اتُّهم الممثل جوسي سموليت بالكذب على الشرطة بشأن تعرُّضه لهجومٍ عنصري، بعدما ألقت إحدى كاميرات المراقبة مزيداً من الشك على قصته.
إذ زعم سموليت، نجم مسلسل Empire، أنَّه هوجم على يد بلطجية عنصريين من كارهي المثلية، لفَّوا حبلاً حول رقبته، وألقوا مسحوقاً مُبيِّضاً عى وجهه في شيكاغو الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2019).
لكنَّ الشرطة أثارت مخاوف بشأن قصة الممثل المثلي صاحب البشرة السوداء، وسط تلميحاتٍ إلى أنَّه ابتدع تلك القصة لتعزيز مسيرته المهنية نقلا عن صحيفة The Sun البريطانية.
ففي تطورٍ مثير مساء الأربعاء 20 فبراير/شباط 2019، أعلنت شرطة شيكاغو أنَّ سموليت متهمٌ بتكدير السِّلم العام وتقديم بلاغ كاذب للشرطة.
إذ قال أنتوني غوليلمي، المتحدث باسم شرطة شيكاغو، في تغريدة على تويتر: "وافق مكتب النائب العام في مقاطعة كوك على توجيه تهم جنائية إلى جوسي سمولت، بسبب تكدير السِّلم العام وتقديم بلاغ كاذب للشرطة… وسيتصل المحققون بفريقه القانوني، للتفاوض حول .، للتفاوض حول شروطٍ معقولة لاستسلامه المشروط".
السجن 3 سنوات
وقد يُحكم على سموليت بالسجن 3 سنوات إذا ثبتت إدانته، بموجب قانون ولاية إلينوي المحلي.
ومن المقرَّر أن يصل إلى المحكمة في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي الخميس 21 فبراير/شباط 2019 (4:30 مساء بتوقيت مكة المكرمة).
ورداً على هذه التهمة، قال تود بو وفيكتور هندرسون، محاميا سموليت، في بيانٍ مشترك: "كأي مواطنٍ آخر، يتمتع السيد سموليت بالبراءة حتى تثبت إدانته، لا سيما حين يكون هناك تحقيقٌ مثل هذا يشهد تسريب معلومات، صحيحة وكاذبة، باستمرار… لذا في ظل هذه الظروف، نعتزم إجراء تحقيق شامل والردَّ بدفاعٍ شرس".
مفاجأة إحدى كاميرات المراقبة المدوية
وُجِّهت التهمة بعد ظهور لقطات جديدة لإحدى كاميرات المراقبة تُظهر شقيقين على صلةٍ بسموليت وهما يشتريان أقنعة سوداء وأربطة رأس ورقبة وقبعات حمراء قبل يومٍ واحد من "الهجوم".
ويُزعم أنَّ سموليت دفع للشقيقين "أولا" أوصنديرو (27 عاماً) وأبيمبولا "أبيل" أوصنديرو (25 عاماً) أكثر من 4 آلاف دولار لمهاجمته، وفقاً لعدة تقارير أمريكية.
وقالت غلوريا شميدت، محامية الشقيقين، في وقتٍ لاحق، للصحفيين، إنهما أوضحا أنَّ سموليت "حرَّضهما على ارتكاب ذلك الهجوم الزائف"، وفقاً لما نشره موقع TMZ الأمريكي.
دعم المشاهير
ويأتي هذا التغير المفاجئ في القضية بعد أيام قليلة من انتشار منشورات دعم أبرز المشاهير النجم الأمريكي (36 عاماً)، على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت الممثلة البريطانية ناعومي كامبل -التي سبق أن أدَّت دور البطولة في مسلسل Empire- واحدة من أوائل المشاهير الذين هبُّوا للدفاع عن سموليت.
إذ نشرت صورةً للشخصين اللذين هاجما سموليت، ودعت رئيس بلدية شيكاغو إلى القبض عليهما، واصفةً إياهما بأنَّهما "شخصان خسيسان" ارتكبا "فعلاً عنصرياً".
في حين نشرت فيولا ديفيس، الفائزة بجائزة أوسكار، صورةً لسموليت على إنستغرام، قائلةً: "يا إلهي! لهذا السبب ما زال مجتمع المثليين والمتحولين جنسياً ومزدوجي التوجهات الجنسية يناضل من أجل الاهتمام به وحمايته من الكراهية. علينا جميعاً أن نأخذ هذا العنف العنصري المناهضة للمثلية بصورةٍ شخصية جداً. أنا متضامنة معك يا سموليت؛ فأنت شخص محبوب".
وقالت المذيعة إلين دي جينيريس، في إشارةٍ إلى مقابلة أجرتها مع سموليت، كشف فيها أنَّه مثلي: "منذ 4 سنوات، ظهر سموليت في برنامجي. واليوم، أُرسل إليه وإلى عائلته كثيراً من الحب".
