قررت المحكمة الفرنسيّة إطلاق سراح سعد لمجرد بعد احتجازه لبضعة أسابيع قيد التحقيق، بتهمة اغتصاب فتاة فرنسية، وهي القضية الثانية التي يواجه فيها نفس الاتهام خلال سنة واحدة.
إطلاق سراح سعد لمجرد مع استمرار التحقيقات
وقضت المحكمة الفرنسية بإطلاق سراح المغني المغربي سعد لمجرد بشكل مشروط، نظير كفالة مالية.
مع استمرار التحقيقات في اتهام فتاة فرنسية له باغتصابها في أحد النوادي الليلية في ضاحية سان تروبيه، في جنوبي فرنسا، في شهر أغسطس/آب الماضي.
وبعد أن قضى النجم المغربي نحو 3 أشهر محتجزاً لدى السلطات الفرنسية، فإنه ينعم الآن بالحرية المؤقتة، ومن المقرر أن يعقد محاميه جون مارك فيديدا مؤتمراً صحافياً يكشف فيه وضعه القانوني في القضيتين.
فتاة "سانت تروبيه".. علاقة بالتراضي
إلقاء القبض على "المعلم" البالغ من العمر 34 سنة، وقضاؤُه زُهاء 48 ساعة مُتَّهماً بالاعتداء الجنسي على فتاة تبلغ 28 عاماً، صَدَم متابعي النَّجم، وزملاءه في الوسط الفني.
وذلك بعد ساعات قليلة فقط من إطلاق سراحه المؤقت والمشروط، بسحب جواز سفرِه ومنعِه من مغادرة الأراضي الفرنسية تحت أي ظرف.
مع إجباره على تسليم نفسه إلى الدرك الفرنسي، خرج محامي سعد لمجرد لينفي عن موكله الاتهامات الموجهة إليه.
وكشف المحامي الفرنسي جون مارك فيديدا عن تفاصيل، ليلة السبت الأحد 26 أغسطس/آب 2018، لافتاً إلى أن لمجرد تعرَّف على الفتاة الفرنسية داخل أحد الملاهي الليلية.
وأضاف أنه عَرض عليها مرافقته إلى غرفته بالفندق الذي يقيم فيه، وهو الأمر الذي تم برضاها، وفق ما صرَّح به لوسائل إعلامية فرنسية.
وأكد المحامي الفرنسي أن سعد لمجرد والمرأة اتَّفقا على إقامة علاقة بالتراضي، في غياب أي دليل على التعنيف أو الضرب أو الاغتصاب.
كما أشار إلى أن العلاقة كانت وفق رغبتهما معاً "ما يجعل تهمة الاغتصاب تسقط مؤقتاً عن لمجرد، لعدم وجود أدلة، ولغياب شهود"، على حد قوله.
اعتقال سعد لمجرد في سبتمبر/أيلول
قاضي الحريات في فرنسا، أصدر في شهر سبتمبر/أيلول، قراراً يقضي بسجن المغني المغربي سعد لمجرد على خلفية تهمة الاغتصاب التي تلاحقه من طرف الشابة الفرنسية.
ووفق ما ذكر موقع H24info الفرنسي، قبل قاضي الاستئناف الفرنسي في مدينة دراغينيو الفرنسية، 2018، طعن المدعي العام.
وقرر رفض تمتّع سعد لمجرد بالسراح المؤقت، بعدما دفع كفالة في تهمة اغتصاب سابقة بمبلغ 150 ألف يورو.
وأضاف أن عودة لمجرد للسجن على خلفية واقعة "سان تروبيه" كانت متوقعة، بعدما اتهم من طرف فتاة فرنسية بالاعتداء الجنسي عليها.
يشار إلى أنّ المحكمة قررت في جلستها السابقة، أن تعقد مواجهة بين سعد لمجرد والفتاة التي اتهمته باغتصابها تحت تأثير المخدّر.
وجاء ذلك بعد أن استمعت إلى شهادة الضحية وبعض الشهود، من بينهم موظفو الفندق الذي وقعت فيه الحادثة.
وكان من بين هؤلاء موظف أكد مشاهدته للفتاة وهي تهرب باكية من غرفة سعد في مدينة سان تروبيه.
تهم اغتصاب سابقة: أميركية.. أول ورطة
حتى قبل أن تُسلَّط أضواء الشُّهرة عليه، واجه لمجرد تهمة ثقيلة بالاعتداء الجسدي والجنسي على فتاة أميركية، منذ نحو 8 سنوات في أميركا.
عائداً بسرعة إلى المغرب مرفوقاً بوالده الفنان البشير عبدو (اسم فني) عقب دفع الكفالة، ولم تكُن للفنان القدرة على العودة إلى الولايات المتحدة الأميركية طيلة السنوات المنصرمة، أو تنظيم حفل غنائي بها.
تفاصيل هذه القضية التي كانت أول عهد لمجرد بقضايا الاعتداء الجنسي والاغتصاب، تعود إلى ليلة الـ7 من فبراير/شباط 2010.
