نفى الممثل المصري أحمد السقا عن نفسه صفة "المطبِّلاتي" (تُطلق على محابي السلطة في مصر)، مؤكداً صحة الأنباء التي تناقلها الإعلام حول تجسيده شخصية رئيس بلاده الحالي، عبد الفتاح السيسي، في فيلم يحمل اسم "سري للغاية"، مشدداً على أن "الدكتور مرسي كان رئيس مصر، شئنا أم أبينا"، وأن الفيلم لم يُصنع للسخرية منه أو من أي جماعة أو فكر.
جاءت أقوال الممثل، الذي يُعتبر من نجوم الصف الأول فنياً بمصر، في تدوينة نشرها بحسابه على فيسبوك في الـ16 من يناير/كانون الثاني 2018، بدأها بالشكوى من إساءات وشتائم كيلت له و"لأمه وأبيه وعياله" بعد نشْر ما وصفه بـ"الصور الصماء" لشخصيات العمل، ومنها صورته وصورة الممثل أحمد رزق في دور رئيس مصر السابق محمد مرسي.
بعدها، بدأ السقا بالحديث عن العمل، قائلاً إنه وزملاءه "عاملين فيلم اسمه (سري للغاية)، يؤرخ لحقبة زمنية مررنا بها جميعاً؛ لتوضيح حقائق للمصريين. وليس معنى كلامى أننا نسخر من فكر أو من جماعة أو من رئيس شئنا أم أبينا .. فقد كان رئيساً لمصر، وأعني دكتور مرسي".
ووجَّه الممثل كلامه لـ"المتربصين" -حسب تعبيره- الذين انتقدوا تقديمه شخصية السيسي، قائلاً: "أما عن نفسي، فأجسد بالفعل شخصية اللواء السيسي، الذي أصبح وزيراً للدفاع ثم رئيساً لجمهورية مصر العربية… آي نعم، لا أصل لكل هذه المراحل، وأعني تدرجاً وظيفياً، ولكن لي الشرف. وبالطبع -وأكرر بالطبع- لي وجهة نظر.. كلامي هنا للمتربصين أو لمن يختلفون مع الرئىس الحالي أو لمن يرغبون في الخلاف فقط .. لأعضاء الجماعة أو الثوار وأصحاب الأيديولوجيات.. استعجلتوا في الحكم على فيلم مهذب أنصف الجميع، وأعطى الجميع حقه بما فيهم دكتور مرسي، وتعرَّض للشخصيات السلبية بمنتهى الأدب ولم يستغل عيوبها الحقيقية ليكسب شرائح عدة، قد يكون منهم من صدَّقوا هذه العيوب".
وقبل أن يُنهي السقا بشكر الجمهور، أكد في تعليقه المذكور أنه يحب مصر وليس بـ"مطبلاتي"، وشدد على أنه لن يسمح هو وزملاؤه بالتجريح، منتقداً دون تسمية أحدٍ، الصحفيين الذين حاولوا تسجيل سبْق فـ"عَمَلُه غلط".
ثم أعاد تأكيد حقيقة أنه شُتم، نافياً أن يكون مكلَّفاً من جهة، و"لم يتعرض للضغط"، حسب تعبيره.
فيلم "سري للغاية"
وكانت أخبار السقا قد تصدرت المشهد الإعلامي في مصر بعد نشر صوره بالزي العسكري، ليتضح أنه سيقوم بالفعل بتجسيد شخصية السيسي في فيلم يتناول أحداثاً سياسية وقعت في الفترة ما بين الـ25 من يناير/كانون الثاني من عام 2011 وهو تاريخ اندلاع الثورة، والـ30 من يونيو/حزيران، عندما أُجبر الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، على التخلي عن منصبه، ولا يزال سجيناً لدى السلطات المصرية.
هذا مع العلم أن تقريراً لموقع "العربي الجديد" قد أكد أن كاتب السيناريو وحيد حامد كُلِّف كتابة العمل "فيما بدا تكليفاً رئاسيّاً لعمل يتزامن عرضه مع الانتخابات أو التفويض الجديد، أو ما سيستقر النظام عليه في التعامل مع انتهاء فترة الرئاسة الأولى لعبد الفتاح السيسي". لكن المؤلف عاد ونفى أن يكون له علاقة بالفيلم؛ لاعتراضه على تكليف المخرج محمد سامي تنفيذ العمل، حسب التقرير ذاته.
فيما قال مصدر خاص، لـ"عربي بوست"، إن السيسي التقى شخصياً عدداً من القائمين على تنفيذ الفيلم، وعلى رأسهم مخرجه محمد سامي، وبطله السقا، بالإضافة إلى ممثلين من مجموعة "العدل غروب" التي ستساعد في إنتاجه.