أول فلسطيني يفوز بجائزة مهرجان البندقية يُحرم من عرض فيلمه بوطنه.. والمخرج مُصرٌّ على موقفه!

على الرغم من قيام ممثل فلسطيني ببطولته، ألغت بلدية رام الله مقر السلطة الفلسطينية عرضاً لفيلم "قضية 23"، أو إهانة، الذي سبق أن فاز بجائزة أفضل ممثل في الدورة الـ74 من "مهرجان البندقية السينمائي".

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/22 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/22 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش

على الرغم من قيام ممثل فلسطيني ببطولته، ألغت بلدية رام الله مقر السلطة الفلسطينية عرضاً لفيلم "قضية 23″، أو إهانة، الذي سبق أن فاز بجائزة أفضل ممثل في الدورة الـ74 من "مهرجان البندقية السينمائي".

ولَم يشفع للفيلم حصول بطله الممثل الفلسطيني، كامل الباشا، على جائزة أحسن ممثل عند عرض الفيلم في مهرجان البندقية العريق، ليصبح أول عربي يحصل على هذه الجائزة، ولا أن قصة الفيلم تتناول مأساة لاجئ فلسطيني في لبنان.

الممثل الفلسطيني كامل الباشا

فقد قرَّرت بلدية رام الله منعَ عرض الفيلم في إطار مهرجان سينمائي في المدينة، والسبب أنه من إخراج المخرج اللبناني زياد دويري، وذلك بعد ضغوط من نشطاء طالبوا بمقاطعة الفيلم بسبب "تطبيع" دويري مع إسرائيل.

وكان من المقرر عرض فيلم "قضية 23" أو "الإهانة" للدويري، مساء الإثنين، 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2017في اختتام مهرجان أيام سينمائية في فلسطين، وهو عبارة عن فعالية سينمائية سنوية تنظم بهدف نشر الثقافة السينمائية المحلية والعالمية، بحسب المنظمين.

وأعلنت البلدية، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أنها قررت إلغاء عرض الفيلم المقرر في أحد مرافقها، وذلك بعد أن دعا نشطاء إلى مقاطعته وتنظيم وقفة ضد عرضه أمام قصر رام الله الثقافي التابع للبلدية.

السلم الأهلي




وقال مدير عام بلدية رام الله أحمد أبو لبن "انطلاقاً من مسؤولياتنا بالحفاظ بشكل أساسي على السلم الأهلي، قررنا إيقاف عرض هذا الفيلم"، واستدرك قائلاً: "لا يعني هذا الاستجابة لأي طرف من الأطراف".

ودعت البلدية في هذا الإطار إلى "حوار جاد ومسؤول، يحدد ماهية ومعايير التطبيع" مع إسرائيل.

وتجري أحداث فيلم "قضية 23" في أحد أحياء بيروت، حيث تحصل مشادة بين طوني وهو مسيحي لبناني، وياسر وهو لاجئ فلسطيني. وتأخذ المشادّة أبعاداً أكبر من حجمها، وتُرفع القضيّة إلى المحكمة على وقع تضخيم إعلاميّ يضع لبنان على شفير انفجار.

وأقسى جمل الحوار في الفيلم جاءت على لسان طوني، عندما توعَّد غريمه الفلسطيني قائلاً، إنه "سيجعله يتمنَّى عودة أيام شارون"، وهو مهندس مجازر المخيمات الفلسطينية في لبنان عام 1982.

ويتأجَّج الصراع حتى يصبح دائرة انتقام، تطحن الرجلين ومن يحيط بهما، ليجدا نفسيهما في مواجهة مع الذات، لإعادة الحسابات والأفكار والمسلمات.

الفيلم من بطولة عادل كرم، يشاركه في التمثيل: ريتا حايك، وكميل سلامة، وعبيدو باشا، وجوليا قصار، وفؤاد يمّين، ودياموند أبو عبود، وطلال الجردي، وكامل باشا، وكريستين شويري، ومن كتابة وإخراج: زياد دويري، ومن إنتاج شركة "روج إنترناشيونال".

نهج مدمر


المخرج زياد دويري

وقالت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل "بي دي إس"، التي تدعو إلى مقاطعة الدولة العبرية لحين إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، في بيان "بما أن زياد دويري لا يزال يدافع عن التطبيع فإن عرض أفلامه من قبل المهرجانات العربية، بما فيها الفلسطينية، وبغض النظر عن النوايا، لا يمكن إلا أن يشجعه على الاستمرار في نهجه التطبيعي المدمّر".

وكان دويري صوَّر في عام 2012 مشاهد من فيلمه "الصدمة"، المقتبس عن كتاب "الاعتداء" للكاتب ياسمينا خضرا، في إسرائيل. وتدور القصة حول جراح عربي إسرائيلي يعالج المصابين في هجوم انتحاري في تل أبيب، ليتبين في النهاية أن منفذة العملية هي زوجته الفلسطينية.

في المقابل، دافع دويري مراراً عن فيلم "الصدمة" ورفض الاعتذار عنه.

تحميل المزيد