تتقاسم 4 قنوات فضائية مسلسلات سعودية تم إعدادها خصيصاً لشهر رمضان 2019 إثر تراجع حاد في عدد الإنتاج وتصعيد في جرأة المواضيع المطروحة التي تتضمن جريمة في تركيا وقيادة المرأة السعودية.
وبعد أن اعتكف المنتجون والمخرجون وأبطال الأعمال للتحضير لموسم الدراما الرمضانية، جاء دور الفضائيات والقنوات السعودية لتشهد منافسة شديدة في عرض مسلسلات سعودية على شاشاتها.
الجديد هذا العام هو دخول الدراما السعودية حالة تركيز كبيرة تختلف عما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث تتنافس 4 قنوات فضائية على إنتاج 8 مسلسلات سعودية رئيسية تتمثل في قناة "MBC" و"روتانا خليجية" و"القناة السعودية" و قناة "SBC".
وجرت العادة أن يصل عدد الأعمال أحياناً إلى 20 عملاً درامياً تتوزع على قنوات متنوعة كان ينتجها السعوديون لعرضها في موسم رمضان كل عام، إلا أنّ هذا العدد تراجع بشكل كبير ليصل إلى 8 أعمال للموسم الحالي، خاصة بعد أن وصفت كثير من الأعمال السابقة بالهشاشة والركاكة في الأسلوب والعرض.
العاصوف.. حقبة جديدة من المجتمع السعودي
ويأتي على رأس هذه الأعمال المسلسل التراجيدي "العاصوف"، بعد أن تَمَّ عرضُ الجزء الأول منه في رمضان الماضي على قناة "MBC"، من بطولة ناصر القصبي وريم عبدالله وعبدالعزيز السكيرين وعبدالإله السناني وحبيب الحبيب وريماس منصور وليلى السلمان وغيرهم.
يترأس هذا العمل الإنتاجات الدرامية السعودية في شهر رمضان، وذلك لارتباط شخصية القصبي بالمسلسل، بعدما حقق نسبة مشاهدة كبيرة على مستوى الوطن العربي.
ويتمحور العمل حول قصة المجتمع السعودي في حقبة السبعينيات.
ويواصل الجزء الثاني منه معالجة حقبة جديدة، وسيلعب دور البطولة بالإضافة إلى نجومه السابقين أسماءٌ جديدة تظهر لأول مرة، بعدما غادر بعض ممثلي الجزء الأول.
بدون فلتر.. مواهب سعودية شابة
مسلسل "بدون فلتر" في جزئه الثاني هو الآخر أحد أهم الأعمال الدرامية السعودية.
ويعدّ نجمه البارز الممثل عبدالله السدحان إحدى أهم شخصياته التي ستظهر عبر قناة "SBC".
فبعد أن قدَّم السدحان مسلسله في العام الماضي في مجموعة حلقات منفصلة تدور في قالب اجتماعي، وَقَّعَ عقداً آخر قبل عدة أيام مع "هيئة الإذاعة والتلفزيون" بالسعودية.
ويعتمد السدحان على المواهب السعودية الشابة من كُتَّابٍ ومخرجين، عقب النجاح الكبير لمبدعين نجحوا في وضع بصماتهم في الإخراج والتأليف في العام الماضي.
شباب البومب.. كوميديا شبابية
وعلى قناة "روتانا خليجية"، يجدِّد الممثل فيصل العيسى، بطل مسلسل "شباب البومب" الكوميدي، ظهوره وحضوره الجماهيري في جزء ثامن، على شكل حلقات متصلة ومنفصلة.
وكان قَدَّمَ العام الماضي الجزءَ السابع حول قضايا الشباب والمجتمع في إطار كوميدي.
سوق الدماء.. ملفات جريئة من إخراج الليث حجو
ويخوض مسلسل "سوق الدماء"، من إخراج الليث حجو وتأليف علاء حمزة، مرحلةً جديدة من الأعمال الدرامية التراجيدية، مع طاقم عمل متجدِّد يتنوع بين الوجوه الشابة وعناصر الخبرة.
