عودة المرأة الخارقة.. ثورة نسائية “عنيفة” تهيمن على أفلام الحركة في 2018

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/17 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/17 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش

بعد رواج هاشتاغ #MeToo على الشبكات الاجتماعية لرصد حالات التحرش، واتهام العديد من الرجال ذوي النفوذ في هوليوود بارتكاب تصرفاتٍ جنسية مرفوضة، تقاتل السيدات في هوليوود لإعادة موازنة الأمور مع توقعات بهيمنة المرأة السوبر على إيرادات شباك التذاكر هذا العام.

إذ كانت أدوار البطولة في الأفلام الثلاثة الأنجح في الولايات المتحدة خلال العام الماضي 2017 من نصيب النساء، وجاء فيلم Star Wars: The Last Jedi في المركز الأول، يليه فيلم Beauty and the Beast، ثم فيلم Wonder Woman.

ومع ذلك، لا تزال هوليوود تتجاهل مشكلتها الذكورية، غير أنَّ عام 2018 يبدو أنَّه العام الذي ستنال فيه النساء فرصتهن ليسيطرن على الشاشة في أفلام خيالٍ علمي، وأفلام حركة ضخمة، وأفلام جاسوسية ذات بطولة نسائية.

وفي تقرير مطول استعرضت صحيفة "الغارديان" خطة عمل هذا العام مبرزة فيها الأدوار النسائية.

فبراير/ شباط: المرأة تنقذ الكوكب من غزو الفضاء

البداية في شهر فبراير/شباط مع فيلم الخيال العلمي البيئي Annihilation للمخرج أليكس غارلاند، مخرج فيلم Ex Machina. وتؤدي فيه النجمتان ناتالي بورتمان وجينيفر جيسون لي دور عالمتين في ثيابٍ حرارية تقودان بعثةً نسائيةً لموقع تعرَّض لغزو كائناتٍ فضائية.

مارس/آذار

تكتشف جينيفر لورانس قدرتها على أداء الأدوار الإجرامية والجاسوسية في فيلم الحرب الباردة Red Sparrow، الذي تؤدي فيه دور راقصة باليه روسية تتحول إلى جاسوسة، فيما تحقق أليسيا فيكاندر تقدماً بارزاً في مسيرتها كنجمةٍ عالمية بأدائها دور لارا كروفت في فيلم Tomb Raider Reboot.

الصيف المقبل

بعيداً عن الأبطال الخارقين من الذكور، فمن المتوقع أن يكون أقوى أفلام الصيف فيلم Ocean's 8، ذو البطولة النسائية الجماعية الذي سيصدر في يونيو/حزيران المقبل.

وتشارك فيه حفنة من النجمات مثل كيت بلانشيت وساندرا بولوك وهيلينا بونهام كارتر وريهانا وميندي كالينغ وآن هاثاواي وسارة بولسون وأوكوافينا. تؤدي البطلات دور عصابةٍ من 8 نساء تسرق عقداً ماسياً قيمته 150 مليون دولار من احتفال جمع تبرعات لصالح متحف متروبوليتان.

أكتوبر/تشرين الأول

تخلع النجمة كلير فوي، نجمة مسلسل The Crown، ثيابها الملكية، وترتدي زي روني مارا الجلدي الضيق حين تؤدي دور ليزبيث سالاندر في فيلم The Girl in the Spider's Web.

هذه هي الأسباب وراء موجة النساء البطلات

في عام 2016 بلغ نصيب البطولات النسائية من أفضل 100 فيلم 29%، وكان نصيبها من أفلام الحركة والإثارة 3% فقط.

وربما نشهد الآن عصراً جديداً يمكن النساء من الإشراق على الشاشة، في رد فعلٍ على هاشتاغ #MeToo وقضية المنتج الهوليودي هارفي وينشتاين. بيد أنَّ الأفلام الضخمة في عام 2018 متفقٌ عليها قبل فترةٍ طويلة من ظهور الأحداث المؤسفة في العام الماضي. فما الذي يجري إذاً؟

شيلي كوب الأستاذة المساعدة المتخصصة في الأفلام بجامعة ساوثهامبتون أنَّ الفضل يعود جزئياً إلى شخصيتي هيرميوني غرينجر في فيلم Harry Potter، وكاتنيس إيفردين في فيلم Hunger Games. وأضافت: "أظن أن فيلمي Harry Potter وHunger Games كانا نقطة التحول في نهضة الأفلام الضخمة ذات البطولات النسائية. فوجود تلك الشخصيات الأصغر سناً جذبت جمهور الألفية، وكبرت معهم. وبات هذا الجمهور الآن جمهوراً بالغاً مهتماً بأبطال أفلام الحركة والإثارة وبطلاتها".

