كانت المسلسلات التركية موزَّعة على شركات الدوبلاج الناطقة باللهجة السورية، ثم انطفأت الشاشات فجأة، وتوقَّف العمل.
هذا ما حدث بعد قرار شبكة قنوات MBC السعودية منع عرض المسلسلات التركية، والذي وضع صناعة الدوبلاج السورية في حالة ترقب.
رغم أن القرار أصدرته شبكة تلفزيونية واحدة، فإن القائمين على الصناعة يتخوفون من أن تطبقه قنوات أخرى.
قرار المقاطعة سيكون نهائياً
بشار سلمان بشار سلمان مالك مجموعة أوان الإعلامية والتي تضم شركة يونايتد المتخصصة بالدوبلاج، قال إنه تلقى قبل القرار تسريبات من بعض أصدقائه في MBC عن احتمال صدور قرار بخصوص الدراما التركية.
لم تكن الأمور واضحة حينها، وفاجأ القرارُ الجميعَ.
ويرى سلمان أن السبب سياسي بحت؛ لأن "منح الدراما التركية ساعات طويلة من البث جاء بالتزامن مع ازدهار العلاقات التركية – العربية. لكن، بعد تصاعد الأزمة بين السعودية وتركيا، صدر قرارٌ بوقف العرض. بالتأكيد، سيجد الأتراك نوافذ أخرى ليطلّوا من خلالها على العالم العربي، لكن ربما لن تكون مثل نافذة MBC التي تعتبر الأقوى".
ويتوقع سلمان أن يكون القرار نهائياً وأن تمتد القطيعة إلى قنوات أخرى، مثل بعض القنوات المصرية.
في المقابل، يستبعد سلمان تأثير هذا المنع على الدراما التركية نفسها، فهي متطورة وتباع خارجياً لما يقارب 54 دولة، على حد قوله. يباع المسلسل التركي محلياً، ويدبلج إلى عشرات اللغات الأخرى. "المسلسل التركي عالي الجودة من ناحية الإخراج والنص والممثلين. ومؤسسات صناعة الدراما التركية احترافية ومتطورة، ومدعومة بقوة".
الدراما التركية ستعثر على نوافذ أخرى
دبلجة الأعمال غير التركية كانت موجودة على لائحة العمل أصلاً، كالأعمال الهندية والكورية والإيرانية والإسبانية. "بالتأكيد، ستجد ثقافات أخرى جديدة لها مكان، في حال تراجعت وتيرة الأعمال التركية"، على حد قول المدير العام لشركة NiS المتخصصة في صناعة الدوبلاج، نبيل الدقّاق.
يؤكد أيضاً أن الدراما التركية ستطلُّ على المُشاهد العربي من نوافذ جديدة بعد نجاحها في الشارع العربي؛ نظراً إلى التشابه الكبير بين الثقافة التركية وثقافة العديد من الدول العربية. واعتبر أنه في ظل وجود الفضائيات المفتوحة، من الصعب على أي جهة إعلامية تطبيق ثنائية "السماح والمنع".
البداية من روسيا والبرازيل
يقول بشار سلمان إن عدد ساعات البث على محطات MBC ثابت، ما يعني أن تحل أعمال أخرى مكان الدراما التركية، كالمسلسلات والبرازيلية والأرجنتينية والباكستانية والهندية وغيرها.
يضيف، "سيعود الأمر إيجابياً على الشركات في سوريا؛ لأن الدراما التركية ستبقى مستمرة على محطات أخرى؛ ومن ثم ستزداد ساعات الإنتاج، والانفتاح على ثقافات أخرى".
يحكي سلمان أن شركته دبلجت مؤخراً 4 حلقات من أربعة مسلسلات برازيلية، حصلت على حقوق بيعه في العالم العربي. ومن المقرر طرح مسلسلين روسيَّين، باعتبار "أن الظرف مناسب من أجل العمل على دبلجة لغات جديدة".
وختم حديثه لـ "عربي بوست" بالإشارة إلى أن شبكة قنوات TRT الحكومية التركية تنوي افتتاح محطة متخصصة وغير مشفرة للدراما التركية – حسب زعمه -.
ودبلجة الأعمال التركية مستمرة دائماً
على فيسبوك، ظهرت صفحة متخصصة بصناعة الدوبلاج في سوريا، تحت اسم "مبدعو دوبلاج سوريا صوتنا فن". أطلقها الممثل وائل ناجي لإلقاء الضوء على الأعمال والممثلين.
يقول ناجي إن دوبلاج الدراما التركية ما زال قائماً، وهي ما تزال تُعرض على قنوات أخرى غير MBC؛ منها "قطاع الطرق"، الذي نفذته شركة الفردوس لصالح قناة beIN، و"طبقة مخملية"، بالإضافة إلى مسلسل "حلو ومُرّ" الذي نفذته شركة ABC. ومن الأعمال التركية أيضاً، مسلسل "قيامة أرطغرل" على قناة قطر، والذي نفذته شركة NiS. وأخيراً، مسلسل "عشق ودموع" على قناة OSN، بتنفيذ من شركة سامة.