إذ يخوض بطولته تركي اليوسف وإلهام علي وأغادير السعيد، ويشارك به شيماء الفضل وهند محمد وماجد مطرب ونيرمين محسن وغيرهم.
ويعدّ العمل الجديد الذي هو من إنتاج مؤسسة "الصدف" للإنتاج الفني، والذي من المُنْتَظَرِ أن يُعرض على قناة "MBC"، بعد أن تمَّ الانتهاء من تصويرِه قبل أكثر من 3 شهور في العاصمة الرياض وتبوك وأبها.
يشارك بقوة في حلبة السباق الماراثوني الرمضاني لعام 2019، كونه يعرض لأول مرة ليزاحم في ذلك مسلسلات قديمة لها وزنها وحضورها الجماهيري.
وتعتبر الإعلامية والممثلة شيماء الفضل، إحدى الشخصيات الحاضرة والمهمة في المسلسل، حيث ستجسد شخصية "سارة"، التي تجد نفسها وسط كمٍّ من المواجهات مع جملة الشخصيات التي تحيط بها.
يسلط العمل الضوء على جُملة من الأمور الحسَّاسة؛ لم يسبق للدراما السعودية أن قدمتها من قبل بهذه الجرأة.
تدور أحداث المسلسل حول مجموعة من الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في مواقف لا يحسدون عليها، وخاصة الأشخاص الذين قد يفقدون أحد أبنائهم ويضطرون للتنازل عن المطالبة بحقهم أمام الضغط من قِبل لجنة إصلاح ذات البين والمشايخ، أو أمام الابتزاز.
يلا نسوق.. قيادة المرأة حاضرة في رمضان
مسلسل "يلا نسوق" من بطولة مروة محمد ونرمين محسن ومحمد القس وإخراج أحمد شفيق والمنتج صادق صباح.
تدور أحداثه بعد صدور قرار قيادة المرأة في السعودية، بما فيها افتتاح معهد لتعليم المرأة القيادة.
يتناول العمل القرار بإطار كوميدي، وستكون مروة محمد نجمة العمل، بالإضافة إلى مجموعة من الوجوه الشابة.
العمل من إنتاج شركة "الإخوة المتحدين" والتي يملكها صادق الصباح، إذ تحمّست الشركة بعد نجاحها في تجربتها المسرحية هناك من خلال مسرح السعودية لأشرف عبدالباقي والتي حققت نجاحاً هائلاً حتى الآن.
اختراق.. استخبارات سعودية في تركيا
بدوره، يشكل مسلسل "اختراق"، من إنتاج "الإعلامية الأولى" التي يملكها الممثل والمنتج الشاب طلال السدر كرحاً ثوياً هذا العام.
المسلسل من صميم أفكار طلال السدر، بسيناريو وحوار محمد قاسم، وإخراج محمد لطفي.
من المتوقع عرضُه عبر شاشة "التلفزيون السعودي"، بمشاركة نجوم دراما سعوديين، بالإضافة إلى نجوم من مصر وسوريا ولبنان والإمارات.
وتدور قصة المسلسل حول 5 أطباء، 3 منهم من السعودية والرابع إماراتي والخامس مصري.
درسوا الطب معاً ولكلٍّ منهم تخصص مختلف، وقد فَرَّقَتْهم الحياة العملية.
بعد سنوات من التخرج يُدْعَوْنَ لحضور مؤتمر طبي في تركيا، فيجدونها فرصةً لتجديد صداقتهم والاستمتاع بأجواء تركيا.
ولكن أثناء المؤتمر الطبي يحدث تفجيرٌ بفعل فاعل، ويتمُّ توجيه الاتهام إلى اثنين من الأطباء السعوديين.
وخوفاً من أن يُسجنا ويُعذَّبَا في السجن يهربان، رغم أنهما بريئان.
بعض الأدلة تشير إلى تَوَرُّطِ أحدهما، خاصة أن المفجِّرين الحقيقيين أحكموا تورُّطَهُما في التفجير.
تستمر الأحداث بمطاردتهما من قِبَلِ الاستخبارات السعودية والاستخبارات التركية لتَقَصِّي الحقيقة.