المهاجمان سخِرا من شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"
وقال سموليت للشرطة في البداية، إنَّ "الشخصين اللذين هاجماه" كانا يُطلقان شتائم عنصرية مناهضة للمثلية.
وزعم أنَّهما ذكرا عبارة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، التي كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يستخدمها في الانتخابات.
وعن الحادثة نفسها، بكى سموليت في برنامج Good Morning America الأسبوع الماضي، وقال إنَّه تعرض للهجوم بالساعة الثانية صباحاً، في حين كان يتحدث هاتفياً إلى مدير أعماله.
وقال: "حين كنت على الهاتف وفي حين كنت أعبر التقاطع، سمعت أحداً ينادي قائلاً Empire، فلم أردَّ، لأنَّ اسمي ليس Empire".
وقال سموليت، الذي كانت بداية شهرته في عام 1992 حين ظهر بفيلم الأطفال The Dighty Ducks، إنَّه سمع أحدهما يتلفَّظ بشتائم عنصرية، فقال: "لذا استدرت وقلت له: (ماذا قلت لي؟) ورأيته مُلثَّماً".
وأضاف سموليت متأثراً: "قال لي حينئذ: (هذا البلد الذي ستجعلونه عظيماً مرةً أخرى لعينٌ)، ولكمني في وجهي، فركلته في مؤخرته".
وذكر سموليت أنهما دخلا في شجارٍ وانتهى بهما المطاف بالقرب من بعض السلالم، ثم ركله شخصٌ آخر في ظهره.
وزعم سموليت أنَّ الشخصين ركضا، ثم رأى أنَّ هاتفه المحمول وقع من جيبه.
وكان مدير أعماله، براندون مور، ما زال على الخط، فقال سموليت له إنَّه تعرَّض لهجوم.
وأضاف سموليت بصعوبةٍ وسط بكائه: "لن أكون أبداً الرجل الذي لم يتعرَّض لذلك. لقد تغيرت إلى الأبد".
دوامة الشكوك
ولكن، سرعان ما ازدادت الشكوك في صحة الهجوم؛ بعدما رفض الممثل تسليم هاتفه إلى المحققين.
وكان رجال الشرطة متعجبين كذلك من استمرار وجود الحبل حول عنق سموليت حتى وقت وصولهم إلى مكان الحادث بعد 30 دقيقة.
وطلب سموليت منهم إطفاء الكاميرات المُعلَّقة في أجسادهم ودخول شقته، لأنَّه قال إنَّه لا يريد أن يرى أحدٌ من الجيران ذلك المشهد.
وأصرَّ سموليت على موقفه، قائلاً: "لو قلت إنَّ من هاجمني مسلمٌ أو مكسيكي أو شخصٌ أسود، لدعمني المشكِّكون دعماً أكبر من ذلك بكثير".
لكنَّ قصته فُضِحَت -على ما يبدو- بعدما ألقت الشرطة القبض على رجلين أسودين على صلةٍ به.
سموليت دفع مالاً للشقيقين من أجل تنفيذ الهجوم
هذا وقد احتجزت الشرطة الشقيقين الأسبوع الماضي، بعدما غادرا الولايات المتحدة لقضاء عطلةٍ بعد أيام من الهجوم المزعوم.
وأُطلِق سراح أولا -الذي شارك باعتباره كومبارس في مسلسل Empire- وأبيل حين كشف الضباط عن أدلة جديدة ظهرت، وكانوا "متلهفين للتحدث إلى سموليت".
ويعتقد رجال الشرطة الآن أنَّ سموليت دفع للشقيقين 3500 دولار لمهاجمته، و500 دولار عند عودتهما من نيجيريا.
وأفادت تقارير بأنَّ الشرطة لديها دليلٌ على أنَّ سموليت أمر "الشقيقين اللذين نفذا الهجوم" بشراء الحبل المستخدم في "الاعتداء" من أحد المتاجر المحلية.
وأظهر مقطع كاميرا المراقبة، الذي نُشر الأربعاء 20 فبراير/شباط 2019، الشقيقين وهما يشتريان أقنعة سوداء وأربطة رأس ورقبة وقبعات حمراء في اليوم الذي سبق "الهجوم"، وفقاً لما ذكرته قناة CBS2.
وقالت الشرطة إنَّ هذه الأشياء مشابهةٌ لتلك التي ارتداها "المهاجمان".
بل قالت بعض المصادر لموقع TMZ، في وقتٍ سابق، إنَّ سموليت والشقيقين أجروا تجربة تدريبية على الهجوم.
وبعد إطلاق سراح الشقيقين الأسبوع الماضي، لم يذكرا سوى قولهما: "لسنا عنصريَّين، ولسنا مناهضَين للمثلية، ولسنا ضد ترامب".