أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية، فرنسواز نيسين، الإثنين 9 أبريل/نيسان 2018، أن فرنسا ستساعد السعودية على تشكيل أوركسترا وإنشاء دار للأوبرا، في وقت تسعى المملكة المحافظة للانفتاح على الغرب بدفع من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يزور فرنسا.
وقالت نيسن للصحفيين بعد توقيع اتفاقات مع نظيرها السعودي، عواد العواد، في باريس: "اليوم تم توقيع اتفاق مع دار الأوبرا في باريس لمساعدة السعودية على تشكيل أوركسترا وطنية وإنشاء دار للأوبرا"، بحسب ما ذكرت الوكالة الفرنسية.
ووصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى فرنسا بعد ظهر الأحد 8 أبريل/نيسان 2018، قادماً من الولايات المتحدة، وتناول العشاء مساءً مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بمتحف اللوفر في وسط باريس.
وفي حين أمضى ولي العهد 3 أسابيع بالولايات المتحدة حيث عقد لقاءات ووقَّع اتفاقات عديدة، لن تستمرّ زيارته فرنسا إلا 3 أيام، وسط تكهنات كثيرة أحاطت بجدول أعماله، الذي لا يزال غامضاً.
وتسعى "رؤية 2030" لتطوير قطاع الثقافة في المملكة، وتأسيس مراكز حاضنة للإبداع، وتوفير منصات للمبدعين، وكذلك خلق صناعة ثقافية تُعنى بالفن والمسرح والسينما، والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيسي للتواصل بين الناس ورافد للاقتصاد.
وعبّر قصر "الإليزيه" عن أن الرئيس الفرنسي يرغب قبل كل شيء في إقامة علاقة تعاون جديدة مع السعودية، التي ستدخل مرحلة اقتصادية واجتماعية واعدة، خاصةً في إطار البرنامج التنموي الضخم "رؤية 2030" الذي تبلغ تكلفته نحو 500 مليار دولار.
وتبدي السعودي اهتماماً للاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجال تطوير منظومة للشركات الناشئة، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وفرنسا العام الماضي نحو 11 مليار دولار، بارتفاع بنحو 9% مقارنةً مع 2016، فيما يشترك البلدان اللذان يجتمعان في عضوية مجموعة الـ20 بأولويات اقتصادية متشابهة، وعزم على إطلاق العنان لإمكانيات المجتمع المدني باعتماد النهج القائم على التمكين، كما السعي على الاستمرار في إجراءات الإصلاحات المهمة في بلديهما.