نعود إلى رمضان عام 1994، حين ظهرت شخصية الأب ونيس لأول مرة مع زوجته مايسة، لتصبح هذه النواة العائلية ونيسة الشهر الكريم ضمن أحداث مسلسل يوميات ونيس.
اعتُبر هذا المسلسل رفيق الطفولة لعديد من المشاهدين في مصر العالم العربي. إذ شكَّل بابا ونيس وماما مايسة موعداً يومياً لمتابعة التحدي الجديد الذي سيواجه الوالدين في تربية أبنائهما على الأخلاق الحميدة والقيم والمبادئ.
أبدع الفنان محمد صبحي في تجسيد شخصية الأب المكافح، وتسانده سعاد نصر في شخصية الأم التي لا تقل كدحاً عنه.
العمل من تأليف مهدي يوسف ومحمد صبحي ومن إخراج أحمد بدر الدين.
وتُرجم نجاحه في إطلاق 5 أجزاء متتالية بعد عرض موسمه الأول عام 1994، ثم توقف بعد وفاة بطلته سعاد نصر والمخرج.
استُكملت أجزاؤه مجدداً عام 2009 بجزء سادس سُمي "ونيس وأحفاده" وذلك في غياب شخصية الأم، علماً أن العمل أهدِيَ إلى روحها، ثم "ونيس وأيامه" عام 2010، وأخيراً الجزء الثامن في"ونيس والعباد وأحوال البلاد" عام 2013، والذي ركز على الاختلافات الفكرية التي عصفت بالأولاد نتيجة ثورة يناير والتغيرات الأخلاقية والسياسية، وانطلاق حملة المليار لتطوير العشوائيات.
مسلسل يوميات ونيس وتحديات التربية
فمحمد صبحي أو بابا ونيس، محامٍ مثالي يسعى جاهداً وبكل الطرق الممكنة لتربية أبنائه تربية صالحة. يصطدم ونيس بعقبات عديدة ومشاكل جمة من قِبل المجتمع الذي يربي فيه أبناءه، ليكشف عن عيوب المجتمع نفسه.
لم يعتمد نظام الوعظ أو المباشرة في تمرير الرسائل الأخلاقية المرجوة من العمل، وإنما من خلال المواقف وردود الفعل، والتي انتهت في آخر جزء بشبه محاكمة من الأبناء، لأنه رباهم على قيم مثالية لا يمكن تطبيقها أحياناً على أرض الواقع.
شهد المسلسل مشاركة عدد كبير من النجوم؛ نظراً إلى تعدد المواسم واستضافة النجوم، نذكر منها زوزو نبيل وعبدالمنعم مدبولي ومحمد رضا ومحمد توفيق وسعاد حسين والراحل علاء ولي الدين وجميل راتب وغيرهم كثيرون.
ويعد مسلسل يوميات ونيس من أبرز الأعمال الدرامية التي ركزت على القيم والمبادئ في تربية الأبناء.
وكان صبحي كشف في لقاء إعلامي، أنه كان يتقاضى عن كل حلقة من الموسم الأول من المسلسل 1200 جنيه.
كما اعتبر أن سر نجاح سلسلة مسلسل "يوميات ونيس" هي البساطة الشديدة التي ميزت عناصر المسلسل من السيناريو للإخراج لأداء فريق العمل.
تحوَّل المسلسل لاحقاً إلى مسرحية بمشاركة من أبطال المسلسل جميعاً.
كما تم إصدار كتاب يحمل الاسم نفسه للكاتبة ميسون سرور.
وقال صبحي في مقدمة الكتاب: "منذ أن بدأ في تقديم المسلسل عام 1994، بقدر ما أدهشني إعجاب المشاهدين للمسلسل التلفزيوني، بقدر ما أدهشني أكثر وفاجأني مطالبة الآباء لي بتحويل يوميات ونيس بما يحويه من قيم وتوجيهات إلى كتاب للآباء والأبناء".
وصبحي من مواليد القاهرة 3 مارس/آذار 1948؛ قدم قليلاً من الأعمال السينمائية ومنها: "الكرنك" و"أبناء الصمت"، و"على بيه مظهر" و"الأربعين حرامي".
ومن أشهر مسرحياته "الهمجي"، و"الجوكر" و"وجهة نظر"، و"سكة السلامة" و"لعبة الست".
أما سعاد نصر فقال عنها فادي خفاجة الذي كان يؤدي دور ابنها في المسلسل، إنها كانت حمامة السلام في "اللوكيشن" أو مكان التصوير، مضيفاً: "كنا أطفالاً ولا نستطيع تنفيذ الحركة التي يطلبها المخرج وأستاذ محمد صبحي بدقة، أو لا نحفظ بشكل جيد، فأحياناً ينفعل علينا فنبكي، كانت تجلس معنا وتطيّب خاطرنا"
بدوره قال صبحي إنه لم يستطع ولم يتخيل أن تحل أي فنانة أخرى محل سعاد نصر بعد وفاتها في الأجزاء المتبقية من المسلسل.
وأضاف أنها حين رحلت شعر بأنه يتيم فنياً وإنسانياً، وتابع: "قدّمنا مع بعضنا كثيراً من الأعمال الناجحة في السينما والمسرح والتلفزيون".