبين محبيك، الذين يشجعون فريقاً منافساً أو مختلفاً؟
نحن في 2021 تجاوزنا الحسابات الضيقة في التعبير عن حبك لفريق أو فنان، بالعكس ألتقي بأصدقائي الكُثر من فرق مغربية أخرى غير الرجاء، وخصوصاً أصدقائي الوداديين الذين يثمنون تجربتي البسيطة في محبة الرجاء. وأتمنى من كل محبي الفرق الوطنية عمل اللازم كي تكون لنا بطولة مهمة تضاهي بطولات دول كبرى. بالنهاية تنتهي المباريات وصداقاتي لا تنتهي كما لا ينتهي حبي للخضراء.
ارتباطاً بالرياضة، هل هناك رياضة معينة تمارسها أسماء للحفاظ على رشاقتها أم أنك من الأشخاص المهتمين فقط بالنظام الغذائي للحفاظ على ذلك؟
أحاول مؤخراً القيام بالصيام المتقطع بمشورة "كوتش" وصديقة لي، وأجدني مستمتعة بالتجربة وبعض حصص "اليوغا". ولكن سأسعى للعودة لممارسة الرياضة بشكل أهم مستقبلاً بعد الانتهاء من بعض الاهتمامات.
تحرصين على مشاركة جمهورك بعض مناسباتك الخاصة المهمة، من بينها تخرج شقيقتك من كلية الطب والصيدلة. قلت في أحد حواراتك إنك لو لم تكوني فنانة لاخترتِ أن تكوني طبيبة. لو افترضنا أنك أنت تلك الطبيبة اليوم، هل أنت راضية عن وضع القطاع الصحي، استثناء في هذه المرحلة (زمن كورونا)، ثم في السياق العام وضع المواطن والصحة؟
بكل أمانة أعتقد أن الشعب المغربي يستحق وضعاً صحياً أفضل، فقد أظهرت الجائحة الأخيرة حاجتنا للمزيد من الأطر الطبية والمستشفيات وأسرَّة الإنعاش المجهزة على أعلى مستوى… كما لا يفوتني أن أنوه بفخري كمغربية بما قام به المغرب، وأخص بالشكر جلالة الملك، حفظه الله، في التصدي لجائحة كورونا خاصة أنني عندما أسافر يلفتني حديث العالم عن تجربة المغرب في تفضيل صحة المواطن على الاقتصاد وعن تجربة التلقيح الرائدة.
سؤال أخير، ارتباطاً باسمك الخاص "أسماء"، وبجذر الكلمة "سمو"، ما أسمى شيء في حياتك اليوم؟ وما أعلى ما تتمنينه، وليس في اليد بعد، إنسانياً أو فنياً ومهنياً أو غيره؟
القيم احترام الذات واحترام الآخر والتسامح (tolérance) وقبول الاختلاف. أتمنى أن أدخل التاريخ بفني من بابه الواسع، وأتمنى أن أنجح في تجربة الأمومة وقبلها أن أحظى برضا الله ورضا الوالدين.