15 دقيقة هي ما يحتاجه الحميدي الحربي هذه المرة حتى الوصول لأول وأقرب قاعة سينما من منزله، بعد أن كان يحتاج لأكثر من 8 ساعات حين كان يقطعها براً حتى الوصول إلى مدينة دبي ليشاهد فيلماً سينمائياً.
هذه باختصار ما تلخصه الحالة العامة للسعوديين، الذين كانوا يحتاجون لمسافات طويلة حتى الوصول لأقرب قاعة سينما في دبي أو البحرين، فبعد 18 أبريل/نيسان 2018 لن يحتاجوا لتكرار مثل هذه المعاناة.
فالحربي مثل كثيرين غيره في المملكة اعتبر أن "اليوم تاريخي وأخيراً حين أعلنت هيئة الترفيه افتتاح أول قاعة سينما في السعودية".
السعوديون على موعد مع فيلم البطل الخارق Black Panther، وهو الفيلم الأول الذي سيُعرض في أول صالة سينما بالسعودية، التي تقع بمركز الملك عبد الله المالي بين أكثر من 59 ناطحة سحاب، وهو المركز الذي يعد فريداً من نوعه في الشرق الأوسط من حيث طريقة التصميم والمباني العملاقة والشاهقة..
حنان ذات الـ 30 عاماً، والتي تسكن على ضفاف الساحل الشرقي في المنطقة الشرقية، قالت إنها ليست متحمسة لحضور الفيلم الأول؛ لكونها لا تفضل أفلام الخيال العلمي، لكنها حتماً ستكون هناك لتعيش تلك اللحظات الأولى وستحضر لمشاهدة أفلام أخرى، ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي ستحضر فيها حنان لصالة السينما؛ بل رافقت قبل أسبوعين عائلتها لمشاهدة فيلم سينمائي في البحرين؛ لكونها تضم أقرب قاعة لها، كما تقول.
سعر تذكرة السينما 50 ريالاً
الحميدي الحربي (33 عاماً)، يقول إنه لن يحتاج لقضاء أوقات فراغه بالمنزل أو في الكافيهات التي اعتاد المكوث فيها ساعات، "فبعد وجود قاعات سينما ستكون حتماً هي المكان المفضل لي ولزوجتي"، بحسب قول الشاب الذي يعمل في وزارة العدل.
وعلمت "عربي بوست" أن أسعار التذاكر ستكون 50 ريالاً سعودياً (ما يعادل 13 دولاراً)، وهي – بحسب الشاب أبو سعود – "معقولة ومناسبة للجميع"، وخاصة أن آخر عرض سينمائي حضره كلَّفه الكثير، فقد شاهده في "الوست فيلد" في العاصمة البريطانية لندن قبل نحو 4 أشهر.
مصدر لـ "عربي بوست": المكان مختلط
أما بالنسبة للأمر المثير للجدل دوماً؛ الفصل بين الجنسين، فقالت مصادر لـ "عربي بوست" بأنه لم يعد أمراً يشغل الكثير من الناس. ولهذا "لن يكون هناك فصل بين الجنسين؛ بل سيكون المكان مفتوحاً للجميع"، بحسب المصدر.
ومن المتوقع – حسب اقتصاديين بالسعودية – أن تبلغ عوائد السينما في المملكة بحلول العام 2030، نحو 90 مليار ريال، بحسب صحيفة "الاقتصادية" السعودية.
وفيما يخص الأفلام السينمائية وما تعرضه من مَشاهد قد يعتبرها البعض غير مناسبة للمجتمع السعودي، قال آدم آرون الرئيس التنفيذي لشركة AMC العملاقة المشغلة لصالات السينما، إنه يتوقع نسخ الأفلام التي تُعرض في دبي أو الكويت، وستكون ملائمة للعرض بالسعودية.
وتمتلك شركة AMC أكبر سوق لتشغيل السينما بالولايات المتحدة؛ إذ تشغل ما يزيد على 8200 شاشة في 661 دار عرض.