بعد زلزال Wonder Woman

وقالت الكاتبة السينمائية والناقدة السابقة كيت موير إنَّ اهتمام الصناعة السينمائية المفاجئ بالأفلام ذات البطولات النسائية يرجع إلى أسبابٍ مادية في المقام الأول. وأضافت: "أعتقد أنَّ الأمر متعلقٌ بالاقتصاد، وهذا أكثر ما تهتم به هوليوود عادةً.

فعلى مرِّ السنوات العشر الماضية، لاحظ الناس أنَّ النساء يستطعن الهيمنة على شباك التذاكر هيمنةً ساحقة". وذكرت أنَّ شاشة التلفاز مهَّدت الطريق بأعمالها المصوَّرة عن بطلاتٍ "قويات متضاربات مُعقَّدات".

أدركت الصناعة السينمائية مدى تلهُّف الجمهور لرؤية أفلام إثارة وحركة ذات بطولة نسائية العام الماضي عندما زلزل فيلم Wonder Woman صالات السينما. إذ جاء الفيلم، الذي وصفته هيلاري كلينتون بأنَّه "ملهم" كصاعقة برقٍ خاطفةٍ، في وقتٍ مناسب تماماً مخاطباً روح العصر الأنثوية (مع أنَّ بعض الناشطات النسويات لا يعتبرونه فيلماً مناصراً للمرأة).

وباعتبار ذلك الفيلم أنجح أفلام الأبطال الخارقين للعام الماضي، فالأهم من ذلك أنَّه ربما وضع نهايةً لقصص نادي فتيان هوليوود الخاطئة المردَّدة منذ سنوات (مثل: "أن الرجال لا يشاهدون أفلاماً تتحدث عن النساء"، و"أنه ليس من الممكن تمويل فيلمٍ نجمته امرأة").

ويقال إنَّ المخرجة باتي جنكينز تفاوضت على أجرٍ قياسي بالنسبة لامرأة يتراوح بين 7 و9 ملايين دولار لعمل جزءٍ ثانٍ.

وتقول موير: "الأمر مهم. الفتيات الشابات ارتدين زي المرأة الخارقة في عيد الهالويين العام الماضي، وسيرتدين زي لارا كروفت في العام الجاري. أنه يتسلل داخل الثقافة حقاً، ويغير الطريقة التي تكبر بها الفتيات".

الشاشة الكبيرة تتجاهل النساء

وأبدت ميليسا سيلفرشتاين مؤسِّسة مدونة Women and Hollywood ملاحظةً حادة حيال تجاهل قصص النساء لفترةٍ طويلة لدرجة أنَّهن أصبحن الآن شيئاً جديداً، وقالت: "بصراحة، السر في المحتوى النسائي الآن أنَّه محتوى جديد، لأنهن تعرضن للتجاهل لوقتٍ طويل. أنت تنظر إلى هؤلاء النساء اللاتي كنَّ دائماً شخصياتٍ ثانوية في الأفلام، وكأنَّنا نقول الآن: لنجعلهن محور الأحداث".

وعن الفيلم الذي تترقبه في 2018، قالت إنَّها بانتظار فيلم الإثارة والحركة Proud Mary الذي سيُعرض في مارس/آذار من بطولة تاراجي هينسون -نجمة فيلم Hidden -Figures التي تؤدي فيه دور قاتلةٍ مأجورة تملك مجموعة أسلحة من شأنها أن تجعل جون ويك يموت غيظاً.

وأضافت: "سأكون متشوقةً لأرى ما سيحققه الفيلم. نحتاج إلى المزيد من البطلات غير البيضاوات وغير الشابات (إذ أنَّ تاراجي أميركية من أصول إفريقية تبلغ من العمر 47 عاماً). ومن المثير بالنسبة لي أن أرى كيفية تحرُّرنا من عباءة الأنماط السائدة مجسدة بفتياتٍ شابات بيضاوات".

المرأة الخارقة ليست بالضرورة شقراء

وعلى صعيدٍ آخر، فإنَّ فيلمين من أكثر الأفلام المنتظرة في 2018 يضمان بطلاتٍ من مختلف الأعراق. إذ أسندت المخرجة آفا دوفيرناي للنجمة ستورم رايد -نجمة فيلم 12 Years a Slave- دور ميغ ماري الفتاة المراهقة التي تُنقذ العالم في فيلمها المقتبس من رواية A Wrinkle in Time للكاتبة مادلين لانغل.

وبينما يُعد الممثل شادويك بوسمان هو النجم الظاهري لفيلم Black Panther الذي أنتجته شركة مارفل، تُنبئ مشاهدة الفيديو الدعائي بأنَّ مُقاتلات شعب واكاندا (لوبيتا نيونغو، وأنغيلا باسيت، وداناي غوريرا، وليتيشا رايت) سيسرقن الأضواء.

