بلغ عدد الأفلام العربية المرشحة لأوسكار 2019 ثمانية، إلى جانب فيلم إيراني، تمثل جميعاً الشرق الأوسط وقضاياه واهتماماته. وتتنافس هذه الأفلام مع 98 فيلماً آخر للوصول إلى قائمة الترشيحات القصيرة والمشاركة في ليلة الأوسكار المرتقبة في الشتاء.
وكان باب الترشيحات لجوائز الأوسكار أُغلق في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2018. قدمت 89 دولة أفلامها، منها اثنتان لم تقدما أي ترشيحات من قبل هما مالاوي والنيجر.
نستعرض في هذا التقرير الأفلام العربية التي تم ترشيحها للأوسكار:
1- إلى آخر الزمان.. حب في مقابر الجزائر
للجزائر تاريخ حافل مع الأوسكار، فعلى عكس الكثير من الدول العربية ترشح لها 5 أفلام سابقاً للجائزة، منها فيلم فائز عام 1969 –وقد كانت تلك المرة الأولى التي تقدم فيها الجزائر فيلماً لها للأوسكار- وهو فيلم Z.
هذا العام ترشح فيلم "إلى آخر الزمان"، والذي تدور أحداثه في مقبرة بسيدي بولقبور.
الفيلم يدور حول علي، حفار قبور، تجاوز عمره الستين. يلتقي بجوهر التي أتت لزيارة قبر شقيقتها للمرة الأولى بعد وفاة زوجها.
تسعى جوهر لتجهيز القبر لترقد فيه بجوار شقيقتها بعدما قررت الانتحار وتطلب المساعدة من علي، ولكن تنقلب الأمور عندما يقع الاثنان في الحب!
الفيلم من إخراج وتأليف ياسمين شويخ، وبطولة محمد بن بكرتي وإيمان نويل ومحمد تكيريت. وعُرض في مهرجان وهران الجزائري ليفوز بجائزة الوهر الذهبي.
2- يوم الدين.. رحلة برية في مصر مع أوباما ومرض الجذام
لم تحظَ مصر بأي ترشح للأوسكار على الإطلاق، على الرغم من استمرارها في تقديم الأفلام منذ عام 1958 بفيلم "باب الحديد" ليوسف شاهين. لكنها اليوم تتحضر لفرصة كبيرة مع فيلم "يوم الدين".
الفيلم الروائي هو الأول لمخرجه أبو بكر شوقي، لكن ذلك لم يمنعه من التنافس على السعفة الذهبية هذا العام بمهرجان كان السينمائي، والحصول على جائزة فرنسوا شاليه بالمهرجان ذاته، وهي جائزة تقدم للأفلام ذات القضايا الإنسانية.
عُرض "يوم الدين" لأول مرة في مهرجان الجونة السينمائي في سبتمبر 2018 ليحصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل وجائزة سينما من أجل الإنسانية من المهرجان نفسه.
كما نال جائزة مجلة Variety لأفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط، التي تقدم أيضاً في فعاليات مهرجان الجونة.
تبدأ أحداث الفيلم في مستعمرة الجذام، حيث نتعرف على بشاي، وهو مريض متعافى من الجذام يعاني من تشوهاته.
تتوفى زوجته فيقرر ترك المستعمرة والبحث عن جذوره وبقايا عائلته في المنيا بمصاحبة طفل يتيم يدعى أوباما.
الفيلم من إخراج وتأليف أبو بكر شوقي، وبطولة راضي جمال المتعافى فعلاً من الجذام، والذي تعرف عليه المخرج في فيلمه الوثائقي الأول عن الجذام "المستعمرة".
3- الرحلة من العراق.. أفجر نفسي أو لا أفجر نفسي هذا هو السؤال
للعراق تاريخ قصير للغاية مع جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، فحتى عام 2005 لم يُقدّم أي فيلم للجنة الأوسكار. أما هذا العام، ينافس فيلم الرحلة، وهو الفيلم الأول الذي يعرض بصالات العرض العراقية منذ 27 عاماً.
الرحلة فيلم للمخرج محمد الدراجي، بطولة زهراء غندورا وأمير جبارا.
عُرض الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي بكندا في قسم السينما العالمية المعاصرة.
تدور أحداث الفيلم حول الفتاة سارة التي توشك على تفجير نفسها في قطار، فهل تنفذ أم تعيد التفكير؟
4- كفر ناحوم.. دعوى قضائية من طفل ضد والديه في لبنان
العام الماضي حصل لبنان على أول ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي مع فيلم القضية 23 لزياد دويري، الفيلم الذي صنع ضجة كبيرة في الشروق الأوسط لأسباب سياسية أكثر منها فنية.
هذا العام، من المتوقع أن يحصل على ترشح آخر بفيلم كفر ناحوم للمخرجة نادين لبكي، بعدما حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائي.
