بعيداً عن أضواء الشهرة يوجد وجه آخر لنجمة هوليوود الجميلة، مارلين مونرو، فلم تكن فتاة محدودة الذكاء، كما صورتها شاشة السينما، وكانت آراؤها الليبرالية سبباً في ملاحقة الـFBI لها، ولا يزال الكثيرون ينظرون إلى وفاتها على أنها لغز غامض، في ظل وجود العديد من الأسباب التي تجعل رواية انتحارها صعبة التصديق.
الوجه الآخر لـ مارلين مونرو
لم تكن طفولة مونرو طبيعية، فقد هجرها والدها في سن مبكرة، وكانت أمها مريضة عقلياً وحاولت قتلها ذات مرة، وفقاً لما ورد في موقع The List، وهكذا نشأت مونرو في دور الرعاية قبل أن تترك الدراسة وتتزوج في سن الـ16.
تزوجت مونرو عدة مرات، وكانت ترغب فعلاً بتكوين الأسرة التي حرمت منها في طفولتها، لكنها لم تستطع الحفاظ على زيجاتها التي كانت تنتهي كل مرة بالطلاق، وكانت ترغب كثيراً بأن تصبح أماً، لكن جميع محاولاتها للإنجاب انتهت بالإجهاض.
مارلين مونرو.. عاشقة الكتب
بينما لعبت مونرو في معظم أفلامها دور "الشقراء الجميلة، لكن الغبية"، إلا أن تلك الأدوار كانت بعيدة تماماً عن واقعها، فقد كانت مونرو مثقفة للغاية وقارئة نهمة.
امتلأت مكتبة مونرو في منزلها في كاليفورنيا بالكتب خاصة الكلاسيكية منها، وقبل وفاتها كانت تقرأ روايتي، إحداهما "To Kill a Mockingbird" لهاربر لي، والأخرى هي "كابتن نيومان" لليو روستن.
وإلى جانب حبها للقراءة، كانت مارلين مونرو تكتب بأسلوب أدبي جميل، وقد كانت مذكراتها خير دليل على ذلك.
مراقبة من الـ"إف بي آي"
بسبب آرائها السياسية الليبرالية، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بمراقبة أنشطة مونرو لسنوات. كما كان يُنظر إلى زواجها من الكاتب المسرحي ذي الميول اليسارية آرثر ميللر كموقع شبهة، لا سيما بالنظر إلى موقف ميلر ضد السناتور جوزيف مكارثي الذي قاد حملات واسعة مناهضة للشيوعية في الخمسينيات.
مع ذلك لم يكن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قادراً على إثبات أي علاقة لمونرو بالشيوعية.
شائعات ارتباطها بالرئيس جون كينيدي وشقيقه
لطالما كانت الشائعات حول علاقات مونرو الغرامية كثيرة جداً، لدرجة أن صديقها المقرب سام شو قال: "لو كانت مونرو قد ارتبطت فعلاً بكل شخص ادعى ذلك لما كان لديها أي وقت لبناء مسيرة مهنية".
لكن ومن بين الشائعات الكثيرة حول ارتباطات مونرو كانت الأبرز على الإطلاق شائعات ارتباطها بالرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي وشقيقه الأصغر السناتور روبرت كينيدي.
بالتأكيد لم تبرز أي أدلة تؤكد صحة هذه الأقاويل، لكن في عام 2016 تم الكشف عن رسالة موجهة من أخت كينيدي الصغرى، جين كينيدي سميث، إلى مونرو، تشير فيها إلى وجود علاقة غرامية بين مونرو وروبرت كينيدي، وتضيف: "نعتقد جميعاً أنه يجب عليك القدوم معه عندما يعود شرقاً"، وفقاً لما ورد في موقع Telegraph.
وفاة تلفها الغموض وروايات متناقضة
على الرغم من أن مارلين مونرو ماتت منتحرة على الأغلب فإن العديدين يشككون بهذه الرواية، لعدة أسباب أبرزها، وفقاً لما ورد في صحيفة The Independent:
- اختفاء الكثير من أدلة الطب الشرعي الرئيسية بعد وقت قصير من وفاتها.
2. تقديم روايات متناقضة من قبل العديد من الشهود الرئيسيين الذين شاهدوا مونرو ليلة وفاتها.
3. شروع مديرة أعمالها، إينيز ميلسون، في حرق أوراق مونرو الخاصة وتغيير قفل خزانة ملفاتها.
الطبيب الشرعي يغير أقواله
في حين أن تقرير تشريح جثة مونرو الرسمي قضى بأن موتها كان انتحاراً، إلا أن الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح جثتها تمنى لاحقاً لو أنه قام بفحوصات أكثر دقة.
فوفقاً للطبيب نوغوتشي، كانت هناك كدمة لا تزال حديثة في ورك مونرو.
وعندما فحص بطنها، لم يجد أي آثار للصبغة التي غطت كبسولات Nembutal التي أودت بحياتها.
واعترف لاحقاً بأنه كان يجب عليه فحص أعضائها الداخلية بدلاً من مجرد إجراء اختبارات السموم على الدم والكبد. وقال لصحيفة التلغراف في عام 2009: "أنا متأكد من أن هذا كان يمكن أن يزيل الكثير من الجدل اللاحق، لكنني لم أتابع الموضوع كما كان ينبغي أن أفعل".
وبعد أسابيع من إجرائه تشريح الجثة، طلب الطبيب من المختبر فحص أعضائها الأخرى، لكن في ذلك الوقت كان قد تم إتلافها مسبقاً.
وبعد أن كان الطبيب مُصراً في البداية على أن مارلين ماتت منتحرة، إلا أنه غيّر أقواله لاحقاً وطالب بإعادة فتح القضية، إذ من المحتمل أن تكون جريمة قتل.
علاقة عائلة كينيدي بموتها
ورد في تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي وجود علاقة بين عائلة كينيدي ومونرو وقت وفاتها.
إذ تقول صحيفة Sydney Morning Herald إن التقرير يدعي أن بيتر لوفورد، المقرب من عائلة كينيدي، كان يعلم أن مونرو قامت بادعاء محاولة الانتحار عدة مرات من قبل لجذب الانتباه.
وقد أجرى لوفورد ترتيبات خاصة مع الطبيب النفسي لمارلين، الدكتور رالف جرينسون، من بيفرلي هيلز.
وفي زيارتها الأخيرة للطبيب وصف لها أقراص سيكونال وأعطاها وصفة طبية لـ60 منها، وهو أمر غير معتاد، إذ تعتبر هذه الكمية كبيرة في حالة مونرو.
وفي يوم وفاتها، وضعت مدبرة منزلها زجاجة الحبوب على الطاولة إلى جانبها.
وتفيد التقارير بأن مدبرة المنزل والسكرتيرة الشخصية لمارلين كانتا تتعاونان في خطة لحث مونرو على الانتحار.
وفي ذلك اليوم، ورد أن كينيدي أجرى مكالمة هاتفية من فندق سانت تشارلز في سان فرانسيسكو، إلى بيتر لوفورد لمعرفة ما إذا كانت مارلين قد ماتت.