أطلقت شبكة "HBO" الحلقة الأولى من مسلسل "The Deuce" المنتظر عرضه منذ إعلان بدء العمل عليه، وقد حققت الحلقة نسبة مشاهدة كبيرة وصلت إلى 2.2 مليون، رغم تصنيفه العمري لما فوق 18 عاماً، وهو ما يعد رقماً كبيراً بالنسبة إلى الحلقات التمهيدية.
تدور أحداث المسلسل في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في مدينة نيويورك حول الدعارة والجنس وترسيمها كصناعة حقيقية، كما يسلط الضوء على الحياة التي عاشها مواطنو مانهاتن في تلك الفترة، حيث المخدرات والجنس والعنف هما المسيطران على عالمهم، مما أدى إلى انتشار مرض الـHIV.
المسلسل من بطولة جيمس فرانكو في دور توأمين مختلفين في أشياء متعددة، أحدهما يعمل في حانة والآخر متخرج جامعي ومتعلم، وماجي جيلنهال في دور بائعة هوى وأم لطفل تدعى كاندي.
لماذا حققت الحلقة التمهيدية نسبة مشاهدة عالية؟
عوامل عديدة جاءت وراء نسب المشاهدة العالية والآراء النقدية الإيجابية حول حلقة المسلسل الأولى وأولها أنه من تأليف ديفيد سيمون مبتكر مسلسل "The wire" والذي حقق نجاحاً كبيراً وصنف كواحد من أفضل المسلسلات الأميركية، فمن المعروف عن سيمون اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة لشخصياته، والصورة الكاملة للعالم الذي يقدمه من خلال محتوى جذاب وشيق للجمهور، كما قدم من قبل عالم تجار المخدرات في "The Wire".
كما أن نجوم المسلسل يتمتعون بشعبية جماهيرية واسعة ومنهم النجم جيمس فرانكو، إضافة إلى أن الحلقة من إخراج الكندية ميشيل ماكلارين المعروفة بحلقاتها المميزة في المسلسل الشهير "Breaking Bad".
عالم مجهول
واحد من أهم الأسباب وراء صنع المسلسل هو ذلك العالم المجهول للعاملين بمجال الدعارة وصناعة الأفلام الجنسية، وهو ما دفع القائمين على العمل إلى محاولة كشفه بكل حيادية، فقد قالت ماجي جيلنهال في حوار معها "الأفكار التي نمتلكها عن العاملين في هذا المجال مبهمة جداً، مضيفة أنها تأمل بأن يساهم المسلسل في تسليط الضوء على حياة أولئك الأشخاص الذين عانوا كثيراً في حياتهم المظلمة.
وقالت ليزا لوتز، من المساهمين، في كتابة المسلسل إن العمل لم يهدف إلى إظهار الشخصيات النسائية في المسلسل كمنكسرات، بل تعمد إظهار الحالة الكاملة لهن، فرغم اختياراتهن الخاطئة والتجارب المريعة التي مررن بها، إلا أنهن لم يكن أبداً مجرد ضحايا صامتين.
"نجاح المسلسل يكمن في التفاصيل" هكذا قالت منتجة المسلسل نينا نوبل والتي سبق لها التعاون مع سيمون، مضيفة أنهم تواصلوا مع عاملين حقيقيين في هذا المجال لاستنباط قصص حياتهم وتفاصيلها وأحداثها، خاصة ممن عاشوا في فترة السبعينيات والثمانينيات.
وقالت نوبل إن المسلسل يهدف إلى استكشاف حقيقتهم خاصة النساء، ومواقفهم المختلفة في الحياة، مشيرة أنها غير متأكدة كيف سيستقبل الجمهور تلك القصص، وأضافت قائلة "إنه تحدٍّ بالنسبة إلينا، فالموضوع ليس فقط من منظور جنسي على الإطلاق".
وقالت ميشيل ماكلارين عن المسلسل "نحن في هذه السلسلة لا نمجد الجنس، بل نتعامل مع الكراهية، ومعاملة المرأة كسلعة، ولكي تلاقي تلك الموضوعات صدى، عليك أن تتعامل معها بصدق وأمانة".
نكات في مواقف صعبة
من أهم نقاط القوة في المسلسل عمله على استعراض كافة وجهات النظر، وليس العاملين فقط في مجال صناعة الجنس، وقد ظهر ذلك في أحداث الحلقة الأولى من خلال أحد المشاهد بين كاندي بائعة الهوى وطالب ثانوي، حيث رأينا وجهة نظر المراهق عنها وعن عملها، كما قدم المشهد درساً اقتصادياً من كاندي بطريقة كوميدية ساخرة، حين قارنت بين وظيفتها ووظيفة والد المراهق في بيع السيارات، مشيرة أن الاثنتين عمل، ولهما مقابل.
وقالت ليزا لوتز عن ذلك المشهد "من الجيد إظهار الشخصيات وهي تلقي النكات في المواقف الصعبة التي يواجهونها، فهذه هي الحياة، حتى في أشد المواقف صعوبة غالباً ما يجد الناس أشياء يضحكون حيالها".
وأشارت نينا نوبل أن المسلسل يقدم انغماساً كاملاً في ذلك العالم المعقد بكل أطرافه بأسلوب ممتع ومثير للاهتمام، مضيفة "لا يقدم المسلسل الإجابات السهلة أبداً وهو ما اعتدناه في الأعمال السابقة لسيمون".