الكم لا يُشير إلى الأفضلية دائماً، خاصةً فيما يتعلَّق بالسرد القصصي، إذ تتمتَّع بعض المسلسلات بأفكار رائعة، لكنَّها تُطيل البقاء أكثر من اللازم، فتصير مُملةً بنهاية المطاف، ولذلك يجب تحويلها إلى أفلام.
المسلسلات التالية من المسلسلات التي يُمكن أن تلقى نجاحاً كبيراً، في حال حظيت بفرصة تجسيدها من خلال فيلم، لأسبابٍ مُختلفة:
مسلسل The Six Million Dollar Man (من عام 1974 وحتى عام 1978):
تميزت فترة السبعينيات بمسلسلاتٍ تلفزيونية مُمتعة أكثر من أيّ حقبةٍ أخرى، ولم تكُن المسلسلات عالية الجودة، لكن أفكارها كانت مُثيرةً للاهتمام، مثل مسلسل The Six Million Dollar Man.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّه يمتلك مقومات نجاح أفلام الحركة المُعاصرة كافة: قصة حياةٍ رائعة، ومُقدِّمة مُثيرة للاهتمام، وإمكانات غير محدودة لرسم مسار القصة.
مسلسل Frisky Dingo (من عام 2006 وحتى عام 2007)
يمثل مسلسل Frisky Dingo محاكاةً ساخرة للأبطال الخارقين، إذ تدور أحداث المسلسل حول شخصيةٍ شريرة تُدعى كيل فيس (Killface)، وهو عبارةٌ عن وحشٍ عظميٍّ عملاق، وعدوه اللدود -أو صديقه أحياناً- أوسوم إكس (AwesomeX) الذي يُحاكي شخصية باتمان.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّ الأبطال الخارقين أصبحوا أكثر قبولاً الآن من وقت عرض المسلسل، وهو ما سيمنحهم مُحتوى أغنى للعمل عليه.
مسلسل Nip/Tuck (من عام 2003 وحتى عام 2010)
يجمع Nip/Tuck، مسلسل الدراما الطبية المُمتزجة بالجريمة، بين اثنتين من أكثر صياغات المسلسلات شعبيةً في مسلسلٍ فريدٍ من نوعه.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّ فكرته فريدةٌ من نوعها، وتحوي عديداً من المسارات المُثيرة للاهتمام والتي يمكن أن تسلكها الحبكة. والشخصيتان الرئيسيتان ليست أصليتين في تصميمهما، لكنهما تمتلكان الكيمياء الكافية فيما بينهما. وفي حالة كتابتهما بالطريقة الصحيحة؛ فهناك احتماليةٌ بأن يُمثِّلا أطروحاتٍ مُثيرة للاهتمام.
مسلسل Fantasy Island (من عام 1977 وحتى عام 1984)
يُعتبر Fantasy Island أحد أشهر المسلسلات في عصره، وهو مسلسلٌ مفاهيمي إلى حدٍ كبير، مما يجعله مثالياً ليصير فيلماً.
وطوال مواسم عرض المسلسل السبعة، لا يوجد كثير من الاستمرارية أو الحبكة الشمولية بين الحلقة والأخرى، فكل أسبوعٍ يحمل قصةً جديدة.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّ كل حلقةٍ تحمل قصتها المنفصلة الخاصة في أساسها، لذا فإنَّ الفيلم سيكون مجرد نسخةٍ مُطوَّلة أكثر تعقيداً من تلك القصص، مع جزءٍ تمهيديٍّ مُوجز في البداية مثلاً.
مسلسل Gargoyles (من عام 1994 وحتى عام 1997)
كانت التسعينيات الحقبة الذهبية لمسلسلات كرتون الأطفال، إذ كان صانعو الرسوم المتحركة يهتمون بالأطفال قدر اهتمامهم بالبالغين.
وكانت أحداث هذا المسلسل تدور حول مجموعةٍ من حيوانات الغرغول، وهي وحوشٌ أسطورية من أسكتلندا القديمة، اتَّخذت سماء مدينة نيويورك وطناً لها.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّ هناك عديداً من جوانب المسلسل التي ستجعله أكثر قبولاً الآن من وقت عرضه، غفي المرة الأولى، ومنها أنَّ سوق أفلام المخلوقات بميزانيات ضخمة صار أكبر من أيّ وقتٍ مضى، لدرجة أنَّه قد يحظى باحتفاءٍ نقدي.
مسلسل Mr. Robot (من عام 2015 وحتى عام 2019)
أبدع رامي مالك في دور بطولته الأول بشخصية إليوت أندرسون، مُهندس الحاسوب الموهوب الذي يُعاني سلسلةً من المشكلات الشخصية ومنها: تعاطي المخدرات والقلق والأوهام.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّ فرضيته وثيقة الصلة بعصرنا اليوم، إلى جانب أنّ الاختراق لم يكُن موضوعاً رائجاً في الأفلام منذ العقد الأول في القرن الـ21؛ لذا سيكون موضوع الفيلم جديداً.
مسلسل Samurai Jack (من عام 2001 وحتى عام 2004، ثم عام 2017)
تُعتبر رائعة جندي تارتاكوفسكي هذه واحدةً من أكثر مسلسلات الكرتون إبداعاً وإبهاراً بصرياً على الإطلاق.
إذ تتتبَّع الحبكة مسار مقاتل الساموراي الذي يُصارع أكو، الشيطان القوي، ويُرسَل عبر الزمن إلى مُستقبلٍ مُتقدِّم تكنولوجياً يحكمه ذلك الشيطان. لذا يتعيَّن عليه أن يعود إلى عصره ويهزم أكو.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّ القصة تفتقر إلى طبيعة النهاية المفتوحة التي تميَّزت بها كثير من المسلسلات في هذه القائمة، لكن حبكته القوية تُعوِّض ذلك. والمسلسل نفسه ليس طويلاً للغاية، إذ تستغرق المعارك الكبيرة أكثر من حلقة، لذا فمن الممكن اختصارها لتظهر في فيلمٍ طويل دون التضحية بجزءٍ كبيرٍ من القصة.
مسلسل The Prisoner (عام 1967)
يُعتبر مسلسل The Prisoner اليوم مسلسلاً قصيراً، لأنَّه يتألَّف من موسمٍ واحد، لكنَّني أعتبره مسلسلاً تلفزيونياً مُتكاملاً، بسبب حلقاته الـ17 الطويلة التي تحتوي كلٌ منها على قوس حبكةٍ ذاتية.
ويجري شرح فرضية المسلسل في التتر الافتتاحي: جاسوسٌ يستقيل من وكالةٍ استخباراتية، ويُلقى القبض عليه، ليستيقظ على جزيرةٍ غامضة.
ويمكن أن يصير هذا المسلسل فيلماً ناجحاً، لأنَّه قد لا تبدو أن هناك مساحة كبيرة للتلاعب بالحبكة في مسلسلٍ قصيرٍ من هذا النوع، لكن فرضية القصة في الواقع هي الدليل الإرشادي الوحيد.
فكل حلقةٍ في حد ذاتها مجرّد حيلةٍ أخرى لاستخلاص السر، وهنا يستطيع الكاتب الجديد أن يكتب نسخته منها. كما تسمح طبيعة النهاية الغامضة في المسلسل برسم نهاية الفيلم وفقاً لهوى صانعه.