رد الإعلامي المصري يسري فودة (54 عاماً) على الاتهامات التي طالته مؤخراً بشأن التحرش بزميلاته.
واعتبر أن "الحرب المفروضة عليه" واضحة الأسباب والأهداف والبدايات بالنسبة له، نافياً وجود أي قضية ضده كما "ادعت الحملة التشويهية"، لافتاً إلى عزمه رفع قضايا سب وتشهير بحق المدعين.
هذه حرب فُرضت علي، أعرف مصدرها و أعرف كيف بدأت و كيف تطورت و أعرف أهدافها. لكني مثلكم أكتشف فصولها تدريجيًّا مثلما أكتشف…
Geplaatst door Yosri Fouda op Woensdag 12 september 2018
وفي منشورٍ كتبه على صفحته الرسمية على فيسبوك، أضاف فودة عنوانه وبياناته الشخصية في ألمانيا، مطالباً المدعين باللجوء للقضاء في أي "دولة محترمة" لبيان حقيقة الادعاءات، كما طالب بضرورة توخي الحذر في سمعة الآخرين.
وسبق لفودة كتابة منشور آخر بعد ساعاتٍ قليلة من تداول الاتهامات ضده، لكنه كان أقل هجوماً من الحالي.
ففي منشوره السابق، شكر المدافعين عنه لثقتهم به، وأكد ضرورة عدم رده على "من لا يستحق" – حسب وصفه – ووصف ما كتب عنه بـ "منشور نمطي تم توزيعه على أدوات النظام لا أساس له من الصحة"، مطالباً بالتأكد من كلامه من خلال مخاطبة قناة Deutsche Welle الألمانية أو شبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية.
ثقتكم بي لا تقدر بثمن. أشكركم عليها، و رغم أني عادةً أعف عن الرد على من لا يستحق الرد فإنني أرى من واجبي تجاهكم أن أؤكد…
Geplaatst door Yosri Fouda op Maandag 10 september 2018
الصحف المصرية أشعلت الأزمة، واستغلتها لتصفية حسابات سياسية
في 9 من سبتمبر/أيلول 2018، نشر موقع "بوابة الأهرام" التابع لمؤسسة الأهرام الصحفية القومية بمصر، خبراً عن نظر القضاء الألماني 3 قضايا رُفعت ضد الإعلامي يسري فودة بالتحرش بزميلاته في قناة Deutsche Welle الألمانية.
وقالت الصحيفة إن زميلة له بالقناة كشفت هذا الأمر، ونقلت عن مصادر لم تعرفها الصحيفة أن الصحافي المصري تحرش بعدد كبير من زميلاته، وحددت اسمين، وهما وفاء البدري (مصرية – 30 عاماً)، وطرفة (يمنية – 27 عاماً)، وأكدت أنهن رفعن دعاوى قضائية ضده.
كما تحدثت الصحيفة عن اتهام فودة بالفساد المالي كذلك، بـ "استغلال مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية المشتبه في كونها واجهة لعدد من الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية في إعداد تقارير إخبارية وبيعها للقناة بمبالغ مالية باهظة".
فيما أكدت الصحيفة عينها أن القناة الألمانية تغاضت عن التجاوزات المالية لتكون "ورقة ضغط عليه للاستمرار بالقناة"، أما دعاوى التحرش فتكتمت عليها السلطات الألمانية لـ "دعم الحزب الحاكم بألمانيا للقناة، وإنفاق الحكومة مبالغ كبيرة عليها"، ولفتت كذلك إلى طرده من القناة ووقف بث برنامجه.
وقبل دقائق قليلة من نشر الأهرام للخبر، نشرت صحيفة "اليوم السابع" تقريراً بعنوان "بسبب فضيحة التحرش.. القناة الألمانية تطرد يسرى فودة"، وكانت القصة تقريباً بنفس تفاصيل وصياغة الخبر الذي نشرته صحيفة الأهرام، إلا أن الصحيفة أكدت امتلاكها وثائق تؤكد أحاديث سابقة كانت قد لاحقت فودة في الوسط الإعلامي حول الاتهام عينه.
وفي خضم هجوم الصحيفة على فودة الذي له خلفيات سياسية، ذكّرت بعمله بقناة "الجزيرة"، التي قالت إنه ارتمى في أحضانها بتاريخ إعلامي مغمور، وقالت إن "خطته في عدم الهجوم على الإخوان المسلمين سابقاً كان خطة من أجهزة مخابرات أجنبية"، وتحدثت كذلك عن معاداته لمظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، وموقفه "المعادي للدولة" حسب وصفها.
وفي النهاية، تظل كل هذه تكهنات واتهامات غير مؤكدة إلى أن يحسم القضاء هذه القضية في ظل تمسك كل طرف بروايته. أما بشأن الصحف المصرية – المقربة من مؤسسات الدولة بالأساس – فمعروف عنها هجومها على يسري فودة منذ مدة، وذلك بسبب رأيه السياسي في تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 التي أعقبها تولي السيسي للرئاسة لفترتين.
عن يسري فودة
كان فودة قد ترك القناة الألمانية في أغسطس/آب 2018، أي بعد عامين وشهرين من الانضمام لها في يونيو/حزيران 2016 وتقديم برنامج "السلطة الخامسة"، وقتها تحدثت الصحف المصرية عينها عن طرده بسبب مشاكل أخلاقية وتحرش دون إشارة لوقائع معينة، ولم يأخذ الأمر نفس الزخم الحالي.
وجاءت تجربته في القناة الألمانية خلفاً لعمله في شبكة قنوات "أون تي في" المصرية، حيث كان يقدم برنامج "آخر كلام"، الذي نال بسببه شهرة واسعة بمصر إبّان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وقد بدأ يسري فودة مسيرته الصحفية عام 1994 مراسلاً ميدانياً مع تلفزيون BBC، ثم انضم إلى قناة الجزيرة مديراً لمكتبها في لندن، حيث قدم برنامجه الاستقصائي "سري للغاية" لأكثر من عشر سنوات، قبل الانتقال إلى ON TV.