قضت محكمة مغربية، مساء الإثنين 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بسجن مغني راب لمدة عام إثر إدانته بتهمة "سب وقذف الشرطة"، في قضية دفعت جماعات حقوقية لدق جرس الإنذار بشأن حرية التعبير في المملكة.
إذ أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة سلا، المتاخمة للعاصمة الرباط، حكماً بالسجن عاماً نافذاً لمغني الراب سيمو كناوي، كما غُرّم ألف درهم (103 دولارات)، وهو حكم أولي قابل للطعن أمام محاكم أعلى درجة.
مقطع فيديو السبب في سجنه
ونقلت وسائل إعلام مغربية عن مصادر أمنية أن "توقيف" كناوي جاء بسبب مقطع فيديو نشره على إنستغرام، تضمن سباً وقذفاً بحق رجال الشرطة وزوجاتهم، كما تضمن توجيه تهديدات بالاعتداء على رجال أمن بسبب خلاف معهم، وفق ما نقلته "الأناضول".
واعتقل محمد منير المعروف باسم سيمو كناوي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني وأقر بإهانة الشرطة في بث مباشر قبلها بأسبوع، قائلاً إنه كان ثملاً، وقال إنه سجل مقطع الفيديو لشعوره بأن الشرطة أساءت معاملته في وقت سابق هذا العام عندما أوقفته وفحصت أوراق هويته، حسب "رويترز".
جماعات حقوقية تندد: الانتقاد السلمي للشرطة ليس جريمة
قال محمد صدقو، محامي منير، إن السلطات ربما ركزت على كناوي بسبب أغنية سجلها مع مغنيين آخرين ويبدو أنها تنتقد الملك. لكن أحد المغنيين الآخرين كتب كلمات اتهمت الملك بالقمع وأهان دوره الديني في المغرب، ولم يرد ذكره أو ذكر أي مغنيين آخرين خلال المحاكمة.
كما اتهمت منظمات حقوقية السلطات المغربية بقمع حرية التعبير، فيما قال عبدالفتاح يتريبي، المحامي الممثل للشرطة، إن "المحاكمة لا علاقة لها بحرية التعبير. هذه مسألة تتعلق بقانون العقوبات".
وقال محامو منير إنه يتعين محاكمته بمقتضى مجموعة قوانين مختلفة تحكم الصحافة والنشر ولا تسمح بالسجن. لكن المدعي العام رفض هذه الحجة قائلاً إن منير ليس صحفياً أو ناشراً. وطلب يتريبي من القاضي إضافة تهمة "إهانة الذات الإلهية" إلى القضية ضد منير.
فيما أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً نددت فيه بالحكم وطالبت بالإفراج الفوري عن كناوي، وفق ما نقلته وكالة أنباء "رويترز".
وقال هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "إن توجيه انتقادات بشكل سلمي للشرطة أو السلطات ليست جريمة. القانون الدولي يحمي حق حرية التعبير حتى عندما تكون الآراء المعروضة صادمة أو مسيئة".
في الوقت نفسه، تجمع بعض محبي منير خارج قاعة المحكمة قرب الرباط، مطالبين بالإفراج عنه.
بعد 3 أيام من انتقاد الملك بأغنية "عاش الشعب"
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أي قبل 3 أيام من اعتقال كناوي، انتشرت أغنية "عاش الشعب" التي شارك فيها مع فرقته، وتصدرت ترتيب مقاطع الفيديو الأكثر مشاهدة على يوتيوب بالمغرب، بتجاوزها 15 مليون مشاهدة.
ومن بين كلمات الأغنية التي تدافع عن حقوق المواطنين، وتطالب بمحاربة الفساد، "قلي واش غادي نسكتو على لي خلا دار باها (قل لي هل سنصمت تجاه من أجهز على كل شيء؟).. ما غادي يكفيكون معانا ترهيب أو قرطاس (لن يجديكم نفعاً الترهيب أو الرصاص؟).. إلى ما قدرش تحس بهضرتي يا الله تنحاو وزول (إذا لم تفهم كلامي قدم استقالتك وارحل)".
كما تقول الكلمات أيضاً: "شي كا يخاف من هضرتنا وشي كا يخاف من لساننا (هناك من يخاف من كلامنا ولساننا)، ما عرفينش أننا مذبوحين والأزمة هي لي ماهضرنا (لا يعرفون أننا مذبوحون والأزمة هي التي جعلتنا نتحدث ونغني).. بلا ما تسوليني على الثروة شكون لي كلاها (لا تسألني عن الثروة من أكلها)".