من منا لا يعرف "الدبور" أو "الكبير أوي" أو "حزلقوم".. كلها شخصيات ألفها وقدمها الممثل والمخرج أحمد مكي ببراعة وخفة ظل، ولكن ماذا تعلم عن أحمد مكي نفسه؟
أحمد مكي جزائري الأصل
ولد مكي في العام 1978 في مدينة وهران غرب الجزائر لأب جزائري وأم مصرية ثم انتقل إلى مصر مع والدته.
حصل لاحقاً على الجنسية المصرية وقضى معظم حياته في حي "الطالبية" بالقاهرة، وهو شقيق الفنانة إيناس مكي التي برزت في تسعينيات القرن الماضي كممثلة.
لم تكن بداياته موفقة
لم تكن بدايات أحمد مكي الفنية موفقة.
حيث بدأ حياته الفنية بعد تخرجه من معهد السينما قسم إخراج في العام 2001.
وأخرج عدداً من الأفلام القصيرة من بينها (ياباني أصلي) و(الحاسة السابعة) الذي كان من بطولة أحمد الفيشاوي ورانيا الكردي.
كما قام بعمل دور صغير في فيلم "ابن عز" مع علاء ولي الدين ثم في فيلم "تيتو" مع أحمد السقا.
إلا أن هذه البدايات المتواضعة لم تجعل لمكي نصيباً من الشهرة.
تغير مسار حياة مكي لاحقاً
ذاع صيت مكي عندما قدم دور "هيثم دبور" في "سيت كوم تامر وشوقية" ثم قدم هذه الشخصية مجدداً في فيلم "مرجان أحمد مرجان" مع الفنان عادل إمام وقدمها مرة أخيرة في "إتش دبور".
شخصية هيثم دبور كانت خطوة مكي الأولى نحو الشهرة.
هيثم دبور شخصية حقيقية!
ما لا يعرفه الكثيرون أن مكي انتحل في هذه الشخصية اسم أحد الكتاب في جريدة المصري اليوم سابقاً والوطن حالياً، حتى ارتبط اسم هيثم دبور عند الكثيرين بأحمد مكي وليس بالصحفي صاحب الاسم الحقيقي.
وبالرغم من الشهرة الواسعة التي حققها مكي بفضل "دبور" بباروكته الغريبة، إلا أنه أعلن عدم نيته تقديمَ هذه الشخصية مرة أخرى حتى لا يسقط في دور الشخصية الواحدة مثل بعض الفنانين.
نجاحه مع دنيا سمير غانم
بعد ذلك شكل مكي ثنائياً مميزاً مع دنيا سمير غانم حيث قدما فيلم "طير أنت" والمسلسل الذي حقق جماهيرية منقطعة النظير "الكبير أوي".
شارك مكي بكتابة هذه الأعمال، وخرج من شخصية دبور الناجحة ليقدم شخصيات لاقت شعبية أوسع مثل "الكبير" "جوني" و"حزلقوم".
الكبير أوي
هذا المسلسل كان المحطة الأكثر أهمية في حياة مكي الفنية، فقد نقله إلى الشهرة من أوسع أبوابها.
تدور أحداث المسلسل حول عمدة قرية "المزاريطة"، الذي تزوج من امرأة أمريكية، وأنجب منها ولدين توأمين، أحدهما تربى في الصعيد، والآخر في أمريكا، وتحدث مواقف كوميدية ومفارقات بين الأخوين عندما يلتقيان ويتنافسان على العمودية خلفاً لوالدهما، ويجسد مكي الأدوار الثلاثة الأب والتوأمين "الكبير" و"جوني".
مكي والراب
لم يبرع مكي في التمثيل فقط، إنما لمع نجمه أيضاً بتأديته لأغاني الراب.
إذ يعتبر الأكثر نجاحاً عربياً في هذا المجال، لا سيما وأنه يكتب أغانيه بنفسه.
ما يميز أغاني مكي ليس أنها عصرية فحسب، بل كونها في معظمها تحمل رسائل مهمة للشباب مثل محاربة المخدرات والاعتزاز بالعادات والتقاليد.
قدم أحمد مكي العديد من الألبومات، أبرزها ألبوم "أصله عربي" في العام 2011، بالإضافة إلى العديد من الأغاني المنفردة.
ما تميز به مكي أيضاً أنه استطاع أن يغني أغاني الراب باللهجة الصعيدية، وهو أمر لم يسبقه إليه أحد.
يرى مكي أن بداية فن الراب كانت من شبه الجزيرة العربية في أسواق المبارزات الكلامية والهجاء والارتجال.
وقد قال في مقابلة تلفزيونية له إن هذه الثقافة وصلت إلى إفريقيا عن طريق المبادلات التجارية مع العرب.
فوضع الأفارقة هذا الكلام على الإيقاع، لأنهم بارعون في الإيقاع واستخدام الطبول.
أشهر أغاني مكي: "أيام زمان" و"منطقتي" و"حلة محشي" و"كانت هتفرق في الوداع" و"قطر الحياة"..
بعد عام من المرض وفقدان الوزن عاد مفتول العضلات
من الملفت جداً بشخصية مكي إصراره وعزيمته، إذ تجاوز العديد من المحن خلال حياته ليعود دائماً أقوى مما كان.
تعرض مكي لوعكة صحية بسبب فيروس توغّل في حلقه بسبب تشخيص خاطئ من طبيب أعطى له مضاداً حيوياً نشَّط الفيروس الذي تسبب في احتقان في بلعومه، لدرجة أنه لم يعد قادراً على البلع إطلاقاً.
هذا المرض أقعده طريح الفراش لما يقارب العام الكامل، وخسر أثناء ذلك وزناً بشكل لا يصدق.
مرض مكي الذي جعله يشعر عاماً كاملاً بالعجز، جعله أيضاً يعيد الكثير من حساباته ويعود بعد التعافي ليستعيد وزنه ويظهر بعد مدة قياسية مفتول العضلات في أغنية "وقفة ناصية زمان".
هل أدمن مكي المخدرات؟
بعد أغنية "قطر الحياة"، التي تحدث فيها مكي عن شاب فقد حياته نتيجة الإدمان،
انتشرت شائعات أن مكي ألَّف هذه الأغنية بناء على تجربة شخصية وأنه كان في السابق مدمناً للمخدرات.
إلا أن مكي أكد أنه لم يمر بهذه التجربة شخصياً، ولاسيما أنه إنسان رياضي ويمارس البوكسينغ، لكن 8 أشخاص مقربين لمكي كانوا مدمني مخدرات وفقدوا حياتهم بسببها.
الأمر الذي دعا مكي لتأليف هذه الأغنية التي تدعو الشباب للتفكير قبل الانجراف في هذا الطريق.
يدعم مكي أيضاً جمعية "المدمنين المجهولين" وهي جمعية أهلية غير ربحية تساعد الشباب المدمن على تخطي الإدمان والعودة للحياة الطبيعية.
تعتبر أغنيته "قطر الحياة" الأغنية التي حققت أكبر نسبة مشاهدة بوقت قصير في الشرق الأوسط.