واجه مهرجان كان السينمائي انتقادات بسبب مُعاملته للأمّهات والأطفال؛ لا سيّما بعدما زعمت مُخرجةٌ أنها مُنِعت من دخول موقع المهرجان هي وطفلها.
الدخول بشرط إبعاد عجلة رضيعها ودفع للتصريح الذي يتأخر 48 ساعة!
المُخرجة البريطانية غريتا بيلاماسينا، التي يُعرض فيلمها Hurt By Paradise، ضمن قسم أفلام السوق في المهرجان، قالت إن المهرجان أبدى موقفاً "مشيناً"، بعدما حاولت دخول المهرجان برفقة طفلها البالغ من العمر 4 أشهر.
وقالت في بيان نقلته صحيفة The Guardian البريطانية: "أنا غاضبة من سخف هذا الموقف الرجعي"، وأضافت: "كما لو أن صانعات الأفلام من النساء في حاجة للمزيد من العقبات في عملنا".
وبحسب غريتا بيلاماسينا، رفض المهرجان في بادئ الأمر دخول طفلها إلى الموقع حين وصلت بصحبته إلى هناك أمس الأربعاء 15 مايو/أيار 2019.
وبعد جدال مُحتدم، سُمِح لها بالدخول بصحبة طفلها إلى منطقة تسجيل الوصول، على الرغم من أنه قد قيل لها إنه يجب إرسال عربة الطفل التي تجرّها إلى مدخل مُختلف، وقالت غريتا إنه قيل لها لاحقاً إنه يتعين الحصول على تصريح دخول لطفلها بقيمة 300 يورو (ما يعادل 336 دولاراً أمريكياً)، وبعدما عرضت دفع الرسوم، قيل لها إن طلبها يحتاج 48 ساعة لإتمامه، وطُلِب منها مُغادرة الموقع.
المفارقة أن فيلمها عن أم عزباء تصارع من أجل عملها وطفلها
قالت المُخرجة: "المفارقة هي أن فيلمي يدور حول أم عزباء تحاول موازنة حياتها ككاتبة، وتُعامل باستعلاء في بعض المشاهد بالفيلم، ولكنها لم تُعامَل قطّ بنفس درجة الوقاحة التي عُومِلت بها أنا كأم في المهرجان السينمائي اليوم".
المهرجان يبرر: حدث بالخطأ
وفي بيان صدر يوم الخميس 16 مايو/أيّار 2019، قال مهرجان كان السينمائي إن قرار رفض دخول غريتا بيلاماسينا إلى المكان قد حدث عن طريق الخطأ، وإن المهرجان يعمل على تصحيح الأمر.
وقال متحدّث باسم المهرجان إن "مهرجان كان، ومارشيه دو فيلم قد أعدّا من أجل الحدث الـ72 من المهرحان سياسة ترحيب أكثر فاعلية بالأمّهات اللاتي يأتين إلى كان مع أطفالهن الصغار، وللأسف، لم تكن غريتا على علم بتلك الأحكام الجديدة، وبعد التواصل السيئ مع ضابط الأمن ومسؤول تسجيل الحضور، مُنِعت من الدخول الذي كان ينبغي أن يمنح لها".
وأضاف المتحدّث أن "المهرجان يستنكر الحادث ويعمل منذ ذلك الحين على تصحيحه، وأن غريتا ستحصل على شارات المشاركين وحق الدخول مما سيتيح لها الاستفادة من مُختلف المبادرات التي أُجريت هذا العام، وكذلك العمل في أفضل ظروف ممكنة".
المهرجان يحاول دعم الآباء والأمهات
تأتي الواقعة في أعقاب طرح مُبادرة جديدة، أعلن عنها مهرجان كان السينمائي، ونظيره التجاري المنعقد في أبريل/نيسان 2019، مارشيه دو فيلم، تهدف إلى تسهيل حضور الأطفال الصغار للمهرجان، وبالتعاون مع مجموعة Parenting at Film Festivals -وهي شبكة دعم ومجموعة ضغط تهدف إلى مساعدة الآباء والأمّهات في مجال صناعة الأفلام والذين تتطلّب مهامّهم الكثير من السفر.
وتقدّم مبادرة Le Ballon Rouge حق الدخول المجّاني للمربّيات والأطفال، وتتيح غُرفة للرضاعة الطبيعية وتغيير الحفّاضات، فضلاً عن تسهيل دخول الأطفال وعربات الأطفال، وتوفر منطقة مخصصة لهم.