حين دعا الشاب الذي كان يبلغ آنذاك 25 سنة، المواطنة الأميركية من أصل ألباني إلى شقته بنيويورك، محاولاً التقرب منها، وهو ما قابلته بالرَّفض، ليحاول اغتصابها بعد أن قام بتعنيفها، وفق وثائق من المحكمة العليا في بروكلين.
Daily News وصفت لمجرد بـ "الهارب" عقب إطلاق سراحه بكفالة، لافتة إلى أنه عام 2010، كان مغنياً مبتدئاً وغير معروف.
وأوضحت أنه قد يُواجه السجن 25 عاماً إذا دخل الأراضي الأميركية، أو في حال تسليمه إلى سلطات هذا البلد، مضيفة أن المحكمة استدعته للرد على الاتهامات الموجهة إليه.
لورا بريول.. عشرينية قَلَبت حياة سعد لمجرد
28 من أكتوبر/تشرين الأول 2016، يوم لن يستطيع لمجرد مَحوَه من الذاكرة.
تم اعتقاله واتهامُه بـ "الاغتصاب مع ظروف مشددة للعقوبة"، فضلاً عن تهمة "العنف العمد مع ظروف مشددة للعقوبة"، بعد وضع فتاة لم تتجاوز آنذاك العشرين من عمرها شكاية ضد سعد.
لورا أكدت أن الفنان المغربي اعتدى عليها بالضرب، واغتصبها مرتين دون أن تتمكن من مقاومته، قبل أن تتمكن من جمع ملابسها وتغادر الغرفة.
اختبأت داخل إحدى الغرف إلى حين قدوم الشرطة التي اعتقلت لمجرد، حيث قضى 7 أشهر داخل سجن "فلوري" بالعاصمة باريس، قبل أن يُطلق سراحه، مع إلزامه بوضع سوار إلكتروني في رجله، وعدم مغادرة بيته في ساعات يحددها القاضي.
بعد إعلان قاضي المحكمة العليا في فرنسا، عدة مرات، تأجيل إصدار حكمه النهائي في هذه القضية، ما زال الرأي العام الفرنسي والمغربي ينتظر نهايتها.
إلا أن من شأن تهمة الاغتصاب الجديدة أن تقلب الموازين، خاصة مع إعلان المحامي الفرنسي الشهير إيريك دوبون موريتي رفع يده عن الملف، معلناً أنه لم يعُد محامي سعد لمجرد.
وفي أوّل تعليق لها على انسحاب المحامي الفرنسي موريتي من قضية لمجرد، قالت لورا بريول: "إنّ المحامي أيقن أنّ الحياة أقصر من أن يضيعها في قضايا خاسرة".
الشابة الفرنسية العشرينية، سبق أن أعلنت تضامنها مع الضحية المزعومة الجديدة، وكتبت على حسابها الخاص بفيسبوك "إن ما وقع ما كان ليحدث لو كانت العدالة حاسمة"، في إشارة منها إلى مماطلة القضاء الفرنسي في القضية.
وشابة مغربية.. بسروال مُمزَّق
بعد شهور على انفجار قضية اغتصاب وتعنيف الفتاة الفرنسية "لورا بريول"، طفت إلى السطح شكوى جديدة تقدَّمت بها فتاة مغربية هذه المرة.
وأكدت أن لمجرد قام بالاعتداء عليها جنسياً منتصف عام 2015، أثناء قضائها عطلة رفقة عائلتها بالدار البيضاء، إلا أنها لم تكن لها القدرة الكافية على تقديم شكاية ساعتها، بسبب شعورها بـ "العار".
اعتقال سعد لمجرد بتهمة اغتصاب لورا بريول ساعد الفتاة المغربية الفرنسية على وضع شكاية، سَحبَتها لاحقاً بسبب ضغوطات شديدة من قبل مُقربين، وفق ما جاء في جريدة "لوباريزيان" الفرنسية.
سعد لمجرد التقى الفتاة المغربية بحفل بإحدى شقق مدينة الدار البيضاء، في أبريل/نيسان 2015.
فيما وافقت الشابة على أن يوصلها الفنان إلى منزلها، إلا أنه تعلَّل بضرورة أن يُعرِّج إلى منزله قبل يقصدا منزل الفتاة.
تصريحات صادمة للشابة المغربية البالغة 29 سنة، أكدت أنها "شاهدت سعد يتعاطى جرعات من الكوكايين ويحتسي الخمر، قبل أن يُقبلها"، ذلك أن الفتاة لم تجد حرجاً في أن يقبلها الفنان المغربي، إلا أنه تجاوز حدوده، وفق تعبيرها.
ولفتت الشابة إلى أنها تعرَّضت "لعنف شديد من طرف مُرافقها الذي مزَّق سروالها، قبل أن تتلقى لكمةً على وجهها"، بحسب ما جاء في الصحيفة الفرنسية.
الضحية أكدت أن الفنان المغربي "اغتصبها قبل أن يتركها ترحل"، أما لمجرد فقد "نفى أن يكون قد التقى بالفتاة من قبل".