اللوفر رفض عرض التمثال بسبب “وقاحته”.. ضجَّة كبيرة في باريس بسبب عمل فني يحمل إيحاءً جنسياً

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/19 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/19 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش

رغم أنها عاصمة الفن والحريّة، فإن باريس تشهد في كثير من الأحيان جدلاً كبيراً بشأن ما إذا كان من المفترض عرض بعض الأعمال الفنية الجريئة للجمهور.

ودار آخر جدال حول تمثال معدني عملاق يشبه الصندوق، ويبدو وكأنه يجامع حيواناً، ما يعكس حسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن الأعمال الفنية "شديدة الوقاحة" قد تمثل بالنسبة لبعض متاحف باريس علامة فخر.

وتم تركيب هذا التمثال الذي يحمل اسم "دومستيكاتور"، ويبلغ ارتفاعه 12 متراً، ووزنه 30 طناً، وهو من أعمال النحات الهولندي جويب فان ليشوت، في موقع باريس الرئيسي للنحت الحديث، وتحديداً في ساحة متحف الفن الحديث في بومبيدو. ولكنه لم يعرض هناك إلا بعد أن رُفض من قبل متحف اللوفر بسبب "وقاحته".

لماذا مُنع من اللوفر؟


كان العمل معروضاً في البداية في حديقة التويلري، المجاورة لمتحف اللوفر -المتحف الأكثر زيارة في فرنسا- كجزء من معرض الفن المعاصر الدولي السنوي في العاصمة الفرنسية.

لكن رئيس اللوفر جان لوك مارتينيز تراجع في اللحظة الأخيرة عن استضافته خوفاً من الجدل حوله.

وقال مارتينيز: "إن ردود أفعال الجمهور على مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي حول العمل قد خلقت تصوراً خاطئاً لهذا العمل، الذي قد يكون وقحاً جداً بالنسبة للجمهور التقليدي في حديقة التويلري".

جاء قرار اللوفر بعد مناقشة عبر الإنترنت، حول ما إذا كان عمل فان ليشوت يبدو حيوانياً أم بشرياً، وعما إذا كان من الصعب أن يعرض خارج المتحف الفرنسي المرموق. وعادة ما يعرض متحف اللوفر الأعمال الحديثة إذا كانت مرتبطة بمجموعاته التاريخية الخاصة.

هذه رسالته


وأصرَّ الفنان فان ليشوت على أن عمله الفني ليس وقحاً بأي شكل من الأشكال، قائلاً إنه يتعلق بتسليط الضوء على "الأسئلة التي تطرحها عملية التدجين (استئناس الحيوانات) في عالمنا"، ولم يكن الغرض منها الإيحاء بفعل جنسي.

وقال فان ليشوت لرويترز: "لقد فوجئت في البداية، ثم شعرت بخيبة أمل، بطبيعة الحال، لأن متحف اللوفر لن يتمكن من عرض العمل الفني. أنا لا أعتقد أنه بذيء. أعني، أنا لا أعرف ما يمكنني القيام به لجعله أقل بذاءة". وأصرَّ على أن عمله يبرز استغلال الحيوانات من قبل البشر في الزراعة والصناعة، مع تسليط الضوء على القضايا الأخلاقية المحيطة بذلك.

مضحك وليس فاحشاً


وقال مركز بومبيدو، الذي وافق على عرض هذا التمثال، إن العمل ليس بأي حال من الأحوال فاحشاً، بل إنه مضحك.

وأوضح برنارد بليستين، مدير مركز بومبيدو، "فاحشٌ، إباحي؟ حسناً، الفحش في كل مكان، والمواد الإباحية، للأسف في كل مكان، لكن بالتأكيد ليس في هذا العمل الفني".

وتم عرض العمل الفني لمدة ثلاث سنوات في بوخوم، بألمانيا دون أي جدال. ولكن باريس هي أرض خصبة ليست فقط لرؤية دلالات مفعمة بالحيوية في النحت الحديث، ولكن أيضاً لتخريب الأعمال التي تعتبر مثيرة للجدل والمعروضة في الهواء الطلق.

فمنذ ثلاث سنوات، وضع الفنان الأميركي بول مكارثي عمله الفني المسمى "شجرة" بالقرب من وزارة العدل الفرنسية، وفندق ريتز في ساحة بلاس فندوم في باريس، فتم استهدافه من قبل المحافظين. صفع وجه مكارثي في الأماكن العامة، وقطع المخربون كابلات النفخ، فقرر الفنان التخلي عن عرض العمل. في ذلك الوقت، قالت عمدة باريس آن هيدالغو، إن الحادث كان هجوماً غير مقبول على الحرية الفنية.

وفي عام 2015، أثار عمل الفنان أنيش كابور، المسمى بـ"العمل القذر"، والمصنوع من قمع ضخم من الصلب، وضع بين الحجارة المكسورة في حدائق قصر فرساي، أثار شكاوى اليمين وتعرَّض مرتين للتخريب عن طريق كتابة عبارات معادية للسامية عليه.

علامات:
تحميل المزيد