على خلفية التصعيدات الأخيرة.. كيف صوَّرت السينما الأمريكية نهاية المواجهة بين الغرب وإيران؟

من خلال بعض الأفلام التي تعرض المواجهة بين أمريكا الغرب، وبين الفرس وإيران، سواء كانت مواجهة حربية أو سياسية أو اجتماعية. نستعرض هنا عدداً من تلك الأفلام ورؤيتها لانتهاء المواجهة بين الطرفين

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/15 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/15 الساعة 12:59 بتوقيت غرينتش
كيف صوَّرت السينما الأمريكية نهاية المواجهة بين الغرب وإيران؟

في ظل التصعيد الشديد وتبادل التهديدات بين أمريكا وإيران، والحديث عن قرب اندلاع مواجهة عسكرية في المنطقة، يتساءل الكثيرون وتتزايد وجهات النظر عما سيؤول إليه الوضع في النهاية.

كل طرف ينظر للأمر من وجهة نظر مغايرة، وفي إثرها يرى النهاية، وقد سبق وقدمت السينما الأمريكية وجهة نظرها من خلال بعض الأفلام التي تعرض المواجهة أو النزاع بين أمريكا أو الحضارة الغربية، وبين الفرس وإيران، سواء كانت مواجهة حربية أو سياسية أو اجتماعية.

ونستعرض هنا عدداً من تلك الأفلام ورؤيتها لانتهاء المواجهة بين الطرفين

– فيلم Argo وأزمة الرهائن

الفيلم من إنتاج عام 2012، فاز بثلاث جوائز أوسكار، ورُشح للفوز بأربع جوائز أوسكار أخرى، كما فاز بجائزتي غولدن غلوب، ورُشح للفوز بثلاث أخرى.

الفيلم لا يجسد مواجهة عسكرية بين الطرفين الأمريكي والإيراني، ولكنه يقدم قصة حقيقية عن أزمة الرهائن التي اشتعلت بين الطرفين في عام 1997 أثناء الثورة الإيرانية، وكيف تمكنت أمريكا من إنقاذ ستة أمريكيين لجأوا إلى السفارة الكندية في طهران.

أدى الممثل بن أفليك مخرج الفيلم دور عميل المخابرات الأمريكية السابق توني منديز، وكان الفيلم تجسيداً للخطة التي نفذها منديز لتحرير الرهائن.

قرر منديز إنتاج فيلم خيال علمي مزيف بعنوان آرغو، وقرر الذهاب إلى طهران لتدريب الرهائن الست على انتحال صفة طاقم سينمائي يبحثون عن مواقع تصوير للفيلم، وهنا يتمكن منديز من تهريبهم بالهويات غير الحقيقية خارج طهران.

– فيلم 300 بجزئيه.. الغلبة للفرس

فيلم حربي ملحمي من إنتاج عام 2006 للمخرج زاك سنايدر، وفاز الفيلم بسبع عشرة جائزة، ورُشح للفوز بخمس وأربعين جائزة أخرى.

يستند الفيلم إلى الرواية الرسومية الملحمية التي أعدها فرانك ميلر، وتدور الأحداث في عام 480 قبل الميلاد، خلال الحروب الفارسية اليونانية بين الإمبراطورية الأخمينية والدويلات اليونانية الإغريقية.

يقود الملك الإسبرطي ليونيداس جيشه المكون من 300 أسبرطي في معركة ترموبيل ضد جيش الفرس الغازي، الذي تضم صفوفه قرابة 120 ألف جندي بقيادة زيركسيس.

توحدت في المعركة جيوش الولايات الإغريقية اليونانية معاً ضد جيش الفرس، ولكن تمكن جيش الفرس من إنهاء المعركة لصالحهم، بعدما قتلوا جميع جنود جيش إسبرطة إلا واحداً، كما مات الملك ليونيداس في المعركة أيضاً.

ربما كانت نهاية المعركة تغيرت لو لم يقدم الراعي إفياليت الإغريقي على خيانة شعبه ووطنه لصالح الفرس بكشفه عن وجود طريق جبلي آخر، وهو ما استغله الفرس بتشكيل جبهة ثانية ضد ليونيداس.

أما الجزء الثاني من الفيلم الذي يحمل اسم 300: Rise of an Empire فهو من إخراج نوام مورو، بينما شارك في كتابته زاك سنايدر، مخرج الجزء الأول. وقد فاز الفيلم بجائزتين، ورشح للفوز بسبعة أخرى.

وتبدأ أحداث هذا الجزء قبل بداية أحداث الجزء الأول من الفيلم، ثم تتزامن مع أحداث الجزء الأول، وتتجاوزه لتستمر إلى ما بعده.

المعركة في هذا الجزء بحرية، ويقود جيش الفرس زيركسيس، بينما يقود الجيش اليوناني في أثينا القائد ثيميستوكليس، الذي يُنسب إليه قتل الملك داريوس في بلاد فارس أثناء أول محاولة لغزو اليونان.

