ربما لم تأخذ شخصية سانسا ستارك ما تستحق من تقدير خلال المواسم السابقة، لكن لا يتوقع النقاد أن يستمر ذلك في الموسم الثامن من مسلسل Game Of Thrones.
إذ سيهل التنبؤ بدور سانسا في الجزء الثامن، خصوصاً إذا لاحظنا التطور التدريجي لهذه الشخصية من الشابة الغضة التي تحلم بمغادرة ونترفيل والتوجه إلى أرض الملوك، إلى القائدة الهادئة والحازمة التي استطاعت أن تنجو من أشياء مروعةٍ أكثر مما تتخيل.
بحسب موقع Vox الأمريكي ليس سياق القصة وحده مَن جعلنا نلاحظ تطور هذه الشخصية، بل أزياؤها أيضاً.
أزياء سانسا ستارك عكست تطور شخصيتها
بحسب ما صرَّحت ميشيل كلابتون، مصممة الأزياء التي صممت معظم أزياء المسلسل، فإن الرمزية في ملابس الشخصيات من الأمور التي تمت مراعاتها بكثير من الدقة.
وكانت أزياء سانسا ستارك أحد أكثر الأزياء التي حرصت ميشيل من خلالها على عكس تطور هذه الشخصية.
سانسا الفتاة الحالمة
كانت سانسا في الموسم الأول ساذجة بشكلٍ لا يصدق، مع تطلعها لأن تكون الملكة وأحلامها في الهروب من قلعة وينترفيل النائية الباردة الرطبة ومن الفراء القذر عديم الشكل الذي ظلت ترتديه.
يرسّخ المسلسل مبكراً وبطريقةٍ لائقةٍ فكرة أن سانسا تحب التطريز؛ ما يؤهلها لإرسال رسائل ضمنية عبر ملابسها لمختلف الأشخاص في مواسم عديدة.
ارتدت سانسا أثناء الموسم الأول في وينترفيل ملابس كثيرة زرقاء ورمادية اللون، التي تعبر عن نسبها من الجانبين.
فاللون الرمادي عمليُّ، أما الأزرق فهو يشير إلى عائلة والدتها، عائلة "تولي" التي تعيش عند ملتقى تقاطع نهرين.
أما التطريز المُزين لأثوابها فهو مُثقل بالزخارف المستوحاة من أغصان الغابات المتشابكة، وفي كثير من الأحيان يظهر شكل اليعسوب في إطلالتها.
افترض المشاهدون أن هذه إشارةٌ إلى حكايةٍ داخل المسلسل حول أمير قلعة اليعاسيب، حيث تدور قصة حبٍّ بين أحد أفراد التارغيريان، وواحدةٍ من عامة الشعب تدعى جيني.
ومثل كل قصص الحب داخل قارة ويستروس لا تنتهي تلك أيضاً بخيرٍ (يتخلى الأمير عن منصبه ليتزوج جيني ثم يموت)، حيث كانت سانسا الشابة رومانسيةً للغاية.
وبغضِّ النظر، يُعرَّف اليعسوب بأنه كائن هش وضعيف، ولديه طريقة فريدة يجوب بها العالم، لذلك كان رمزاً مناسباً للتعبير عن سانسا.
الانتقال إلى كينغز لاندينغ
بعد الانتقال إلى كينغز لاندينغ، وفي الوقت الذي اعتقدت فيه سانسا أنها على مقربةٍ من الزواج بجوفري، بدأت تعتمد تسريحات الشعر المتقنة لنساء البلاط، بما في ذلك تسريحة شعر سيرسي، والدة جوفري.
حيث إن طريقة تصفيف شعر سانسا وأزياءها تعكس باستمرارٍ الأشخاص الذين تتأثر بهم وتحاول أن تقلدهم.
بعد انتقال سانسا إلى القصر بدأت بتصميم الأقمشة الثقيلة المزينة بأحزمةٍ معدنية، حتى إنها بدأت بارتداء الأحمر رمز عائلة لانستر.
بعد مقتل والدها تحول لون ملابسها إلى البنفسجي، لون يجنب سانسا الأعين الفاحصة وفقاً لكلابتون.
البنفسجي لونٌ يرمز للتريث والتواني، لذلك ظلَّت سانسا ترتدي البنفسجي لفترةٍ طويلةٍ في محاولةٍ لتكون غير مرئيةٍ ولا تعبر عن نفسها إلا من خلال التطريز.
تغير ولاءات سانسا بعد مقتل نيد ستارك
بعد أن أدركت سانسا أن سيرسي ليست هي القدوة الرائعة، وفشلت في إيجاد مكانٍ لها في قلبها، أصبحت صديقةً لمارغيري، داهية منزل تايريل، التي تريد الزواج من جوفري لكي تحقق طموحاتها الملكية.
وتخوض مارغيري منافسة مع سيرسي على النفوذ داخل كينغز لاندينغ.
هدف هذه المنافسة الرئيسي هو التأثير على جوفري عاطفياً.
لذلك من الطبيعي أن تهتم سانسا بمارغيري، فأي شخصٍ يستطيع التغلب على سيرسي يُعتبر رهاناً جيداً لسانسا.