كفر ناحوم الفيلم الروائي الثالث لنادين لبكي، وتشارك في التمثيل به مع مجموعة من الأطفال.
يتناول العمل قصة طفل صغير يعيش في قرية فقيرة، فيقرر التمرد على نمط حياته ويرفع دعوى قضائية ضد أبويه.
طاف الفيلم العالم مع مخرجته من مهرجان كان إلى سراييفو ومالبورن ثم النرويج، وحصل على الجوائز أينما حل بالإضافة إلى التصفيق الحار والإعجاب.
5- بورن آوت.. البحث عن السعادة في المغرب
لم تحظ المغرب بأي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في تاريخها، بل إنها توقفت تقريباً 20 عاماً منذ 1977 حتى 1998 عن تقديم الأفلام للقائمة الطويلة.
وتقدم هذا العام "بورن آوت" للمخرج نور الدين الخماري وهو كذلك المنتج والسيناريست.
الفيلم من بطولة سارة بيرلز ومرجانة العلوي، وأنس الباز، وتدور الأحداث في مدينة كازبلانكا.
يستعرض المخرج قصص عدة أشخاص كلهم يحاولون الحصول على السعادة بطرق مختلفة على الرغم مما يقاسون في الحياة.
6- على كف عفريت.. عندما تغتصب الشرطة الفتيات في تونس
قدمت تونس ستة أفلام فقط للأوسكار منذ بداية السينما بها، آخرها "على كف عفريت".
الفيلم من تأليف وإخراج كوثر بن هنية، وقد عُرض في مهرجان كان السينمائي.
تدور أحداثه حول واقعة حقيقية حدثت عام 2012، حين تعرضت فتاة جامعية للاغتصاب على يد عناصر من الشرطة.
ويستعرض الفيلم مأساة الفتاة التي تريد أن تشكو وتحصل على حقها ممن اغتصبوها ولكن تقف أمامها المصاعب.
7- شجرة الكمثرى البرية.. وراثة مهنة الآباء وملاحقة الأحلام في تركيا
تشارك تركيا هذا العام من خلال فيلم للمخرج المتميز نوري بيلجي جيلان "شجرة الكمثرى البرية".
نافس الفيلم على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي هذا العام، وحصل على استحسان النقاد.
وهو من بطولة أودين دوجو ديمركول، الذي يقدم دور سنان الشاب العائد إلى بلدته بعد إنهائه لدراسته الجامعية.
يحتار بين اتباع حلمه بأن يصبح كاتباً أو أن يعمل مدرساً كأبيه على خلفية من عدة مشاكل أسرية.
8- 10 أيام قبل الزفة.. الحب في زمن الحرب باليمن
تعد اليمن صاحبة التاريخ الأقصر مع الأوسكار، فهي لم تقدم سوى فيلم واحد عام 2016 ثم هذا العام فيلم "10 أيام قبل الزفة".
وشهد الفيلم إقبالاً جماهيرياً كبيراً من المشاهدين الذين تعودوا فقط على مشاهدة الأفلام الأجنبية والمصرية، وسعدوا بعمل يستعرض معاناتهم الخاصة في صالات السينما بعدن.
الفيلم من إخراج وتأليف عمرو جمال، وبطولة هديل عبد الحكيم، وعبير عبد الكريم، ونور عبد الله.
يستعرض فترة العشرة أيام قبل زفاف شاب وفتاة، والمصاعب التي يتعرضان لها بسبب الفوضى السياسية بعد الحرب منذ عام 2015.
9- بدون تاريخ بدون إمضاء.. جثة مألوفة الملامح في إيران
للسينما الإيرانية ذكريات جيدة مع الأوسكار، فعلى الرغم من ترشحها ثلاث مرات فقط، إلا إنها فازت بها مرتين والاثنتان مع المخرج الموهوب أصغر فرهادي.
المرة الأولى كانت عام 2011 مع فيلم انفصال، والثانية 2016 مع فيلم البائع.
وهذا العام قدمت إيران فيلم "بدون تاريخ بدون إمضاء" للمخرج وحيد جيلفاند، وهو من تأليفه كذلك.
أما البطولة فلكل من أمير أجاهي وذكية بينهاي، وتدور أحداثه حول رجل يعمل في مكتب للاختبارات الطبية، ويوماً ما يقابل جثة، مألوفة له أكثر من اللازم.
من الجدير ذكره أن من أهم فئات مسابقة الأوسكار بالنسبة لغير الأميركيين فئة "أوسكار أفضل فيلم أجنبي"، والمقصود بها أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية.
بدأت هذه الجائزة منذ عام 1956، ويسمح لكل دولة بتقديم فيلم واحد عنها عُرض بصورة تجارية خلال العام السابق.
ويبقى أن ننتظر شهر فبراير/شباط 2019 لمتابعة الحدث الفني الأكثر مشاهدة حول العالم.