حاول مؤيّد للرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاطعة عرض A Bronx Tale الموسيقي، وهو من إخراج الممثل روبرت دي نيرو، يوم السبت 16 يونيو/حزيران 2018؛ حيث وقف بعد العرض، خلال تصفيق الجمهور، وأظهر للحضور لافتة كُتِب عليها: "حافظوا على عظمة أميركا".
وتأتي هذه الخطوة بعد شتائم متبادلة بين الرئيس ترمب والنجم الأميركي، حيث شتم دي نيرو الرئيس خلال حفل توزيع جوائز توني، الأسبوع الماضي، وردَّ الرئيس الأميركي عليه، في تغريدةٍ قال فيها إن دي نيرو "منخفض الذكاء للغاية، وقد تلقّى ضربات كثيرة في رأسه من الملاكمين الحقيقيين في الأفلام".
Robert De Niro, a very Low IQ individual, has received too many shots to the head by real boxers in movies. I watched him last night and truly believe he may be "punch-drunk." I guess he doesn't…
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 13, 2018
وتسبَّبت حادثة رفع لافتة "حافظوا على عظمة أميركا" بحالةٍ من الاستياء لدى البعض، بحسب ما نقلت صحيفة New York Post الأميركية. أحد الحضور، ويُدعى جو ديل فيكاريو، نقل ما حدث عبر حسابه على موقع تويتر، مُرفقاً تغريداته بصورة تُظهر الاحتجاج الذي شهده مسرح برودواي، وعلّق: "هذه هي الأزمنة التي نعيش فيها".
وتابع ديل فيكاريو: "في نهاية العرض، استدار رجلٌ في وجه الجمهور وأظهر لنا بلاهته"، وختم: "سُرعان ما أُبعِد من المسرح بعد ذلك".
واتّجه الكثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق ما جرى مساء يوم السبت الماضي، في نهاية عرض A Bronx Tale، الذي أقيم في الثامنة مساءً، وهو من إخراج دي نيرو، والفائز بجائزة توني 4 مرّات جيري زاكس.
وأظهرت الصور، التي نشرها المستخدمون على موقع تويتر، مؤيّد ترامب واقفاً قبالة الصف الأمامي وبين يديه لافتة كُتِب عليها: "حافظوا على عظمة أميركا"، أثناء التحيّة الأخيرة لأعضاء فريق العرض. وكُتِب أيضاً على اللافته "ترامب 2020" – في إشارة للانتخابات الأميركية التالية.
اللافت أن الجمهور على ما يبدو، كان غير مهتمّ تماماً به.
فالصور، التي نُشرِت، أظهرت جميع الواقفين في الصفوف الأمامية وهم يصوّبون أنظارهم إلى المنصّة باهتمام، بمن فيهم الذين يقفون بالضبط إلى جوار الرجل؛ الذي تأتي حركته بمثابة احتجاجٍ مباشر على تعليقات دي نيرو التي شتم فيها الرئيس ترمب، خلال حفل توزيع جوائز توني، الأسبوع الماضي.
وقال ديل فيكاريو "إنه لأمر حزين ألا يتمكّن الناس من الاستمتاع بعرضٍ جميل، وأن يتبنّوا رسالته التي توحّد الصفوف دون تسييسها".
واتّفق بريان سترومواسر، المُشرف على قسم الشَعر في العرض، وغيره الكثيرون من فريق الإنتاج على ذلك، قائلين إن الرجل "أساء احترام" فريق العرض وطاقم العمل.
وكتب سترومبواسر عبر موقع إنستغرام، يوم الأحد 17 يونيو/حزيران: "أيّا كان الشخص المعترض، الذي يعتقد أنه لا بأس من نشر آرائه السياسية في عرض مسرح برودواي، وأنه لا بأس من إساءة احترام جميع من دفعوا أموالهم لمشاهدة عرض يشمل الناس جميعاً.. فقد طُرِد من المسرح مساء يوم السبت".
وأضاف قائلاً "روبرت دي نيرو واحدٌ من مُخريجنا، وقد أخرج فيلم A Bronx Tale – في العام 1993- وكان قادراً على جعل 6000 شخصاً يهتفون ويبتهجون عندما شتم ترامب في حفل جوائز توني".
وتابع قائلاً "إذا أراد الرئس دونالد ترامب أن يزور عرض A Bronx Tale الموسيقي، فربما يعرف بنفسه ما هي العنصرية، وكيف نتعامل معها. اشتموا ترمب ولا تعبثوا مع العرض"!
ولم تكن حادثة مساء السبت المحاولة الأولى، من أنصار الرئيس ترمب، لمقاطعة عرضٍ مسرحي في مدينة نيويورك الأميركية؛ ففي الصيف الماضي، قفز شخصان على خشبة مسرح المتنزّه المركزي، خلال عرض "يوليوس قيصر" احتجاجاً على تصويره لترمب.