اتّخذ عدد من نجوم هوليوود موقفاً قويّاً لمناهضة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في انتخابات التجديد النصفي الأميركية التي يصفها البعض بأنها "ذات أهمّية قصوى"، والمقرر انعقادها الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وبحسب ما نقلت صحيفة Daily Mail البريطانية، فقد دعا عدد من مشاهير هوليوود، من بينهم ليوناردو دي كابريو وبراد بيت والإعلامية أوبرا وينفري الجماهير للتصويت ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال الانتخابات التي تُعد بمثابة أهمّ اختبار تخضع له رئاسة ترمب منذ تقلّده المنصب وحتّى وقتنا هذا.
نجوم هوليوود يحشدون الناخبين للتصويت ضد ترمب
وستشمل الانتخابات التصويت على جميع مقاعد مجلس النوّاب الأميركي البالغ عددها 435 مقعداً، فضلاً عن 35 مقعداً من أصل 100 في مجلس الشيوخ.
ومن المُتوقّع على نطاق واسع أن يفقد ترمب السيطرة على مجلس النّواب، بسبب مواقفه التي لم تحظ بشعبية إزاء عدد من القضايا المثيرة للجدل؛ مثل الهجرة.
بينما يكثّف الجمهوريون جهودهم للاحتفاظ بأغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ.
وفي ضوء نتائج بعض الاستطلاعات التي تتنبأ بليلة "مُدمّرة" لترمب، قد تُقرُّ الانتخابات النصفية الوشيكة مستقبل رئاسة ترمب، ومدى قدرته على الدفع بأجندته السياسية من خلال الكونغرس الأميركي.
هل يمكن أن تؤثر دعوات المشاهير على الرأي العام في هذه الانتخابات؟
تشير Daily Mail إلى أن معارضة نجوم هوليوود ذوي التوجّه الليبرالي قد تؤثّر على نتائج التصويت.
فيوم الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وصف نجم فيلم تيتانيك، ليوناردو دي كابريو الانتخابات النصفية بأنها "أهم تصويت في التاريخ"، وحث شباب الناخبين والنساء إلى "الخروج بقوّة" لمعارضة الرئيس.
ومن المتوقّع أن تشارك النجمة تشارليز ثيرون، مساء الإثنين 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في برنامج "Telethon Across America" على الهواء مباشرة لمدّة ساعتين عبر موقع يوتيوب، لتشجيع الناس، خاصّة أولئك الذين يُصوّتون لأوّل مرّة، على الإدلاء بأصواتهم ضد ترمب.
أما الإعلامية أوبرا وينفري والممثلة والناشطة جين فوندا فقد شاركتا في الحملة المناهضة لترمب؛ حيث خرجتا في حملة لدقّ أبواب المنازل بمدن مُتفرّقة بأنحاء أميركا، وحث الناس على التصويت ضد ترمب.
ووصف الصحافي الذي كشف فضيحة ووترغيت، كارل برنستين، ترمب بأنه "كالسُمّ في نظامنا".
وقالت جين فوندا، البالغة من العمر 80 عاماً والشهيرة بنشاطها السياسي المناهض لحرب فيتنام في السبعينيات، إنها تأمل أن يُدرك الشباب ما هو على المحك.
وقالت: "هذه الانتخابات- أكثر من أي تصويت آخر أتذكّره- ستُحدد ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في وصف أنفسنا بالبلد الديمقراطي وما إذا كُنا سنتمكّن من العَيشِ في بلدٍ به أُناس مُختلفون عن بعضهم البعض ونتعايش سويّاً بحقّ".
وقد ثبت بالفعل أن دعم المشاهير له تأثير كبير على الحملات السابقة للانتخابات.
فحينما أيّدت نجمة البوب تايلور سويفت المُرشّح الديمقراطي فيل بريزيدن في مسقط رأسها في ولاية تينيسي، أظهرت الاستطلاعات أن ما يقرب من مليون شخص أدلوا بأصواتهم مُبكّراً في الانتخابات- وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في مطلع الانتخابات النصفية لعام 2014.
ما أهمية الانتخابات النصفية في أميركا؟
يُنظر إلى الانتخابات النصفية -التي اكتسبت اسمها من توقيتها الذي يتزامن مع نصف فترة ولاية الرئيس البالغة 4 سنوات- بأنها استفتاء على سياسات ترمب، بما فيها مواقفه القوّية المناهضة للهجرة.
ويوم الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قال ترمب لداعميه إنه سيُرسل 15.000 جندي أميركي إلى الحدود الأميركية المكسيكية لصدّ قافلة اللاجئين الآتية من أميركا الوسطى، والتي قارنها بـ"الغزو" وزعم أنها "مليئة بالمُجرمين العنيفين وأعضاء العصابات".
وتعرّض ترامب لانتقادات حادة جراء خطابه العنيف؛ لا سيّما حين زعم أن مذبحة بيتسبيرغ "أبطأت من زَخَم" حزبه قبيل التصويت المقرر الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وقوبِلت تصريحاته بانتقادات هائلة؛ حيث وصفتها الإعلامية أوبرا وينفري بأنها "حقيرة".
وعلى الرغم من أن ترمب يحظى بعدد كبير من الداعمين بسبب الانخفاض الكبير في مستوى البطالة حسب نتائج استطلاعات الرأي الرسمية التي صدرت يوم الجمعة، إلا أنه أيضاً تعرض لانتقادات بسبب فرضه عقوبات جديدة على إيران.