مع كل عام يزيد عدد المسلسلات وتزداد المنافسة أكثر وأكثر. ولم يعُد صناع الدراما يكتفون بإعلانات الشوارع والتريلر؛ بل أصبحت موسيقى أو أغنية بداية المسلسل إعلاناً مستقلاً، والسلاح الأول لهم في الدعاية.
وفي آخر عامين/ أصبح صنّاع المسلسلات يطلقون أغنية مقدمة المقدمة لمسلسلاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لجذب الجمهور، وتذكيره بأن مسلسلاً شائقاً في الطريق.
محمد رمضان يسبق الجميع بمقدمة "نسر الصعيد"
في العادة، يبدأ صناع الأعمال الدرامية بطرح المقدمات خلال آخر عامين، قبل عرض المسلسل بأسبوع أو أكثر قليلاً، ولكن محمد رمضان هذا العام (2018) كسر القاعدة وقام بطرح مقدِّمة أغنية مسلسله الجديد "نسر الصعيد" قبل ما يقارب شهراً من حلول رمضان.
أغنية مقدمة مسلسل "نسر الصعيد" غناها المطرب الشعبي أحمد شيبة، الذي كان نجم الشباك في مسلسلات العامين الأخيرين، حيث غنى شيبة أغنية شعبية تتناسب مع طبيعة المسلسل، الذي تدور أجواؤه في الصعيد.
وقد اقتربت الأغنية من تجاوز 10 ملايين مشاهَدة في نحو 20 يوماَ.
شقيق عمرو سعد يغني مقدمة مسلسله "بركة"
وقع اختيار الفنان عمرو سعد على شقيقه المطرب أحمد سعد لغناء مقدمة مسلسل "بركة"، الذي يخوض به منافسات رمضان 2018.
وهذه ليست المرة الأولى التي يغني فيها أحمد مقدمة مسلسل لشقيقه عمرو، فقد سبقا أن كررا التجربة في مسلسل "يونس وِلد فضة" الذي قدَّمه عمرو في رمضان 2016.
هنيدي وحمادة هلال مطربان في "قانون عُمر" و"أرض النفاق"
ليست هي المرة الأولى، فقد فعلها الثنائي من قبل في أعمالهم السابقة.
الفنان حمادة هلال غنّى مقدمة مسلسله "ولي العهد" الذي عُرض في موسم رمضان 2015، وحققت الأغنية نجاحاً جيداً، وحقق المسلسل نسبة مشاهَدة متوسطة، ويكرر حمادة هلال التجربة بغناء مقدمة مسلسله الجديد "قانون عُمر".
كذلك، الفنان محمد هنيدي، الذي غنى مقدمة "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" الذي عُرض في رمضان 2011 وحقق نجاحاً كبيراً- يكرر التجربة هذا العام (2018) في مسلسله الجديد "أرض النفاق"، المأخوذ عن الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه وقدّمه فؤاد المهندس عام 1968.
وينضم إلى القائمة أيضاً نجما الكوميديا إيمي سمير غانم وحسن الرداد، اللذان يقدمان أغنية مقدمة مسلسلهما الكوميدي "عزمي وأشجان"، وسيكون على شكل اسكتش كوميدي ساخر.
مدحت صالح مع ياسر جلال للمرة الأولى
في ثاني بطولاته الدرامية، اختار الممثل ياسر جلال المطرب الكبير مدحت صالح ليغني له مقدمة مسلسله الجديد "رحيّم"، بعد نجاح في البطولة الدرامية الأولى له بمسلسل "ظل الرئيس" في رمضان الماضي (2017).
وكان ياسر جلال قد اكتفى في مسلسله الأول بالموسيقى التصويرية في المقدمة والنهاية، ولكنه قرر تغيير المقدمة هذه المرة.
كاظم والشرنوبي وهبة طوجي في سنة أولى مقدمات
وتشهد دراما رمضان 2018 ظهور عدد من المطربين للمرة الأولى في مسيرتهم الفنية.
