"لولاكي، لولا، لولا.. لولاكي ما حبّيت".. بالتأكيد تذكرون هذه الأغنية بلحنها الذي لا يفارق الرأس، حتى إن نسيتم مغنيها علي حميدة الذي رحل عن عالمنا وفارق الحياة، الخميس 11 فبراير/شباط 2021، عن عمر ناهز 55 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض، كانت أحد أسباب غيابه عن الساحة الفنية في العقدين الماضيين.
رحيل علي حميدة بعد معاناة مع المرض
أصيب علي حميدة بالالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي) قبل عقدين، وتسبب المرض في غيابه عن الساحة الفنية لسنوات عديدة، لكنه كان يظهر كل فترة وأخرى ظهوراً إعلامياً متواضعاً.
آخر مشاركة إعلامية كانت في يناير/كانون الثاني، حيث اشتكى في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب عبر برنامج "الحكاية" الذي يعرض على "MBC مصر" من إصابته بمشكلات صحية تتعلق بالكبد والمرارة، وأشار إلى أن إمكانياته المادية لا تسمح له بالعلاج في المستشفى الذي كان فيه، لينتقل لتلقي الرعاية الطبية في مسقط رأسه مطروح.
فيما أشار في هذه المداخلة إلى أن إمكانياته المادية لا تسمح له بالعلاج وقتها بسبب الضرائب التي أثقلت ظهره في سنوات تألقه، وأشار إلى دفعه 13 مليون جنيه مصري ضرائب، بالإضافة إلى سحب شقتين له تطلان على النيل، إحداهما كانت قد اقتطعها لعابري السبيل والمحتاجين لمقر إقامة، بالإضافة إلى فيلا و3 سيارات.
عقب هذه المداخلة، أعلن نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي التكفل بمصاريف الرعاية الصحية كاملةً، وأيضاً أعلنت وزارة الصحة علاجه على نفقة الدولة، كما أشارت صحيفة "المصري اليوم". وبعد أيام، أكد مقربون من المطرب المصري إصابته بالسرطان، الذي أنهى حياته بعد أقل من شهر، حتى قبل أن يبدأ رحلة العلاج اللازمة.
فنان الأغنية الواحدة.. عن علي حميدة
علي حميدة، الفنان الذي اشتهر في الثمانينات وبداية التسعينات، لم يبدأ مشواره بالفن، إذ عمل في البداية في السعودية والكويت ودول عربية أخرى. وحميدة من مواليد محافظة مطروح (شمال غربي مصر) عام 1965.
بدأ مشواره الفني بأغنية اعتبرت ظاهرة فنية شبابية وقتها، وهي أغنية "لولاكي" التي لحنها له الموزع الموسيقي حميد الشاعري، وقد حققت الأغنية التي صدرت عام 1988 نجاحات كبيرة لها وللألبوم الذي حمل نفس الاسم وضم 8 أغنيات. فقد بيع أكثر من 6 ملايين نسخة لألبوم"لولاكي"، بينها مليون نسخة بعد ساعات من طرح الألبوم في الأسواق، ليصبح الألبوم الأعلى مبيعاً في تاريخ الأغنية في حينها.
ورغم أنه أنتج 5 ألبومات أخرى غير هذا الألبوم، لكنه بشكلٍ أو بآخر يعتبر فنان الأغنية الواحدة. فلم تنجح أي من أغانيه التالية بنفس الدرجة.
فبعد نجاح "لولاكي" تسابقت شركات الإنتاج على التعاون مع الفنان الظاهرة وقتها لإنتاج ألبومات غنائية جديدة، وحتى تقديم فيلم يحمل اسم أغنيته "لولاكي"، لكن هذا الفيلم الذي أنتج عام 1993، وأغنيات ألبوماته التالية مثل "كوني لي" و"ناديلي" لم تحقق النجاح نفسه مرة أخرى.
لكن حميدة لم يحقق النجاح نفسه مرة ثانية، ورغم إنتاج ألبومات أخرى مثل "نن العين"، و"خان العشرة"، و"احكي لي"، وأفلام أخرى مثل "مولد نجم"، الذي تلا ألبوم "لولاكي" بـ 3 أعوام، لكن نجمه بدأ يخفت مع نهاية التسعينات وبداية عام 2000.
واقتصر ظهوره بعدها على إطلالات متواضعة، كضيف شرف في مسلسلات مثل مسلسل "نسمة ونصيب" عام 2009، بالإضافة إلى غناء شارة المقدمة والنهاية، ومسلسلات مثل "الهودج"، و"مملكة الغجر"، وأخيراً "ريح المدام"، عام 2017، حيث ظهر ضيف شرف في إحدى حلقات المسلسل الرمضاني، بالإضافة إلى بعض البرامج التلفزيونية كل بضع سنوات، مع محاضرة في معهد الموسيقى لعدد من الآلات الموسيقية.
