عندما وقع الأمير تشارلز في حب كاميلا كان كلاهما في أوائل العشرينات من العمر، استمرت علاقتهما قرابة 18 شهراً تبادلا فيها الكثير من رسائل الغرام، وكانا سعيدين ومنسجمين للغاية مع بعضهما البعض.. لكن أمير ويلز تزوج في النهاية الليدي ديانا سبنسر، وسبب لها على ما يبدو جرحاً عميقاً في قلبها ليعود في النهاية ويتزوج محبوبته الأولى.. فلماذا حدث كل ذلك؟
قصة حب الأمير تشارلز وكاميلا دوقة كورنوال
بعد 34 عاماً من لقائهما الأول تزوج الأمير تشارلز من محبوبته القديمة كاميلا في عام 2005 بعد أن منحتهما الملكة إليزابيت مباركتها أخيراً.
أقام الزوجان حفلاً حضره 800 شخص وألقت فيه الملكة إليزابيت خطاباً مقتضباً كان أبرز ما جاء فيه: "ولدي مع المرأة التي يحبها.. لقد تغلبا على جميع العقبات، وأنا فخورة وأتمنا لهما التوفيق".
لكن فلنعد قليلاً إلى الوراء لاستكشاف علاقة الحب تلك من البدايات:
اللقاء الأول
في صيف عام 1971 التقى تشارلز الذي كان آنذاك يبلغ من العمر 22 عاماً بكاميلا روزماري شاند والتي تكبره بعامين.
يقال إن اللقاء الأول كان في مباراة أجريت في وندسور، لكن يرجح أنهما تعارفا عن طريق صديقة مشتركة هي لوسيا سانتا كروز ابنة السفير التشيلي في المملكة المتحدة التي التقى بها تشارلز عندما كان طالباً في كامبريدج.
انجذب الثنائي لبعضهما على الفور ووطدا صداقة متينة بينهما نمت سريعاً لتتحول إلى قصة حب، وكان الطرفان يمتلكان العديد من القواسم المشتركة، وعلى رأسها حبهما للخيول وللصيد.
متردد في طلب يدها للزواج
بالرغم من حب تشارلز الكبير لكاميلا وتفكيره ملياً في عرض الزواج عليها عام 1972 إلا أنه تردد كثيراً خصوصاً مع تأكده أن عائلته لن تبارك هذا الزواج.
كانت كاميلا متورطة بعلاقة غرامية متقطعة وغير مستقرة مع أندرو باركر بولز الضابط في الحرس الملكي للخيول منذ أن كانت في سن الـ17.
وأندرو بدوره كان متعدد العلاقات ولم يلتزم يوماً بعلاقته بكاميلا، حتى إنه واعد أخت تشارلز الصغرى، الأميرة آن، لكن الزواج بين الزوجين كان غير وارد لأن أندرو كان من الروم الكاثوليك.
وبالنسبة للعائلة الملكية لم تكن كاميلا المعروفة بارتباطها السابق باندرو مناسبة للزواج من ولي العهد، وفقاً لما ورد في موقع History Extra.
ومع عدم احتمالية الزواج انفصل الثنائي والتحق الأمير تشارلز في عام 1973 بالخدمة البحرية في منطقة الكاريبي مبتعداً عن محبوبته.
كاميلا تتزوج آندرو باركر بولز
كان الأمير تشارلز لا يزال في جزر الهند الغربية عندما تلقى نبأ خطوبة كاميلا لأندرو باركر بولز، وعندما علم بالخبر كتب رسالة يعبر فيها عن حزنه وخيبة أمله وأرسلها لعمه اللورد ماونتباتن (وهو الفرد الوحيد الذي يعلم بعلاقة تشارلز وكاميلا في العائلة الملكية).
وفي يوم الزفاف كان الأمير تشارلز لا يزال يخدم في مينيرفا ومنعه الندم والحزن من العودة إلى لندن لحضور حفل الزفاف الذي حضرته جدة تشارلز، الملكة إليزابيث الملكة الأم، والأميرة آن أخته الصغرى.
علاقة كاميلا بتشارلز بعد الزواج
مرت السنوات وأنجبت كاميلا طفلان من آندرو هما توم ولورا، وفي هذه الأثناء خاض الأمير تشارلز علاقات عاطفية مع العديد من النساء بينهن دافينا شيفيلد، وأماندا كناتشبول، وآنا والاس، والليدي سارة سبنسر (أخت الليدي ديانا).
