بدأت أولى حلقات "الشك" بمشهد خلف صدمة لدى المتابعين، بعدما طلبت مي (ديمة قندلفت) الطلاق من زوجها ورد (بسام كوسا) أمام أصدقائهما خلال احتفالهما بذكرى زواجهما، معلِّلة الأمر بمعرفتها بخيانة زوجها لها مع واحدة من الموجودات في السهرة، لتبدأ بعدها نار الشك تلتهم أزواج الموجودات وتتأزم حياتهم جميعاً.
المسلسل كتبه سيف حامد وأخرجه مروان بركات، واختار له أسلوبَ الحلقات القصيرة، حيث لا تتجاوز مدة الحلقة الواحدة العشر دقائق، ولم يكتفِ صناع العمل بذلك، بل ابتعدوا عن المنافسة التلفزيونية وطرحوه عبر اليوتيوب، معتمدين أسلوباً تفاعلياً، بحيث يطل في بداية كل حلقة أحد أبطال العمل ليعلن للمشاهدين تفاصيل مشوقة عن الحلقة.
عرض بلا قيود
يعلل محمد باسل خير، المدير التنفيذي في شركة Watan Net Work ، سبب اختيارهم للعرض، بأنه نبع من رغبتهم في كسر حاجز القنوات التلفزيونية وشروط عرضها، والقيود التي قد تفرضها على النص أو الفنانين، الأمر الذي يؤدي أحياناً إلى تضييق مساحة التعبير والإبداع، بالإضافة للحصار الحالي على الدراما المحلية، والذي تسبَّب في توجيه الكثير من شركات الإنتاج أعمالها خارج سوريا، وقلل فرصة العمل لدى الكثير من السوريين الموهوبين من ممثلين وفنيين.
ويتابع خير قائلاً، أنَّه من ضمن أسباب اختيار موقع يوتيوب للعرض إتاحة مشاهدة العمل مجاناً للجميع، كي يستطيعوا متابعته في أي وقت وفي أي مكان، مضيفاً بأنهم فضلوا مواكبة الثورة التكنولوجية بأيدي سورية 100%، وإثراء الدراما السورية بأدوات جديدة كي يزيدوا انتشارها، وهي التي طالما كانت متصدرة في العالم العربي.
تعميم التجربة
ويتابع خير بأنهم سيدرسون تجربة مسلسل "الشك" بالتفصيل، ويقيمون الجدوى الاقتصادية منها لشركات الإنتاج، من أجل تعميم مشروع أعمال مخصصة للإنترنت فقط.
واختار القائمون على العمل شهر رمضان تحديداً لعرض المسلسل لقياس مدى نجاح المشروع ومقارنته مع أعمال أخرى، بما أن أغلب الأعمال الدرامية السورية والعربية باتت تُعرض في رمضان، فضلاً عن أن فريق التسويق في Watan Net Work، توصَّل ومن خلال إحصائيات ودراسات إلى أن المُشاهد العربي يتَّجه بشكل أكبر إلى يوتيوب وغيره من منصات الفيديو المتوفرة على شبكة الانترنت، لمشاهدة المسلسلات حتى ولو كانت معروضة على التلفزيون، ليتخلَّص من الإعلانات الطويلة، ويشاهد أعماله المفضلة في أي وقت وفي أي مكان.
10 دقائق مليئة بالغموض
وبخصوص طول مدة الحلقة التي تتراوح ما بين ثماني إلى عشر دقائق، بيَّن خير أنه كان بإمكانهم إطالة المدة لتصبح 20 دقيقة أو أكثر، من خلال إضافة لقطات طويلة أو لقطات إضافية، لكنهم قرَّروا تكثيف العمل، وجعله خالياً من أي إطالات لا مبرر لها، من أجل عدم إضاعة وقت المشاهد، وسهولة مشاهدة عمل مدته عشر دقائق فقط، وثانياً لخلق حالة من الغموض والتشويق، وإبقاء المشاهد مشدود الأعصاب طول فترة الحلقة.
تجربة جديدة
رغم حداثة هذه التجربة، فإنها نجحت في جذب أسماء مهمة، مثل بسام كوسا وديمة قندلفت وصفاء سلطان ومحمود نصر ومحمد الأحمد وغيرهم.
ويقول المدير التنفيذي في الشركة، عن هذا الأمر: "لم تكن عملية إقناع.. بدأ المشروع بطرح فكرة بين شركة فيرجن 4 والمخرج مروان بركات، الذي بدوره طرح المشروع على الفنانين أبطال المسلسل، وقد آمنوا بهذه التجربة الجديدة وخاضوها".
وعن التفاعل الذي حقَّقه العمل حتى الآن، يرى خير أن حجم المتابعة "جيد جداً"، وتفاعل الناس ضمن تعليقات الفيديو وعلى صفحات السوشيال ميديا إيجابي، ويرغب غالبيتهم في مشاهدة المزيد من هذا النوع من الأعمال، لهذا يخططون في الشركة لطرح استبيان عن العمل، بهدف قياس رأي المشاهدين بشكل أدق "لأن الجمهور بنظر شبكة وطن هو الأهم، واقتراحاته وآراؤه جزء لا يتجزأ من خطواتنا القادمة".
ويختم حديثه بالتأكيد على أن الدراما عموماً تعيش حالةً من الثورة الحقيقية، وتحديداً في أسلوب المشاهدة، وبالتالي فقد انتهى زمن القيود على المشاهد "وأصبحنا في عالم اسمه تحت الطلب، من يستطيع إدراك ومواكبة هذا التحول فهو على بر الأمان، أما من يرفض هذا التطور ويصرّ على العيش بأسلوب وتفاصيل الزمن القديم، الذي له كل الاحترام طبعاً، سيواجه الكثيرَ من الصعوبات في المستقبل القريب".