العراقي كاظم الساهر فاجأ جمهوره بغناء مقدمة المسلسل السوري "الواق واق"، بطولة باسم ياخور، ورشيد عساف وشكران مرتجي، وطرحته الشركة المنتجة للعمل على موقع يوتيوب. في الأغنية، يشدو كاظم بألحان الموسيقار السوري طاهر مامللي، في إحدى المرات النادرة التي يغني فيها لحناً لغيره.
وتغني المطربة اللبنانية هبة طوجي مقدِّمةَ المسلسل اللبناني "طريق"، الذي يقوم ببطولته عابد فهد ونادين نسيب نجيم، وهي المرة الأولى التي تخوض فيها طوجي تلك التجربة.
الشرنوبي وديانا كرازون يجربان الحظ
الممثل والمطرب محمد الشرنوبي يخوض تجربة غناء مقدِّمة للمرة الأولى هو الآخر، بمسلسل يسرا الجديد "لدينا أقوال أخرى"، الذي تم تغيير اسمه بعدما كان يحمل اسم "بني يوسف".
يشارك الشرنوبي في بطولة المسلسل ويغني المقدمة.
وتظهر المطربة الأردنية ديانا كرازون على الساحة في رمضان المقبل (2018)، بمقدمة المسلسل الكويتي "روز باريس"، الذي يشارك في بطولته محمد المنصور، وانتصار الشراح، وأحمد السلمان، وهيا عبد السلام، وفهد البناي، ومي عبد الله ومجموعة من نجوم الدراما الخليجية.
التجربة هي الأولى للمطربة الأردنية في غناء المقدمات.
عودة نانسي عجرم ولطفي بوشناق
خاضت الفنانة نانسي عجرم تجربة غناء مقدمات 4 مسلسلات مصرية؛ وهي مسلسلات: "ابن الأرندلي"، و"سمارة"، و"حالة عشق" و"حكايات بنات" بأجزائه الثلاثة.
وعندما تغني نانسي مقدِّمةَ المسلسل اللبناني "جوليا"، الذي تقوم ببطولته ماجي بوغصن، وقيس الشيخ ونجيب وتقلا شمعون، ستكون هي المرة الأولى لها في لبنان.
ويعود الفنان التونسي لطفي بوشناق لغناء المقدمات، حيث يغني مقدمة المسلسل السوري "هوا أصفر"، بطولة سلاف فواخرجي ويوسف الخال.
الزعيم والفخراني ونيللي كريم يفضلون الموسيقى التصويرية
على جانب آخر، يفضل مجموعة أخرى من النجوم الاعتماد على الموسيقى التصويرية من باب التغيير، أو وفقاً لطبيعة المسلسل الذي يقدِّمه خلال الموسم.
الفنانة نيللي كريم، التي قدمت مسلسل "لأعلى سعر" العام الماضي (2017)، وغنت مقدمة المقدمة له الفنانة نوال الزغبي "الناس العزاز"، اكتفت هذا العام بالموسيقى التصويرية في مسلسلها الجديد "اختفاء".
والطريق نفسه سلكه الزعيم عادل إمام في مسلسله الجديد "عوالم خفية"، حيث فضَّل الاعتماد على الموسيقى التصويرية.
وثالث النجوم هو الفنان يحيى الفخراني، الذي يعود للدراما بمسلسل "بالحجم العائلي" بعد غياب العام الماضي (2017)، وفضّل هو الآخر الاعتماد على الموسيقى التصويرية.
وينضم إلى القائمة المسلسل اللبناني "تانغو" بطولة باسم خياط، ودانييلا رحمة، وباسم مغنية، ودانا مارديني، حيث يكتفى صنّاعه بالموسيقى التصويرية للمقدمات.
