يظنُّ من تمكّن من مشاهدة فيلم Titanic الرومانسي، الذي سيطر على قلوب الجميع، أنّه شاهد جميع التفاصيل الصحيحة عن القصة، إلّا أن الحقيقة غير ذلك.
فقد تعمَّد المخرج جيمس كاميرون دمج الحقيقة مع الخيال من خلال صنع الفيلم.
ملايين الناس تمكنوا من مشاهدة فيلم Titanic
في 10 أبريل/نيسان 1912، أبحرت السفينة RMS Titanic بأقصى سرعة، في رحلتها الأولى، من ميناء ساوثهامبتون في إنكلترا، لتعبر المحيط الأطلسي صوب نيويورك.
وقد صُممت Titanic بواسطة شركة السفن الأيرلندية William Pirrie، وتم بناؤها في بلفاست.
وكان يُعتقد أنها أسرع سفينة في العالم وأضخم جسم متحرك صنعه الإنسان على مر العصور.
وقد قُسمت السفينة من الداخل إلى 16 مقصورة مانعة للماء؛ ففي حال غُمرت 4 من تلك المقصورات بالماء لن تحدث أي خسائر للسفينة.
بعد 5 أيام من انطلاقها، غرقت السفينة بسبب اصطدامها بجبل جليدي؛ ما أودى بحياة ما يقرب من 1517 ضحية.
هذا بالإضافة إلى خسائر قُدرت قيمتها في عام 2000 بـ200 مليون جنيه إسترليني.
في 19 ديسمبر/كانون الأول 1997، نجح المخرج السينمائي جيمس كاميرون في كتابة وإخراج الفيلم الملحمي Titanic، من بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت والذي تدور أحداثه حول كارثة غرق السفينة Titanic.
فما هو الفرق بين قصة الفيلم وما جرى في حقيقة الأمر؟
قصة فيلم تايتنك : حب بين فتاة من الطبقة الراقية وشاب فقير
تبدأ أحداث الفيلم مع صائد الكنوز بروك لوفيت، الذي استأجر غواصات روسية للبحث عن حطام السفينة "تيتانيك".
إذ كان هدف لوفيت ينحصر في العثور على قلادة قلب المحيط، التي يعود تاريخها إلى عصر الملك الفرنسي لويس السادس عشر، الذي كان يرتدي حجراً خلاباً سماه "ماسة التاج الزرقاء".
وقد فُقدت تلك الماسة عام 1792، وهو العام نفسه الذي أُعدم فيه الملك لويس السادس عشر.
وتذكر المصادر التاريخية أن الماسة الزرقاء انتُزعت من التاج آنذاك وشُكلت على هيئة قلب وعُرفت باسم "قلب المحيط".
تسمع امرأة بالغة من العمر 103 أعوام عن حملة العثور على حطام السفينة، وتقول إن لها صلات بتاريخها.
تلك المرأة تُدعى روز، ومن هنا تبدأ رحلة الفيلم بفلاش باك إلى الخلف، إذ نرى رحلة السفينة كاملة من خلال عيون روز، التي كانت تبلغ من العمر حينها 17 عاماً.
تنقل لنا روز عالَم السفينة بالكامل وبكل طبقاته، بدءاً من الطبقة الأرستقراطية التي تنتمي إليها، وانتهاء بالطبقة الفقيرة التي كان ينتمي إليها حبيبها جاك.
كانت روز تشعر بيأس بالغ جراء ضغوط أمها التي لا تنتهي، فيما يخص زواجها بالرجل الغني "كال هولكي" الذي لا تحبه.
وبإحدى الأمسيات تفكر روز في الانتحار، لكن جاك دوسن ينقذها، لتنشأ بينهما قصة حب رومانسية.
أمُّ روز وخطيبها شخصيتان لا وجود لهما
الحقيقة أنه وبخلاف أحداث الفيلم، فإن قصة جاك وروز مع كل الشخصيات المرتبطة بهما، -لا سيما أمها وخطيبها- خيالية تماماً ومن إبداع المؤلف جيمس كاميرون.
كما أن عالَم الطبقة الثالثة الذي كان يقطنه جاك، خيالي بالسفينة، فلم يكن له أي وجود في حقيقة الأمر.
فقد كان بالسفينة طبقتان فقط من السكان، وفي أثناء الغرق لم يتم التفريق بينهما في المعاملة كما جاء بأحداث الفيلم.
وكانت هناك قلادة باهظة الثمن لا علاقة لها بالملك الفرنسي لويس السادس عشر من الماس والياقوت، على متن السفينة Titanic بالفعل.
