إذا لم تكن قد شاهدت بعدُ الحلقةَ الخامسة من الموسم الثامن من مسلسل Game of thrones، فإننا ننصحك بعدم مواصلة القراءة؛ لأن الآتي يتضمَّن حرقاً للأحداث.
أما إن كنت قد شاهدتها فتعالَ لنتشارك الخيبات معاً.
في الواقع ليست فقط الحلقة الخامسة، بل الموسم الثامن بأكمله كان مخيباً للآمال على أكثر من صعيد نذكر منها:
شخصية جون سنو ثانوية
لم يكن أحد منا يتوقع أن تكون شخصية جون سنو في الموسم الأخير مهمَّشة إلى هذا الحدِّ.
والأهم من هذا وذاك بَدَا في الموسم الماضي أنَّ الدور الذي يلعبه جون سنو سيكون بالغَ الأهمية، بعد أن اكتشفنا جميعاً أنه ابن ليانا ستارك وريغار تارغاريان، الوريث الشرعي للعرش الحديدي.
يشرف الموسم الثامن على الانتهاء، إذ لم يتبق لدينا سوى حلقة واحدة، وماذا فعل جون سنو حتى الآن؟
لم يظهر سوى كشخصية تابعة لدينيرس لا ينفك يقول بمنتهى السخف "أنت ملكتي"و لا أريد العرش"
أين تيريون الذكي؟
مما لا شك فيه أن شخصية تيريون لانستر هي من أكثر الشخصيات المحبوبة في المسلسل، فهو الشخصية الأكثر ذكاءً ودهاءً في العمل، بخلاف ذلك فهو خفيف الظل، ساخر، ومتحيز للخير، على عكس بقية أفراد أسرته.
لكن الجزء الثامن نَسَفَ تماماً كلَّ ما يميز تيريون.
السيناريو والحوار الذي قدَّمه في هذا الموسم ضعيف جداً -مثل الحوارات التي قدَّمها بقيةُ طاقم العمل مع الأسف- لم نسمع أياً من الاقتباسات الذكية التي اعتاد تيريون على قولها، كما لم نستمع إلى أيٍّ من النكات الطريفة التي اعتاد أن يُلقيها.
وماذا فعل تيريون في معركة وينترفيل؟
لم يكن للقائد الذكي والمقدام الذي دافع عن الـ "ريد كيب" في معركة البلاك ووتر، أيُّ دورٍ في معركة وينترفيل، فقد اكتفى بالجلوس بالقبو مع النساء والأطفال المذعورين.
كما خيَّب ظنوننا جميعاً عندما وشى بفاريس، الذي لَقِي حتفه في سبيل منع المجزرة التي حصلت بالفعل.
ابنة الملك المجنون لا تختلف عن أبيها
منذ سنوات ومعجبو Game of thrones يضعون التكهنات ويألفون النظريات حول النهايات المتوقعة لهذا المسلسل.
في الواقع أن تقوم دينيرس بحرق العاصمة بوساطة تنانينها كان أمراً متوقعاً بالنسبة لبعض المشاهدين -بالرغم من أنه غير مستحب- خصوصاً أن دينيرس سبق وهددت بحرق كل شيء عندما كانت على أبواب كارث.
لكن ما لم يكن متوقعاً هو أن يتم الأمر ضمن هذا السياق وبهذه الحبكة الضعيفة، إذ حدث كل شيء على عجل، وبدا غير مبرّر ولا مقنع، فجأة تحوَّلت الملكة التي استغنت عن حلم استعادة عرشها لمقاتلة جيش الموتى إلى جانب جون سنو، إلى ملكةٍ مجنونة فقدت عقلها تماماً.
كانت دينيرس قد رَبِحت الحرب بالفعل، وعلى بعد خطوات من العرش، لكنها اختارت لسبب لم يكن واضحاً أن تحرق الحجر والبشر لتصبح ملكة الركام.
لم تكن مِيتة بحجم شخصية مثل سيرسي
بالرغم من أن هناك ما يُشبه الإجماع على كُره سيرسي، الملكة التي تسببت في الكثير من المآسي على مدار المواسم السبعة، فإنه لا يمكن تجاهل الميتة التي حظيت بها، والتي لا تشبه أبداً نمط Game of thrones الذي اعتدنا عليه.
في النهاية فقد نجت سيرسي من الكثير من الأهوال، لقد بقيت شامخةً بالرغم من توديعها لأبنائها الثلاثة، وما زادها ذلك إلا إصراراً وتمسكاً بالعرش.
تم إنقاذها مع تومين في اللحظات الأخيرة من معركة بلاك ووتر، وقد شارفت على قتله وقتل نفسها، عندما بدا أن النصر سيكون حليفاً لقوات ستانيس.
كما أنها نجت من تنظيم "العصافير" الذي أحكم قبضته على المملكة، حتى كدنا نظن أن سيرسي هالكة لا محالة، وأنَّ مَن ستجلس على العرش الحديدي هي مارجري بكل تأكيد.
بعد كل هذا تستحق هذه الملكة العنيدة ميتة مشرفة، أكثر من مجرد دفنها مع حبيبها جيمي تحت الركام.
بقيت حلقة واحدة.. فماذا نتوقَّع؟
بعد كل هذه المفاجآت لم يتبق الكثير لنا كمشاهدين لنتوقعه، أو أن الأمر سيان، فكل شيء بات مكشوفاً الآن.
من الممكن أن يغير جون سنو موقفه في اللحظات الأخيرة، وتقرر كاليسي إعدامه على خيانته بنفس الطريقة التي أعدمت بها فاريس، ثم تكتشف أنه لا يحترق مثلاً.
وربما ستكون آريا هي المنقذة، فتقتل دينيريس بعد المجزرة التي ارتكبتها كما قتلت الـ "نايت كينغ"، ويبقى العرش لآل ستارك في النهاية.
وبالرغم من أن المسلسل عوَّدنا على المفاجآت غير النمطية وغير المتوقعة، وعلى الألغاز التي انشغلنا 7 سنوات مضت بحلّها، فإنه لم يحافظ في هذا الجزء على أي من ثوابته، عدا كمية الدم والعنف التي عوَّدنا عليها في الأجزاء السابقة.
وقد بلغت خيبة الأمل بمتابعي المسلسل أنهم وقعوا عريضة تحتوي على 400000 اسم من المعجبين الساخطين الذين طالبوا منتجي المسلسل بإعادة كتابة الجزء الثامن بشكل يليق بمستوى Game of thrones الذي اعتدناه.
مع ذلك، وبعد متابعتنا بشغف لـ72 حلقة من هذا العمل، مازلنا ننتظر الحلقة الأخيرة بفارغ الصبر.