هنا بدأنا نلاحظ أن تسريحة شعر سانسا أصبحت مشابهة لتسريحة مارغري.
ثم يأتي حفل زفاف سانسا على تيريون لانيستر، وهي خطوة إذلالٍ لجميع المعنيين، ولكنها تهدف أيضاً إلى دمجٍ أبديٍّ لعائلتي ستارك ولانيستر.
صممت كلابتون ثوباً بحزام يطوق سانسا لإظهار "كيف كانت محبوسةً ومرتبكةً ولا تعرف حقاً إلى أين هي ذاهبةٌ أو ما الذي كان يحدث لها".
كان فستان زفاف سانسا يبرز بقوة شخصية عائلة لانيستر، إذ كان يحتوي على الكثير من الذهب وأسفل عنقها من الخلف تقبع رأس أسد، وهو رمز العائلة.
كما كان يحمل السمكة رمز عائلة تولي والذئاب رمز عائلة ستارك متشابكين مع وجود رمز عائلة لانيسر "رأس الأسد" في القمة ما يوحي بالسيطرة والهيمنة.
حتى مع هذا الفستان عديم الأكمام وفتحة الصدر، كم كانت تشبه مارغيري!
سانسا القاتمة ورامسي بولتون
بعد مقتل جوفري وهروب سانسا، أحضر ليتل فينغر إلى سانسا صبغة شعرٍ وعباءةً تشبه عباءته تماماً، وذلك من أجل إخفائها وتقديمها على أنها قريبته.
في هذه المرحلة من حياة سانسا نلاحظ تغيراً نوعياً ملحوظاً في ملابسها، حيث ظهرت بالفستان المعروف باسم فستان الغراب الأسود، الذي يحتوي على ريشٍ أسود على الصدر يمتد إلى نتوءاتٍ تشبه الجناح على كتفيها.
تكهن المشاهدون أن هذه مجرد طريقةٍ للتخلص من أسماء الطيور التي كُنيَت بها، إذ أطلقت سيرسي عليها اسم "الحمامة الصغيرة" وأطلق عليها ذا هاوند، الحارس الشخصي لجوفري، لقب "الطائر الصغير".
لكن قد يرجع الأمر لناحيةٍ عمليةٍ أكثر من ذلك، فسانسا تلجأ في صنع ملابسها إلى المواد الخام المتاحة حولها.
الأهم من ذلك، أنها ارتدت زينةً جديدةً أطلقت عليها كلابتون اسم "إبرة سانسا"، وهي سلسلةٌ تتصل بين دائرةٌ كبيرةً مقسومة، ثم تتدلى عند طرفها الآخر إبرة.
إنها في الواقع إشارةٌ إلى سيف أختها آريا، ولكنها أيضاً إشارةٌ إلى كفاءة سانسا في الخياطة.
تقول كلابتون: "لقد كانت تستخدم الإبرة دائماً لتوضيح ما يحدث"، موضحةً أن الإبرة هي صلةٌ بين علاقة سانسا بأختها وعلاقتها بالتطريز.
سرعان ما تلاشى هذا المظهر القوي مرةً أخرى، وتحولت من اللون الأسود إلى اللون الرمادي والبنفسجي، عندما رتب لها ليتل فينغر الزواج من رامزي بولتون السادي، الذي استولى على وينترفيل.
تعود سانسا إلى ألوانها الباهتة، ولكنها تميل إلى تراثها، فنرى دبابيس على شكل سمكةٍ على فساتينها، بل وتضعها في مكانٍ بارزٍ على ثوب زفافها، والذي يمكن القول إنه واحدٌ من أفضل ملابس كلابتون في السلسلة بأكملها.
وينترفيل والعودة
بعد ما لقياه من عذاب كافٍ مشترك على يدي رامزي بولتون، يتقدم أخيراً ثيون غريغوي المعروف باسم ريك ويساعد سانسا على الهرب.
وتتحد فيما بعد مع أخيها غير الشقيق، جون سنو، وتبدأ حياتها الجديدة باعتبارها زعيمة.
ثم يجتمع شملها مع آريا، وعندما يفترض الجميع أنهما في منافسةٍ، تخدعان ليتل فينغر ببراعةٍ وتضعان حداً لخططه إلى الأبد.
في معركة "اللقطاء"، حيث يحارب أخوها غير الشقيق المزعوم مرةً أخرى، زوجها الحالي، يظهر على صدر ملابسها بعض أشكال الذئاب في إشارة إلى معسكر ستارك.
يمنع ذلك أي شكٍّ في هوية الفريق الذي تنتمي إليه.
في نهاية الموسم السابع اتَّسمت ملابسها برزانةٍ تلائم الموقف في نهاية الموسم السابع.
حتى إنها ارتدت نسخةً مُجددةً من قلادة الإبرة الدائرية، وهي إشارةٌ إلى سانسا الجديدة التي تعبر في الوقت نفسه عن اعتزازها بهويتها، والتي كانت ترغب دائماً في مغادرة وينترفيل لتصبح ملكةً، والآن تعتز بإرثها الشمالي وتصبح قائدةً.