شهدت الدراما الرمضانية هذا العام بروز العديد من الأعمال التي لاقت ردود فعل إيجابية بمجرد عرض حلقاتها الأولى، إلا أن بعض المسلسلات قصتها مقتبسة من أعمال أجنبية، دون أي تنويه أو إشارة لذلك.
وقد يكون المبرر وراء عدم الإشارة هو عدم اقتباس كافة أحداث المسلسلات من تلك الأعمال بالكامل، خاصة مع تغير الأزمنة والظروف الاجتماعية، إلا أن القصة والحبكة الأساسية تظل واحدة، وهو ما كان يجب التنويه له.
يستعرض التقرير تلك المسلسلات.
اختفاء وThe Lives of others.. قصة تجسس واحدة
جزء محوري من القصة الأساسية لمسلسل اختفاء مقتبس من الفيلم الألماني الشهير The lives of others، الذي صدر عام 2006، وحصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
تدور قصة فيلم The Lives of others عام 1984 بألمانيا الشرقية، حين كان كافة المواطنين يخضعون لمراقبة الشرطة، يتم تكليف الضابط جيرد ويسلر بمراقبة كاتب مسرحي وزوجته للوقوف حول ما إذا كانت لهما أية أنشطة سياسية، مع إيفاء رؤسائه بالتقارير الدورية، ومع الوقت يتأثر الضابط بحياة من يراقبهم، وتتغير حياته معهم شيئاً فشيئاً.
تلك القصة اقتُبست بالكامل في مسلسل اختفاء للنجمة نيللي كريم، حيث تدور نصف أحداث المسلسل في فترة الستينيات، حول ضابط شرطة (محمد ممدوح) كلف بمراقبة كل من نسيمة (نيللي كريم)، ونادر الرفاعي (محمد علاء)، لتتغير حياته رأساً على عقب، ويقع في غرام نسيمة، وذلك بعد تغيير اسمه ووظيفته وحياته بالكامل.
لم يتم التنويه إلى ذلك الاقتباس في تترات المسلسل، رغم التشابه الصريح بينهما، كما أن المسلسل وُجهت له أيضاً اتهامات بالاقتباس من رواية متروبول، للكاتبة ريم أبو عيد، وقد حرّرت محضراً ضد شركة العدل المنتجة للمسلسل، بتهمة السرقة منها.
وتدور أحداث مسلسل اختفاء حول دكتورة جامعية في روسيا، تُفاجأ باختفاء زوجها، لتبدأ رحلة البحث عنه، ويصل بها الأمر للعودة إلى مصر في إطار رحلة بحثها، لكن هذه الرحلة تفاجئها بالكثير من الأمور التي لم تكن على علم بها.
المسلسل من تأليف أيمن مدحت، وإخراج أحمد مدحت، ويشارك في بطولته بجانب نيللي كريم كل من محمد ممدوح، وبسمة، وهشام سليم، ومحمد علاء.
يحيى الفخراني وروبرت دي نيرو يقدمان شخصية واحدة
تدور أحداث مسلسل بالحجم العائلي حول قصة السفير نادر التركي (يحيى الفخراني)، الذي يترك العمل السياسي ويمارس شغفه في الطبخ، ويفتح فندقاً في مرسى علم، وهو ما يثير غضب زوجته ثريا (ميرفت أمين)، وتقرر أن تقلب أولاده الأربعة عليه، حيث تعمل على إفساد كل خطط نادر لزيارتهم في حفل رأس السنة، إلا أنه يكتشف أفعال زوجته، فيدَّعي أنه مصاب بانسداد الشرايين التاجية، وتلتف العائلة حوله من جديد، ليكتشف الأب أنه لا يعلم أي شيء عن حياة أولاده.
اقتبس مسلسل بالحجم العائلي قصته من الفيلم الأميركي Everybody's Fine، إنتاج عام 2009 للنجم روبرت دي نيرو، الذي جسَّد فيه دور أب توفيت زوجته وتركته وحيداً، ليحاول التواصل مع أولاده الذين فرَّقتهم الحياة بعيداً عنه، إلا أن الأولاد الأربعة يعتذرون دوماً عن لقائه في رأس السنة، ليجد أنه ليس أمامه سوى حلٍّ واحد، وهو السفر لهم ومفاجأتهم، فيذهب إلى أبنائه الواحد تلو الآخر، ويشعر بأنهم يُخفون عنه شيئاً، لكنه لا يعلم بعد ما هو هذا الشيء، حتى تنكشف كثير من الأسرار، منها أن ابنه ديفيد مسجون في المكسيك، وأولاده الآخرون يتكتمون على الخبر.
الفيلم الأميركي بدوره أيضاً مقتبس من فيلم إيطالي يحمل نفس الاسم، أنتج سنة 1990 للمخرج جيوزبي تورنتوري.
ليس التشابه بين المسلسل والفيلم في القصة الأساسية فقط، بل في تفاصيل الشخصيات والأحداث، فكل من الفخراني ودي نيرو لديهما 4 أبناء، ولدان وابنتان، واحدة منهما تعمل بالإعلانات، جسَّدت دورها يسرا اللوزي في بالحجم العائلي، وكيت بيكينسيل في Everybody's Fine، وكلاهما منفصلتان عن زوجيهما، ويخفيان العديدَ من الأسرار، إضافة إلى أن بقية الأبناء يعانون من مشكلات عديدة في الحياة.