ويشارك في المسلسل شخصيات سعودية حديثة مثل: عبدالمحسن النمر وطلال السدر ومحمد العامري ومحمد إمام وأحمد السعدني وباسم ياخور وصبا مبارك ونجوم آخرون.
الجدير بالذكر أنّ المسلسل كان من المفترض عرضُه في موسم رمضان الماضي، ولكن تمَّ تأجيل عرضه، لأسباب متعلقة بالتمويل المالي، بالإضافة إلى عدم توفر الإمكانيات الفنية والتقنية وتوفر طاقم الممثلين والمنتجين والمخرجين بالشكل الكافي.
"على جنب".. كوميديا خفيفة
مسلسل "على جنب" سيشكل هو الآخر أحد الأعمال الفنية البارزة في الموسم الرمضاني الحالي.
من إخراج عمر الديني وتأليف الكاتب علاء حمزة، ويجمع نجوماً سعوديين بارزين مثل: فايز المالكي وحسن عسيري وراشد الشمراني.
المسلسل يشابه "شير شات"، الذي تمَّ عرضه العام الماضي في قالب كوميدي واجتماعي، على قناة "SBC".
عزوف التلفزيون الرسمي عن إنتاج مسلسلات سعودية
ويكمن السبب الحقيقي وراء تراجع عدد المسلسلات السعودية وخاصة في شهر رمضان، إلى عزوف هيئة الإذاعة والتلفزيون بالسعودية عن إنتاج المسلسلات الرمضانية.
وهو ما يؤكده الفنان السعودي البارز سمير الناصر، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست".
إذ أشار إلى أنّ التلفزيون السعودي له أسبابه الخاصة التي أدت به إلى التراجع والعزوف عن إنتاج الدراما الرمضانية، سواء من حيث الكم والنوع، إضافة إلى قلة الإمكانيات التقنية والفنية.
ويرى الناصر أنّ التلفزيون السعودي لم يتجاوز إنتاج ثلاثة أو أربعة أعمال فنية لعرضها في شهر رمضان خلال السنوات العشر الماضية.
إضافة إلى أنّ فضائيات وقنوات سعودية أخرى خاصة كقناة "MBC" وقناة "روتانا خليجية " هي من أصبحت تتولى قضية إنتاج الأعمال الدرامية، وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى عزوف هيئة التلفزيون السعودي عن الإنتاج.
وأكد الناصر على أهمية تقديم أعمال درامية ذات جودة وكفاءة عالية إذا ما تمّ تكثيف أعداد المسلسلات السعودية.
وأشار إلى أنّ العمل الدرامي إذا ما كان يستحق التقديم فيجب أن يقدم على الفضائيات والقنوات، وهذا ما تطبقه بالفعل قناتا "MBC" وقناة "روتانا"، عبر تقديم أعمال درامية متنوعة ومن دول مختلفة؛ طالما أن العمل ذو جودة وحرفية عالية.
كمية الأعمال الدرامية لم تعد تشكل أهمية
من جانبه أكد مدير البرامج بالقناة الثقافية السعودية محمد أحمد عسيري، في حديث خاص مع "عربي بوست"، بأنّ كمية الأعمال الدرامية لم تعد تشكل أهمية بالنسبة لأي فضائية أو قناة، بقدر طبيعة المحتوى المعروض على الشاشة.
وأوضح أن الأعمال تخضع بطبيعة الحال إلى عدة مراحل في القناة السعودية، كأن تعرض على لجان متخصصة تبحث طبيعة العمل، ومن ثم يتم عرضه في نهاية المطاف على إدارة القناة التي تملك القرار النهائي للبت في تبني العمل المقدم.
وأشار عسيري إلى أنّ القنوات الفضائية تتسابق في عرض أعمال كوميدية في شهر رمضان والتي تمثل بالنسبة لهم الفترة الذهبية لكسب مزيد من الجماهيرية والشهرة لأي قناة، خصوصاً عقب الإفطار وصلاة المغرب، الأمر الذي يجعل القنوات الفضائية تتسابق لكسب أعلى نسبة مشاهدة ممكنة.