"لولاكي" كانت مشروع أغنية وطنية.. ثم باتت ضربة حظ ولعنة معاً!
حميدة نفسه اعتبر أغنية "لولاكي" نجاحاً فريداً لا يسهل تكراره أو "ضربة حظ"، إذ قال خلال لقائه في برنامج قدمته الإعلامية المصرية سيمون في عام 1995، إن الأغنية التي كتبها عزت الجندي كانت مشروع أغنية وطنية، وكانت كلماتها تقول: "لولاكي يا مصر ما حبيت.. لولاكي يا مصر ما غنيت.. لولاكي ما رسمت على يدي ثلاث وشمات.. ميم وصاد وراء".
وقال حينها إن الأغنية نجحت لأنها ظهرت في فترة كان بها الجو العام يتسم بالركود، وسميت مجازًا بأغنية شبابية، لكنها ليست الأفضل. وقال إنه رغم تقديمه أفضل منها، وكذلك زملاؤه، لكنها نجحت دون غيرها، واعتبر أن الحكاية كلها بمثابة "ضربة حظ".
ورغم أنها كانت "ضربة حظ"، لكنها أيضاً كانت "لعنة"، وسبباً من أسباب اختفائه عن الساحة الفنية، خصوصاً مع الضرائب الباهضة التي أثقلت كاهله. وقال في لقاء مع الإعلامي طوني خليفة، عبر برنامج "القاهرة والناس"، في حلقة أذيعت مطلع 2015، إن سبب اختفائه هو أنه "غُيب" من الوسط الفني وإنه حورب من جميع الأطراف، خصوصاً النجوم المنافسين وبعض الجهات الرسمية، لا سيما بعد فرض ضرائب ضخمة عليه أجبرته على بيع شقته.
رفض الغناء مع وردة!
قبل اختفاء حميدة عن الساحة الفنية، كانت له قصة غريبة مع الفنانة الجزائرية وردة، إذ عمل في بداية حياته الفنية أستاذاً بأكاديمية الفنون، ورشحه المطرب محمد الحلو لوردة لتعليمها العود، وقتها (عام 1979) كان متفوقاً في دراسته وحديث التخرج، لذلك كان خائفاً بعض الشيء.
لكن الخوف زال مع الدرس الأول، خصوصاً مع لطف وود الفنانة وردة، وعندما رشحه الحلو مرة ثانية للغناء معها، وطلبت منه وردة مشاركتها الغناء، وغنى بالفعل أمامها بعض أعمال الفنانة سعادة محمد وفايزة أحمد، وأعجبت وردة بغنائه، طلبت منه مشاركتها الغناء في إحدى الحفلات، لكنه خاف ورفض.
تلفيق قضية "شذوذ جنسي" من حبيب العادلي!
خلال فترة نجم حميدة، لفقت له قضية اتهم فيها بممارسة "الشذوذ الجنسي" مع صبي ميكانيكي. رواية حميدة للقضية أنها ملفقة بعد مشادة بينه وبين ضابط بشرطة المرور، انتهت بأن هدده الضابط بأن يلفق له قضية مخدرات، فسخر حميدة منه بأنه لا يدخن السجائر حتى، وبعد انتهاء المشاجرة، زج باسمه في قضية "شذوذ جنسي".
بعدها، حرك حميدة بلاغاً ضد وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، وقتما كان رائداً بجهاز الشرطة. وذلك بعد تردد إشاعات بأنه وراء تلفيق القضية له، رغم أنه توقع أن يساعده ليخرج من القضية بسبب علاقة الصداقة القديمة التي جمعتهما، لكنه لم يفعل.
بالمناسبة، روى حميدة أنه تعرف على العادلي عن طريق القذافي، إذ كان حميدة يعمل في ليبيا أثناء فترة دراسته، وخلال إحدى مرات وجوده هناك، شارك في حفلة أقيمت بحضور القذافي، وطلب القذافي منه أن يجلس بجواره مع العود الذي يعزفه. وبعد عودته إلى مصر، طلب للاستجواب لمعرفة السبب الذي جعله يجلس أمام القذافي، وحقق معه وقتها العادلي، ومن بعدها نشأت بينهما علاقة صداقة، حتى إن حميدة غنى في زفاف ابنتيه، لكن علاقتهما توترت بعد ترقيه لمنصب وزير الداخلية.