وجّه عضو في البرلمان الألماني اتهاماً لقناة تلفزيون رسمية مخصصة للأطفال في بلاده، بالعمل على نشر "دعاية خطيرة ومدمرة والمتاجرة بقيم التسامح والتلاعب غير المسؤول بعقول الأطفال والقُصّر، وتلقينهم أفكاراً مغلوطة" بعد أن بثت القناة فيلماً عن قصة حب تجمع بين لاجئ سوري وفتاة ألمانية.
وعبر النائب ديرك شبانيل في أكثر من منشور على على صفحته على موقع فيسبوك، عن عدم اقتناعه ببث قناة Kika أواخر العام 2017 لهذا العمل، وهو جزء من سلسلة أفلام قصيرة تحمل اسم "هذا عالمي".
فيما ترى القناة أن شبانيل يحاول أن يربط بين العمل الفني، وبين جريمة قتل وقعت لفتاة عمرها 15 عاماً في مدينة كاندل غربي ألمانيا، ويُشتبه في أن يكون القاتل شاباً أفغانياً يبلغ من العمر 16 عاماً، كان صديقها السابق.
وتساءلت القناة عما إذا كان السياسي المنتمي لحزب AfD يريد أن يقول إن كل لاجئ يشكل خطراً على صديقته.
ولكن من يمعن النظر في هذا الفيلم، الذي تبلغ مدته 26 دقيقة، فلن يرى سوى "عرض لطيف وهادئ، يتناول كيفية التعامل مع بعض الاختلافات الثقافية"، حسب تقرير أفرده موقع النسخة الألمانية من "هاف بوست" واصفاً العمل بأنه "ليس تقييماً أو تصنيفاً، ولكنه محفز على الحوار والمناقشة".
ويقدم الفيلم صورةً للعلاقة بين فتاة ألمانية تُدعى كريستين مالفينا، تبلغ من العمر 16 عاماً، وشاب سوري مسلم، جاء لاجئاً إلى ألمانيا، ويبلغ من العمر 19 عاماً، يُدعى ضياء. (قالت القناة في البداية إن ضياء يبلغ من العمر 17 عاماً فقط). والفيلم بعنوان: "مالفينا وضياء والحب".
قصة الفيلم
في الفيلم يحكي ضياء، وتحكي مالفينا، وكذلك والداها وبعض معارفها، عن رأي كل منهم في هذه العلاقة من وجهة نظرها، إذ تعرّفت مالفينا على ضياء في مأوى للاجئين، حيث كانت مالفينا تعطي دورات في اللغة الألمانية للأطفال.
وفي هذه الأثناء تطورت العلاقة بينهما على مدار 17 شهراً، يتناول الفيلم الحديث عن الحب، والعوائق الثقافية والدينية.
في مقطع من الفيلم تقول مالفينا "لا يسمح لي بارتداء الملابس القصيرة، ولكن الطويلة فقط. بالكاد يسمح لي بارتداء ملابس تصل إلى الركبة فقط، وهذا أقصى ما أستطيع فعله".
تريد أن تحافظ على حبه لها، لأنها ترى أن علاقتهما أهم بكثير من فستان قصير، حتى إنها لم تعد تأكل لحم الخنزير أيضاً.
ويقول ضياء إنه لا يستطيع تقبل رؤية مالفينا وهي تعانق أحد أصدقائها القدامى "أنا أرى أنها ملكي فقط، تماماً كما أنني أيضاً ملكها وحدها، تلك هي قناعتي".
من ناحية أخرى أوضحت مالفينا أنها ردت رداً واضحاً على تساؤلاته التي كان يلمح بها في البداية، عما إذا كانت سترتدي الحجاب أو تعتنق الإسلام "كنت أقول له أنا مسيحية، ومتحررة".
أما والدا مالفينا فإنهما يشعران بالقلق من أن يفاجَأوا بابنتهما في أي وقت وقد ارتدت الحجاب، ويؤكدان أن هذا التكيف سوف يتجاوز كافة الحدود، بمجرد أن تبدأ ابنتهما بمخالفة قناعاتها الخاصة.
وترد مالفينا بأنها كانت قادرة على إنهاء العلاقة لو كانت شعرت أن هذا الاختلاف والتباين في القناعات يرهقها، إلا أنها اختارت أن تقدم بعض التنازلات من أجل الحب.
مدونون يمينيون ينتقدون الفيلم
من ناحية أخرى أبدى شبانيل ومعه العديد من المدونين اليمينيين انزعاجهم الشديد من محتوى الفيلم.
وقال شبانيل على صفحته على موقع فيسبوك "تقدم قناة KiKa الفيلم بشكل مؤثر، وتُخَلّف انطباعاً راسخاً بأن ثمة نهاية سعيدة لهذه القصة، فبحسن النية وبعض التنازلات سيصبح كل شيء على ما يُرام، ولكن لا أرى أبداً أي مجال للتوافق".
ويرى أنها "لو كانت حقاً متحررة، لأدارت له ظهرها على الفور".
اتهام للاجئين بالكذب
Huch, plötzlich ist Diaa aus Syrien volljährig. Das ging aber fix. "Aktualisierung" heißt diese Blitzalterung bei Kika. Können @ARD_Presse oder @ZDF das mal erklären? pic.twitter.com/4gFF1O8KJ8
— Julian Reichelt (@jreichelt) January 8, 2018
ويعتقد مهاجمو قناة KiKa أن ضياء، الذي يظهر بلحية، قد يكون أكبر من 17 عاماً.
في إشارة إلى الإشكالية الشائعة بأن جميع اللاجئين الذين يدعون أنهم دون السن القانونية، ليسوا بالضرورة دون سن الثامنة عشرة بالفعل، وكانت القناة قد نشرت تصحيحاً مؤخراً بأن ضياء يبلغ من العمر 19 عاماً.
النص القصير المصاحب للفيلم هو المزعج وليس الفيلم!
تقرير "هاف بوست" أشار أيضاً ألى أن شبانيل انتقل إلى نقطة أخرى في انتقاده للفيلم، تتعلق بالتعليق المختصر المكتوب أسفل الفيديو "إنها قصة شاب من سوريا، يقع بجنون في حب أميرة، ومضى على زواج مالفينا وضياء 14 شهراً. بالطبع، أن تقع فتاة ألمانية وشاب عربي في حب بعضهما البعض أمر لا يحدث أبداً بسهولة".
إذ يرى أنه سيئ، ويبدو أسلوبه طفولياً أكثر مما يُفترض، بغرض التعاطف والتفاعل مع الفيلم، الذي يعتمد فقط على أداء وأصوات الشخصيات الحقيقية.