يبدو أن صبر النجمة الجزائرية ريم غزالي نفد، ولم تعد تستطيع مقاومة سيل الانتقادات التي طالت مسلسلها الأخيرة "بوقرون" أسطورة المماليك، الذي كان يتم الترويج له قبل شهر رمضان، باعتباره الأضخم على الإطلاق.
صدمة الجزائريين بدت واضحة خصوصاً على الشبكات الاجتماعية في الأيام الأولى لعرض المسلسل، بعدما كشف النقاب عن العمل، الذي لم يكن في المستوى المتوقع في نظر الكثيرين.
وتقوم ريم غزالي بدور البطولة في سلسلة "بوقرون"، كملكة تدعى "هيدورة"، عاشت قبل 30 ألف سنة من الآن، وفوق ذلك أشرفت هي شخصياً على كتابة السيناريو، وإخراج المسلسل، وهو ما يعد سابقة في الدراما الجزائرية.
المنتقدون فيروسات وشخصيات ضعيفة
في قرابة 28 دقيقة، أطلت غزالي عبر السوشيال ميديا للرد على كل الكلام الذي قيل بشأن المسلسل.
واعتبرت غزالي سيل الانتقادات التي طالتها، وطالت السلسلة هي من "شخصيات ضعيفة، تسعى إلى تحطيم همم الشباب الذي أراد العمل وتشريف الجزائر داخلياً وخارجياً".
وفوق ذلك قالت "هؤلاء فيروسات تعمل لجهات معروفة، وقنوات منافسة، همهم الوحيد المال وفقط، بعيداً عن المنافسة الشريفة، والعمل المحترف".
وأثنت ريم على كل المشجعين، والمتتبعين "الذين قدروا الجهد والعمل، إيماناً منهم من أن الدراما حب وتضحية واجتهاد من أجل إرضاء المشاهد، وهي خصال نجدها عند الجزائريين أينما حلوا وارتحلوا".
الانقلاب في تونس
توقفت ريم غزالي في ردها كثيراً، عند قضية الإخراج الذي تكفلت به شخصياً، في السلسلة التي احتوت 28 حلقة بدلاً من 30 حلقة، كما كان مروجاً لها سابقاً.
واتهمت في حديثها أحد المخرجين بالخيانة والانقلاب على العمل، الذي كان تصويره في إحدى مدن الإنتاج التونسية، بل وطعنت حتى في أخلاقه وسلوكه، رافضة ذكر اسمه احتراماً للأمور الشخصية، كما قالت.
فبعد بداية التصوير "لم يحترم المخرج ما كنا متفقين عليه، بل وأصبح يملي العمل على طريقته الخاصة، وكنت حينها بعيدة عن البلد، عدت مسرعة واطلعت على الحلقة الوحيدة التي تم تصويرها، فكان خلافاً تماماً لما كان متفقاً عليه، فما كان سوى رمي الحلقة في سلة الزبالة وإنهاء الموضوع مع المخرج"، على حد تعبيرها.
هناك تضيف "قررت الإشراف شخصياً على إخراج العمل، واللعب على وتر الوقت الذي لم يكن في صالح السلسلة، لكن يبقى الإشكال هو أن المخرج لما رحل واصل حربه على العمل بسحب مدير الإنتاج والسكريبت، وعدد من التقنيين، أي أن العمل يتطلب انطلاقة جديدة من الصفر".
وبعد 4 أيام من الصراعات أو كما وصفتها "وبمساعدة التونسيين تم التغلب على المشكلة بصعوبة، وبدأ التصوير تحت إشرافي، وبدأ العمل يولد من جديد".
التجميل.. أيضاً
ما يعرفه الجزائريون عن سلسلة بوقرون، أنه من كتابة وبطولة وإخراج الفنانة والممثلة ريم غزالي، ولم يكن أحد يتوقع بأن التجميل و"المايكاب" الظاهرة في المسلسل وعلى جميع الممثلين هي تحت إشرافها أيضاً.
وقالت في ردها على الانتقادات وهي باكية "بأنها تعبت كثيراً في العمل، وتحدت جميع الصعاب، إلى درجة أنها أشرفت شخصياً بالإضافة إلى السيناريو، البطولة والإخراج، على التجميل".
وأردفت في هذا الشأن" أنا أملك صالونات خاصة بالتجميل، وتكويناً من كبار المختصين في هذا الشق، وبالتالي قررت الإشراف شخصياً على "المايكاب"، وفق ما يعكس المسلسل، ويخدم عصره ورسائله".
حتى أن ريم غزالي لم تعتمد على مخرج منفذ كما قالت، "ولو تم الاعتماد عليه لكان ظهوره واجباً في جنريك المسلسل كما هو معمول به في تقاليد الدراما العربية والعالمية".