وقالت شيلي: "لدى البطلات البيضاوات لأفلام الإثارة والحركة تاريخٌ أطول". وتعتقد أنَّنا قد نبدأ رؤية محاولات هوليوود الأولى لعلاج نقص التنوع في الأفلام. وأضافت: "لا أظن إنَّ ذلك تغيرٌ جذريٌ يعالج كل شيءٍ إلى الأبد، لكنني أعتقد أنَّنا يمكننا ربط تلك الأفلام بهاشتاغ #OscarsSoWhite".

وقالت الناقدة السينمائية كاثي كلارك: "استغرقت مني مشاهدة المقطع الدعائي الكامل لفيلم Red Sparrow محاولتين. إذ يُظهِر المقطع جينيفر لورانس في لقطتين بثوب سباحةٍ يبرز رقبتها وسرتها، وذلك أزعجني. لا تسيئوا فهمي، فهي تبدو مذهلةً".

ويضيف :لكن هل نحن حقاً بحاجةٍ إلى رؤيتها في الإعلان بملابس السباحة؟ مرتان؟ ما يأخذنا إلى الحقيقة المحبطة وهي أن واحداً فقط من أفلام النساء في عام 2018 -التي تحدثت مع الخبراء عنها- من إخراج امرأة: ألا وهو فيلم A Wrinkle in Time للمخرجة آفا دوفرناي. لذا توقعوا الكثير من هذه الطريقة الذكورية في إضفاء الطابع الجنسي على الشخصيات النسائية وسلوكهن".

النساء لم يهبطن على الأرض من الفضاء البعيد

ومع أنَّ باتي جينكينز حققت لشركة وارنر بروس أرباحاً تصل إلى 413 مليون دولار في فيلم Wonder Woman، لا تزال هوليوود غير قادرةٍ على التخلص من الشعور بعدم إمكانية الاعتماد على النساء اعتماداً كاملاً لتحمُّل مسؤولية فيلم.

وقالت أليس لو بطلة فيلم الرعب Prevenge ومخرجته: "يُنظر إلى المخرجات على أنَّهن خطر، وبالرغم من ذلك، أعتقد أنَّ النساء قد يراودهن شكٌ في قدراتهن لأي أسبابٍ مجتمعية أو طبيعية أو تربوية.

بينما تجد أحياناً مخرجين رجالاً متحمسين للغاية بلا أدنى فكرة عمَّا يتوجب عليهم فعله، سوى أنَّهم يملكون ثقةً تامةً في عبقريتهم. وقد يفسدون الأمر برمته، لكن ذلك لا يهم، فهم يرون أنفسهم ناجحين، ومن ثمَّ، فهم مُحصَّنون ضد الانتقادات. أظن أنَّني أود الحصول على شيءٍ من تلك العقلية".

وتحدَّثت أليس عن جمود فكر الصناعة السينمائية بشأن أنواع الأفلام التي ينبغي أن تُخرجها النساء، قائلةً: "طُلِب مني إخراج "أفلام نسائية". وكأنَّ "النساء" نوعٌ من الكائنات المنفصلة. وأعني بذلك الأفلام التي تؤدي فيها النساء الأدوار الرئيسية، وربما الموضوعات التي تُعتبر نسائيةً فقط، كالأمومة والرومانسية والمشاعر. صحيحٌ أنَّ تلك الموضوعات قد تكون رائعةً في بعض الأحيان. لكنَّ لسان حالك يقول: أنا من ضمن البشر، وقادرةٌ على الكثير من الأشياء. لم لا يفكرون في الاستعانة بي إلَّا في مثل هذه الموضوعات؟ هل يعني ذلك أنَّني كائنٌ منفصل عن الآخرين؟".

المرأة الخارقة كانت دوماً هناك

ليس جديداً أن تؤدي ممثلاتٌ أدوار البطولة في أفلام الحركة والإثارة. (ولعل أبرز أمثلة أتذكرها على ذلك: النجمة سيغورني ويفر في سلسلة أفلام Alien، وليندا هاميلتون في سلسلة أفلام Terminators، وفيلم Thelma and Louise، وأنجلينا جولي في دور لارا كروفت، وفيلم Salt، وميلا جوفوفيتش في فيلم Resident Evil، وسكارليت جوهانسن في فيلم Lucy).

غير أنَّ الإحصاءات تُظهر مدى قلة الفرص المتاحة لهن. ففي عام 2016، بينما بلغ نصيب البطولات النسائية من أفضل 100 فيلم 29%، كان نصيبها من أفلام الحركة والإثارة 3% فقط.