تشير الساعة إلى الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، أتناول فنجان قهوتي المفضل، أفتح التلفاز، أضبط القناة، وأنتظر بكل شوقٍ مسلسل النهاية.
هذا النظام اليومي البسيط، رغم بساطته فإنه لم يحدث معي منذ زمن طويل. بالنسبة لي، كنت قد ودّعت الدراما التلفزيونية الرمضانية منذ سنوات طويلة، ولم أتابع أي مسلسل من أول لآخر حلقة مثلما فعلت مع مسلسل النهاية.
فما الذي شدني في هذا المسلسل؟
خيال علمي
كانت وما زالت أفلام ومسلسلات الخيال العلمي حكراً على الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً والعالم الغربي بشكل عام؛ نظراً إلى ما تتطلبه هذه الأعمال من إمكانات مالية وتكنولوجية ضخمة.
ولأول مرة في المنطقة العربية تتجرأ شركة إنتاج عربية وتقدم مسلسل خيال علمي للمشاهد العربي. اعتقادي هو أن اقتحام هذا العالم هو بحدّ ذاته نجاح.
قصة المسلسل
تدور أحداث القصة في عام 2120 وبالتحديد في القدس، تحدث تغيرات كبيرة بموازين القوى العالمية. وبحسب المسلسل تحدث حرب عالمية ثالثة تُستخدم فيها الأسلحة النووية، تؤدي إلى انهيار القوى العالمية الحالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تنقسم إلى ولايات متفرقة. تستغل الشعوب العربية ذلك وتقوم بما يسمى حرب التحرير وتقوم بتحرير فلسطين واستعادة المسجد الأقصى.
في هذا الوقت، تسيطر على العالم مجموعة من الشركات من ضمنها شركة طاقة، "زين" مهندس في تلك الشركة، ويريد أن يخترع ec يُشحن بالطاقة الشمسية ليحل مشكلة الطاقة في العالم.
الواحة
في مكان مقابل من العالم يوجد مكان اسمه الواحة، يجتمع فيه أغنياء الكرة الأرضية، ويتم اختطاف المهندس "زين" لاستغلاله للعمل على مشروع وتحقيق الحلم.
الواحة تشير بشكل واضح إلى عالمنا الحقيقي، عالم الشمال الذي يسيطر على العالم وتجتمع فيه كل الدول الغنية الرأسمالية، والتكتل في المسلسل يشير إلى دول العالم الثالث التي تعاني الفقر والحرمان والتخلف.
الماسونية
في إحدى حلقات المسلسل تعود الأحداث إلى عقودٍ سابقة، عند صحفي مغمور يريد الحصول على سبق صحفي أو كتابة تقرير يكسّر به الدنيا كما يقال. نصحه مدير الجريدة باقتحام عالم سري لمجموعة غامضة تعمل في الخفاء. بدأ الصحفي في التحري والتقصي عن المجموعة، حتى استطاع التوصل إلى اجتماع سري يتخفى فيه على شكل نادل يعمل في فندق. يدخل النادل بعد ذلك إلى اجتماعات علية القوم، سياسيين، رجال أعمال، رياضيين، ومعهم شخصية غامضة بعين واحدة (صديق) ويرددون عبارات غامضة وغير مفهومة: "كلنا فاكرين.. ومش ناسيين.. كلنا في الانتظار.. وعلى العهد هنحافظ".
حاول هذا المسلسل من خلال حلقتين، لأول مرة في العالم العربي، اقتحام عالم الماسونية الغامض والإشارة إليه.
الغرافيك
لأنه مسلسل خيال علمي فإنه يعتمد بنسبة كبيرة على تقنيات الغرافيك التي ظهرت جلياً في الواحة: المباني المتطورة والأسلحة والشاشات الدرونز، كل شيء في الواحة يوحي كأننا في المستقبل البعيد.
بصفتي متابعاً ومشاهداً للعمل، كان المسلسل في بعض حلقاته بطيء الأحداث ولا جديد في الحلقات. وكان هناك انتقال بطيء بين الواحة والتكتل، ذلك البطء الذي قد يُنسي المُشاهد بعض التفاصيل، أيضاً تأخر ظهور بعض الشخصيات مثل "صديق". كما أن عدم وجود عقدة للمسلسل بشكل واضح، إلا في الحلقة الأخيرة من العمل، جعل بعض المشاهدين يشعرون ببعض الملل وخيبة الأمل من المسلسل.
النهاية هو البداية
كتجربة أولى في العالم العربي نرفع القبعة لهذا العمل، وسيكون هو اللبنة الأولى لدخول هذا المجال من الأعمال.. مسلسل النهاية سيكون هو بداية اقتحام هذا العالم الفني.
نرفع القبعة للنجم يوسف الشريف صاحب فكرة هذا العمل والذي قام أيضاً بأداء دورين متناقضين: "زين" المهندس الذي يسعى لإنقاذ العالم، و"زين" الروبوت الذي يريد القضاء على كل البشر.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.