يتوق ملايين الأشخاص حول العالم لمشاهدة مسلسل Game of Thrones في جزئه الثامن والأخير، ويبحثون في حسابات الممثلين على شبكات التواصل الاجتماعية للحصول على أي لمحة تشوقهم للمسلسل الذي طال انتظاره.
مشاهدة مسلسل Game of Thrones
وفق صحيفة The Guardian البريطانية، فإنه في نهاية المطاف من الصعب كما هو مُلاحظ صناعة المواسم الأخيرة بشكلٍ صحيحٍ.
فبعض المسلسلات تزدهر في مواسمها الأخيرة، مثل مسلسلي Breaking Bad, The Sopranos.
بينما تقسم مسلسلاتٌ أخرى قاعدة معجبيها في منتصفها تماماً مثل مسلسلات Battlestar Galactica و er و The Sopranos وتصبح قاعدةً لجدالاتٍ تمتد على الإنترنت لعقودٍ.
وبالتسليم بأن الموسم السابع من مسلسل Game of Thrones كان الأكثر إثارةً حتى الآن، فإن الموسم الثامن يمكن أن يسقط بسهولةٍ في هذا الفخ.
وللحيلولة دون وقوع كارثةٍ كتلك كفيلةٍ بطرح الأرض عن محور دورانها، يجب على المسلسل أن يُحسِن الهبوط على قدميه لأجلنا جميعاً. وسيكون ذلك ممكناً لو أنه التزم ببعض المبادئ.
استعادة المنطق
على الرغم من كل شيءٍ جيدٍ قدَّمه الموسم السابع، فقد تطلب الكثير من تعليق التشكك.
فيما تنقلت الشخصيات حول العالم في غمضة عينٍ، أو تصرفت بطريقةٍ مناقضةٍ لطبيعتها فقط لأجل تصعيد الحبكة.
إذا كنت تستثمر باستماتةٍ في مسلسلٍ تظهر فيه التنانين والموتى الأحياء، ويلعب فيه كيت هارينغتون دور رجلٍ من الشمال، وكون تناسقه الجغرافي هو ما يثير حفيظتك، فهناك خطبٌ ما بكل تأكيدٍ.
ولطالما كان العالم والشخصيات في المسلسل يبدون واقعيين، مقيدين بالعقلانية والمنطق، يجب أن يعود الحال كذلك.
الاقتصاد في استخدام المعارك الملحمية
مشاهد المعارك الضخمة هي ما يميز مسلسل Game of Thrones عن أي مسلسلٍ في تاريخ التلفزيون، وحتى بعض الأفلام.
وتعتبر معركة اللقطاء ذروة تلك المعارك، إذ تعرض جولةً خانقةً فوضويةً من القوة منقطعة النظير.
فيما تحل معركة غولدبورد من الموسم الماضي، أو معركة هاردهوم من الموسم الخامس وراءها بفارقٍ ضئيلٍ.
لكن يمكن أن يقول لك كل شخصٍ أفرط في شرب الكحول أو في تناول جبنة ستيلتون ليلة عيد الميلاد، فإن الإفراط في أي شيءٍ قد يصيبك بالغثيان.
تحتاج المعارك لفسحةٍ للتنفس بينها. نحن لا نريد فيلماً عملاقاً في كل حلقةٍ. وفروا تلك المشاهد.
أن يصبح أكثر شبهاً بالأجزاء القديمة من المسلسل
لو استرجعت الموسم الأول في ذهنك، لن تجد أنه كانت هناك معارك ملحميةٌ أو ما إلى ذلك.
ويرجع ذلك بلا شكٍ للميزانية، لكن ذلك أجبر المسلسل على أن يكون خلّاقاً، وكانت المعارك تدور بعيداً عن الشاشة.
ولحظات الإثارة كانت تعتمد على الدراما الإنسانية والحبكات كانت معقدةً كما تحدث خياناتٌ وطعناتٌ في الظهر والجماجم تُعلق على الرماح.
أحد أروع مشاهد الموسم الماضي من Game of Thrones كانت بطلته امرأةٌ مسنةٌ تشرب النبيذ.
تلك المؤامرات والمخططات هي ما جعلت الناس تقع في حب المسلسل في بادئ الأمر.
والأمل أن تظل هناك مساحةٌ لها في خضم تلك الحروب والنيران وسفاح المحارم المنتشر في الموسم الثامن.
لكنّ ألا يشبه الأجزاء القديمة أكثر من اللازم
لو استرجعت الموسم الأول في ذهنك مرةً أخرى، فإنك ستتذكر أنه بالكاد كانت تمر محادثةٌ كاملةٌ دون أن يتعرى أحدهم أمام أقرب كاميرا.
في مرحلةٍ ما كان ليتل فينغر عارياً يمارس الجنس ليتخلص من التوتر، لكنه كان في ماخوره في ذلك الوقت.
وفعل ذلك بشكلٍ غير مفسرٍ فيما صوت روز وأرميكا تتأوهان على أريكةٍ طويلةٍ مجاورةٍ.
كان ذلك غير مبررٍ ومحرجاً تماماً. لحسن الحظ قطع المسلسل شوطاً أبعده عن أن يوصف ازدراءً بمسلسل "النهود والتنانين".
ولم يعد اليوم مستميتاً لإثبات صلاحيته للبالغين كما كان من قبل. على أمل ألا يتراجع في ذلك الاتجاه كثيراً.
أعيدوا لنا المواجهات التي نحبها
جون يواجه نايتس كينغ، كيرسي تواجه داني، ثيون يواجه إيرون، زومبي تنينٍ جليديٍ يواجه زومبي تنيناً غير جليديٍ، ومستذئبٌ يواجه أي شيءٍ حرفياً.
لن نبالي. والكلب يواجه الجبل. بربكم! نحن ننتظر تلك المواجهات منذ عام 2011.
فاجئونا
انتقادٌ آخر وُجِّه للمسلسل في مواسمه الأخيرة يتعلق بإحجامه عن قتل أبطاله بالحرية نفسها التي كان يتميز بها في أوجه.
لم يقع أي حدثٍ مزلزلٍ بحجم مقتل نيد أو الزفاف الأحمر منذ وقتٍ طويلٍ جداً. من المؤكد أنه لن يصل كل الأبطال إلى نهاية المسلسل.
لكن المسلسل يحتاج لأن يستعيد التوتر الدائم لشعور أن لا أحد في أمان.
ماذا لو أن الرجال الأخيار، أو لنقل الأخيار بقدر ما يمكن أن يكونوا في المسلسل، لم يربحوا؟
ماذا لو أن العالم انتهى ببساطةٍ؟ ماذا لو أن برون قتل الجميع وطالب بالعرش الحديدي لنفسه؟
امنحونا غير المُتوقَّع. إنه ما نريده، سواء أدركنا ذلك أم لا.
موعد عرض الجزء الأخير من Game of Thrones
ومن المقرر إنهاء الموسم الثامن والأخير من المسلسل الملحمي، بحلول مايو/أيار 2019.
ويبدو أن هذا الجزء مليء بالمفاجآت؛ إذ قالت الممثلة البريطانية إيميليا كلارك، بطلة المسلسل التي اشتُهرت بدور "دينيريس تارغيريان"، خلال حضورها حفل "إيمي"، إن هذا الموسم هو الأفضل على الإطلاق.
وقد بدأ تصويرالموسم الثامن، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، داخل أستوديوهات "تيتانيك" في مدينة بلفاست الأيرلندية، حيث الكثير من مواقع التصوير العملاقة.
وسيشهد الموسم الأخير من Game of Thrones عودة جميع الشخصيات الرئيسية.