واعتقد الكثيرون أن دافينا شيفيلد لديها فرصة حقيقية للزواج من تشارلز، لكن هذه الفرصة باتت معدومة عندما تحدث صديق دافينا السابق عن علاقته معها أمام الصحافة.
ويرجح أن تشارلز وكاميلا عادا سوياً في أوائل عام 1978 بعد فترة وجيزة من ولادة طفل كاميلا الثاني، لورا، وقد استمرت علاقتهما حتى إعلان خطوبة تشارلز من ديانا في عام 1981.
ووفقاً لكاتب السيرة الملكية بيني جونور لم تكن كاميلا عشيقة تشارلز فحسب، بل كانت رفيقة روحه وأفضل صديق له، وهي الشخص الوحيد الذي يلجأ إليه الأمير في كل مرة يرغب فيها بالتحدث عن أي شيء يحزنه أو يشغل باله.
لقاء تشارلز والليدي ديانا
التقى الأمير تشارلز بالليدي ديانا لأول مرة في عام 1977 عندما كان يواعد أختها الكبرى سارة وكان انطباعه عن ديانا أنها فتاة مرحة.
لكن علاقة تشارلز وسارة انتهت سريعاً مع بداية 1978 عندما التقت سارة بصحفيين بريطانيين وحدثتهم عن صراعها مع فقدان الشهية وشرب الكحول، وعند سؤالها عن الأمير تشارلز قالت "إنه شخص رائع لكنني لست أحبه، ولن أتزوج أي شخص لا أحبه حتى لو كان ملك إنجلترا".
وقبل نشر المقابلة التي أجرتها سارة مع الصحافة أخبرها تشارلز بأنها فعلت شيئاً غبياً للغاية بمجرد الحديث مع الصحفيين وانتهت العلاقة بينهما.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، تلقت كل من الليدي سارة والليدي ديانا دعوات لحضور حفل عيد ميلاد تشارلز الثلاثين في قصر باكنغهام.
ثم قابل تشارلز ديانا في حفل آخر عام 1980، حيث تجاذب الطرفان أطراف الحديث واتضح لتشارلز أن ديانا امرأة حساسة ولطيفة.
لماذا تزوج الأمير تشارلز من الليدي ديانا؟
بعد ذلك بدأ الأمير تشارلز بالتفكير في ديانا كزوجة محتملة، ومن الغريب للغاية أنه طلب نصيحة كاميلا في هذا الخصوص بعد أن راح يوازن ما بين إيجابيات وسلبيات الزواج منها، ويقال إنها شجعته على هذا الزواج.
بدا لتشارلز أن ديانا امرأة مثالية للزواج، إذ لم يكن لديها أي "ماضٍ" كما الأخريات ولن تتحدث هي أو أصدقاؤها السابقون إلى الصحافة بشكل يسيء للعائلة المالكة.
مع ذلك كان تشارلز متردداً بشأن هذا الزواج، لكن وبعد أن راحت الصحف تتكلم عن علاقة عاطفية محتملة بين الأمير والليدي ديانا، حسم والده الأمير فيليب الموضوع وأرسل إلى ابنه خطاباً يخطره فيه أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار: تقدم لخطبة ديانا أو اتركها.
وهكذا قرر الأمير أن يخطب ديانا التي وافقت دون تردد بالرغم من شكوكها حول علاقته الغرامية المحتملة بكاميلا .
كاميلا تفوز في النهاية
تزوج الأمير تشارلز والليدي ديانا سبنسر في 29 يوليو/تموز 1981 في حفل زفاف ضخم وصف بأنه "زفاف القرن". وكما هو معلوم أنجب الزوجان ولدان هما وليام وهاري قبل أن يبدأ زواجهما بالانهيار.
كان لتشارلز وديانا القليل من الاهتمامات المشتركة وبحلول عام 1986 انهار زواجهما بشكل تام.
ولم يفسخ الطرفان زواجهما بشكل رسمي حتى عام 1996، وبعد عام من هذا التاريخ قُتلت ديانا في حادث سيارة في باريس.
بالتأكيد لاحقت شائعات الخيانة الأمير تشارلز طوال تلك الفترة إلا أنه كان ينفي وجود علاقة بينه وبين كاميلا، ولم يظهر الاثنان بشكل علني معاً حتى عام 1999 ليتزوجا بعد 6 سنوات من هذا التاريخ بعد الحصول على مباركة العائلة المالكة التي بقيت رافضة لتلك العلاقة طوال ثلاثة عقود.