يسمح هذا لزيريكسيس بالصعود إلى العرش، ويلقب بالملك الإله بمساعدة قائدة البحرية أرتميسيا. وقبل انخراطه في المعركة، أرسل ثيميستوكليس طلباً للدعم من الملكة جورجو من إسبرطة، ولكن قوبل طلبه بالرفض، وهو ما جعله يخسر في معركتين، بسبب القوة الغاشمة للفرس، ووجد أن النصر لم يعد خياراً متاحاً.

– فيلم Not Without My Daughter مواجهة اجتماعية

فيلم دراما أمريكي من إنتاج عام 1991، من إخراج براين غلبيرت. فاز الفيلم بجائزتين، ورشح للفوز بثالثة.

تدور أحداث الفيلم في الثمانينيات، بعد أحداث الثورة الإيرانية، وفيه تسافر ربة منزل تدعى بيتي من ولاية ميشيغان مع زوجها الطبيب الإيراني وابنتها الصغيرة إلى العاصمة الإيرانية طهران في رحلة لمدة أسبوعين، بعدما عانى زوجها من التهكم العنصري في مقر عمله.

تكتشف بيتي فيما بعد أن رحلتها تستمر إلى أجل غير مسمى، وتعاني من العادات الإيرانية، كما تتعرض للعنف الأسري من زوجها وأقاربه.

تلجأ بيتي فيما بعد للسفارة السويسرية، ولكن تعلم حينئذ أنها بصفتها زوجة مواطن إيراني أصبحت هي أيضاً إيرانية، ولا تتمتع بحقوق والدية على ابنتها، فتقرر التحمل وتستمر في هذا الوضع عدة سنوات. تتمكن بيتي في النهاية من الهروب بابنتها بمساعدة بعض الأصدقاء.

– فيلم House of Sand and Fog لا أحد يفوز

فيلم دراما أمريكي من إنتاج عام 2003، من إخراج فاديم بيرلمان، مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب أندري دوبوس الثالث. رشح الفيلم للفوز بثلاث جوائز أوسكار، وفاز بـ13 جائزة أخرى.

تدور قصة الفيلم حول معركة فردية بين امرأة شابة، وعائلة إيرانية مهاجرة حول ملكية منزل في شمال كاليفورنيا.

قد يبدو أن أحداث الفيلم تدور حول مشكلة فردية حول ملكية منزل، ولكن البعض يراها مشكلة هوية وارتباط بالماضي.

لا تمتلك كاثي نيكولو من الحياة سوى منزلها الذي تركه لها والدها عند وفاته، وقد تركها زوجها بعدما أصبحت مدمنة. تحملت كاثي مسؤولية ضرائب غير مدفوعة لا ذنب لها فيها، فتطردها الولاية من منزلها وتعرضه في مزاد علني. تحدث الأمور بسرعة، فلا تتمكن كاثي من توظيف محام، وتتم عملية البيع.

يشتري المنزل المهاجر الإيراني مسعود بهراني الذي كان عقيداً بارزاً في سلاح الجو قبل الثورة الإيرانية. كان سعر المنزل أقل من القيمة السوقية له، فأراد بهراني أن يجري عليه بعض التحسينات ويعيد بيعه مرة أخرى بقيمته السوقية، ليتمكن حينئذ من شراء منزل آخر وتوفير ما يكفي لتمويل تعليم ابنه الجامعي.

رغم عدم خطأ بهراني في شيء، فقد اشترى المنزل بطريقة قانونية، إلا أن كاثي تراه لصاً، ويتعاطف معها شرطي يدعى بيرتون ويساعدها في تهديد بهراني وأسرته، فتتعمّق التوترات.

تبين نهاية الفيلم عدم فوز أي من الطرفين على الآخر، في حين لم تعد ملكية المنزل إلى كاثي مرة أخرى.

– فيلم Alexander وسقوط الدولة الأخمينية

فيلم حركة تاريخي من إنتاج عام 2004، للمخرج أوليفر ستون. حاز الفيلم 6 جوائز، ورشح للفوز بـ19 جائزة أخرى.

تدور أحداث الفيلم حول القصة الحقيقية للإسكندر الأكبر؛ أحد أكثر قادة التاريخ تألقاً ونفوذاً، فقد غزا حوالي 90% من العالم بحلول السابعة والعشرين من عمره.

قاد ألكساندر جيوشه اليونانية والمقدونية التي لا تقهر تقريباً، وبحلول وفاته في سن الثانية والثلاثين كان قد أنشأ إمبراطورية لم يسبق له مثيل.قدم الفيلم نظرةً على حملة الإسكندر الغربية في جميع أنحاء آسيا، بما في ذلك معركة غوغميلا التي وقعت في عام 331 قبل الميلاد، والتي انتهت بفوز الإسكندر الأكبر على الدولة الأخمينية بقيادة داريوش الثالث.

تحميل المزيد