وقد أهدى تلك الماسة إلى الفتاة كيت فلورنس فيليبس، البالغة من العمر 20 عاماً، عشيقُها المتزوج هنري صامويل مورلي البالغ من العمر 40 عاماً.
وقد كان العاشقان قد أبحرا سراً من لندن، لبدء حياة جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، لكنهما لم يتمكنا من ذلك.
وفي عام 1998، قررت شركة Asprey & Garrard للمجوهرات صنع قلادة "قلب المحيط" من الياقوت الذي يبلغ وزنه 170 قيراطاً، محاطاً بـ65 قيراطاً من الألماس.
وقد ارتدت تلك القلادة النجمة سيلين ديون خلال أدائها أغنية "My Heart Will Go On" في حفل توزيع جوائز الأوسكار.
وقد بيعت تلك القلادة فيما بعد في مزاد علني بـ2.2 مليون دولار.
سفينة Titanic التي لا تغرق
في المشاهد الأولى للفيلم ظهرت والدة روز وخطيبها وهما يتحدثان عن سفينة Titanic التي لن تغرق.
حتى إن كال، خطيب روز، ذكر أن الرب نفسه لن يستطيع إغراق تلك السفينة العملاقة، وقد استشرت تلك المعلومة في ذاكرة الجمهور.
وفي الحقيقة أن أحداً لم يطلق هذا الاسم قَط على السفينة، ولم يذكر مصممها ولا بحّاريها قَط أن السفينة التي لن تغرق.
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن بداية انتشار تلك الأكذوبة كانت من خلال الإعلانات والتقارير الصحافية.
ففي 1 يونيو/حزيران 1911، نشر موقعا Irish News وBelfast Morning News تقريراً عن انطلاق رحلة Titanic الأولى.
ووصف التقرير نظام مقصورات السفينة والأبواب المانعة للتسرب، وخلص إلى أن Titanic غير قابلة للغرق.
كما أن مجلة Shipbuilder نشرت تقريراً تقارن فيه بين Titanic والسفن الشبيهة مثل White Star Line Titanic وOlympic، من حيث طريقة البناء، وخلصت أيضاً إلى أن Titanic غير قابلة للغرق.
والحقيقة أن الأمر لم يقتصر على التقارير الصحافية، فلقد بدأ الاعتقاد بأن السفينة لن تغرق يتسرب إلى العامة.
إذ قالت المسافرة على متن الرحلة مارغريت ديفاني: "قد اخترت السفر على تيتانيك، لأنني اعتقدت أنها ستكون باخرة آمنة، وقد سمعت أنها لن تغرق".
آخر أغنية عزفتها الفرقة الموسيقية على متن السفينة
ذكرت أحداث الفيلم أن الفرقة الموسيقية استمرت في العزف حتى آخر لحظات غرق السفينة.
والحقيقة أن هذا ما حدث بالضبط؛ فلقد استمرت الفرقة، المكونة من 8 موسيقيين، بالعزف في أثناء غرق السفينة.
وقائد الفرقة الموسيقية وعازف الكمان والاس هنري هارتلي، البالغ من العمر 33، قد جمع فرقته على سطح السفينة.
واستمروا في العزف حتى سقطت السفينة بالكامل في قاع المحيط الأطلسي.
فحينها فقط، انقطع العزف، وكانت آخر أغنية عزفتها الفرقة هي أغنية "إلهى قرِّبني إليك".
جوائز الفيلم
- حصد فيلم Titanic الكثير من الجوائز العالمية، منها 11 جائزة أوسكار؛ وهي:
- جائزة أوسكار أفضل فيلم، وفاز بها جيمس كاميرون وجون لانداو.
- جائزة أفضل مخرج وأفضل موسيقى تصويرية، وحصل عليها جيمس هورنر.
- جائزة أفضل تصوير سينمائي، لصالح راسل كاربنتر.
- جائزة أفضل تأثيرات بصرية، فاز بها روبرت ليجاتو.
- جائزة أفضل تصميم أزياء، لصالح ديبرا لين سكوت.
- جائزة أفضل مونتاج صوتي، لصالح كريستوفر بويز.
- جائزة أفضل مونتاج، لصالح كونراد باف وجيمس كاميرون وريتشارد أي هاريس.
- جائزة أفضل خلط أصوات، فاز بها جاري سامرز وتوم جونسون ومارك يولانو وجاري ريدسترو.
- جائزة أفضل أغنية أصلية، لصالح جيمس هورنر.
- جائزة أفضل تصميم إنتاج، لصالح بيتر لامونت وميشيل فورد.
- بلغت درجة تقييم الفيلم 7.8 على موقع IMDB.