مسلسلات في قائمة الانتظار
عدد كبير من المسلسلات لم يتضح الشكل النهائي لها، ولم يستقر صنّاعها على شكل مقدماتها. وهناك أسماء كثيرة مرشَّحة لغناء أكثر من مقدمة، أبرزهم الفنانة شيرين عبد الوهاب المرشحة لغناء مقدمة مسلسل "ليالي أوجيني"، وهو البطولة المطلقة الأولى للنجم التونسي ظافر العابدين في مصر، ولكن لم يتم الاستقرار على الأمر حتى الآن.
الاهتمام بالمقدمة ليس جديداً
الناقد نادر عدلي يرى أن موضوع الاهتمام بمقدمات المسلسلات بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي. والدليل على ذلك نجاح مقدمات مسلسلات كثيرة، لدرجة أنها ظلت عالقة في ذهن الجمهور حتى الآن مثل مسلسلات "ليالي الحلمية"، "أرابيسك"، "رأفت الهجان" وغيرها. يضيف أن "صناع المسلسلات كانوا يعدّون المقدمة جزءاً من المسلسل، ولم يكن في مخيلاتهم أن تكون هي الجزء الأكثر نجاحاً في المسلسل، فهي كانت عنواناً للمسلسل ومعبِّرة عنه. مع مرور الزمن، أصبحت المقدمة معبرة عن مضمون العمل، وهذا تاريخياً رسَّخ فكرة أساسية لدى صناع الأعمال، وهي أن المقدمة من الممكن أن يكون جيدة لجذب الانتباه والتعبير عن الجودة".
فالأغنية قد تعيش أكثر من المسلسل
يحكي عدلي عن التأثير الترويجي لمقدمة مسلسل "نسر الصعيد" قبل بث المسلسل بأسابيع، وتحقيقها ملايين المشاهدات، "وإذا عُدنا مثلاً للعام الماضي (2017)، سنجد أن أغنية مقدمة مسلسل (رمضان كريم) التي غناها المطرب الشعبي حكيم، انتشرت بين الجمهور أكثر من المسلسل، فالأغنية قد تنجح حتى لو المسلسل غير جيد، وقد يحدث أن المسلسل والأغنية يكمّل كل منهما الآخر ويحققان نجاحاً كبيراً مثلما حدث مثلاً في مسلسل (رأفت الهجان) بأجزائه، فالتيمة الموسيقية للمسلسل أصبحت حالة شهيرة وموحية بطبيعة العمل".
وربما تؤثر الأغنية بالسلب على العمل الذي تروج له، كما يضيف عدلي، لأنها عامل الجذب الأول للمسلسل، فإذا أضفت صورة سلبية عن المسلسل، لن يحرص المشاهد على متابعته، وستسقط الأغنية مع الوقت.
واللحن الناجح أقوى أثراً من التريلر
ويرى نادر عدلي أن أغنية المقدمة أصبحت هامة جداً في التعبير عن المسلسل وإيضاح فكرته ومضمونه، والترويج له. "فكرة التريلر الذي يُعرض في دقيقة أو أقل أصبحت غير مجدية لجذب المشاهد وغير معبِّرة عن قصة العمل. على سبيل المثال ،ياسر جلال في مسلسله الجديد (رحيم) يظهر في التريلر نازلاً من طائرة هليكوبتر، فلا شيء معبراً في هذا المقدمة، ولن ينجح في لفت نظر الجمهور، كذلك أكرم حسني في مسلسله الجديد (الوصية) يمشي بجانب أحمد أمين، ثم يضربه على وجهه، فلا شيء معبراً يجعلك تضع المسلسل ضمن قائمة مشاهدتك في رمضان".
وأنهى الناقد الفني حديثه مؤكداً أن صناع المسلسلات استغلوا هوس الجمهور بمواقع التواصل الإجتماعي لعمل دعاية لمسلسلاتهم من خلال أغنية تنتشر على تلك المواقع، بجانب التريلر التقليدي.