مالي ونجوميتي لم يكونا سبباً في بث العمل على MBC
وفندت ريم غزالي من خلال ردها، ما تداوله البعض بخصوص بث سلسلة بوقرون على شبكة MBC السعودية التي تبث من الإمارات، بعدما ربطت هذه الخطوة بالمال والنجومية.
وقالت غزالي "لم أتدخل إطلاقاً في قضية بث السلسلة على شبكة MBC كما يروج له البعض، ولم أقم بأي وساطات من أجل هذا الهدف، فالقضية متعلقة بين القناة المنتجة "الشروق الجزائرية" وMBC.
مؤكدة بأن القناة استضافتها كمخرجة وممثلة للسلسلة، وأكدت لهم بأن العمل تم إخراجه باللهجة العامية في الجزائر، مع ذكر أسماء الممثلين المشاركين، والحلقات، والسيناريو المعتمد في العمل.
ورغم ذلك أثنت ريم غزالي على خطوة بث القناة على mbc واعتبرتها فصلاً مهماً للدراما الجزائرية.
المنتجون ينتقدون
الإعلامي والمنتج الجزائري سليمان بخليل، وفي منشور مطول عبر فيسبوك، اعتبر السلسلة من الأعمال الفاشلة، ويرى متتبعون أن رد ريم غزالي المصور كان لهذه الشخصية.
وكتب بخليلي يقول "العمل الذي يمكن أن يتوّج كأسوأ وأردأ عمل تلفزيوني هذه السنة هو بلا منازع: بو قرون (بترقيق حروف الاسم مثلما تنطقه صاحبة العمل باللسان اللبناني، وليس بالتفخيم كما ينطقه الجزائريون)".
واعتبر تكرار اسم صاحبة العمل – ريم غزالي – مرات عديدة في الجنريك بشكل مبتذل، فهي السيناريست وهي البطلة وهي المنتجة وهي المخرجة وهي هي.. يدل كما قال "على عدم احترافية المنتجة وعدم اكتسابها قواعد العمل التلفزيوني الصحيحة".
كما أنه يضيف "كرّسَتْ ( كاتبة السيناريو – المنتجة ) أسماء لشخوص المسلسل تسيء للعمل فنياً وللمجتمع أدباً وللذوق الفني جمالاً (هيدورة، دوارة، بوزلوف، لوبيا، بوقرون) هذا الأخير لم يظهر له أي أثر ولا جدوى منذ بدء البث إلى اليوم رغم أنه هو (البطل) الحقيقي الذي يوازي دور عاشور العاشر في عنوان العمل وحبكته!.
ومسألة بث المسلسل على قناة mbc4 يعتبره بخليلي "أمراً في منتهى البساطة، حيث أن المنتجة بحكم علاقاتها المعروفة في الخليج والمشرق العربي تمكنت من إقناع إدارة القناة بقبول العمل هدية منها (دون أن تدفع القناة لها دولاراً واحداً) بحيث تستفيد القناة كسب مشاهدين جزائريين لبرامجها وبالتالي استقطاب معلنين مستقبلاً، وتستفيد المنتجة المخرجة البطلة شهرة بث القناة لإنتاجها".
النقاد السينيمائيون أيضاً
بناءً على الحلقات التي عرضت بحسب الناقد السينمائي محمد علاوة حاجي فالعمل "أحد أسوأ الأعمال التلفزيونية الجزائرية في رمضان الحالي، ولا يستحق كل هذه الضجة والهول الإعلامي".
وأضاف لـ"عربي بوست" أنه رغم توفّر العمل على عناصر الإبهار البصري، متمثّلةً في الصورة والديكورات والأزياء، واللعب بالأضواء والمؤثرات، "فالمسلسل ضعيف من حيث مستوى أداء الممثّلين، والقصّة والحوار".
والغريب، يضيف حاجي "أن الحلقة الواحدة لا تحتوي أكثر من 8 دقائق تمرّ دون أيّة أحداث أو مواقف لافتة".
سقف توقّعات المشاهدين بحسب محدثنا "كان مرتفعاً بالنظر إلى الحملة الدعائية الكبيرة التي سبقت عرضه وقدّمته على أنه أحد أضخم الإنتاجات التلفزيونية، حتى وإن كان المشاهد يعلم مسبقاً أن العمل يستنسخ فكرة سلسلة "عاشور العاشر" للمخرج جعفر قاسم، فإنه لم يتوقّع عملاً بهذا الضعف".
الرد لم يشفع لها
الرد المصور الذي نشرته ريم غزالي دفاعاً على عملها من جهة، ورداً على المنتقدين، لم يشفع لإرضاء المتتبعين، إذ أن التعليقات المرافقة للفيديو، واصلت انتقادها للعمل.
وأجمع المنتقدون على أن العمل "لا يرقى لكي يكون الأضخم والأحسن على الإطلاق كما روجت له القناة الراعية والمخرجة ريم غزالي".